يقاس مدى رقي و تطور الأوطان وبروز حضاراتها من خلال ما يقدمه كتابها و شعوبها للوطن والمواطَنة ,التي تنبعث وتنطلق فعالياتهم بالأساس من مرجعيتهم الوطنية وحبهم للوطن فتنشأ القوانين التي تحمي الوطن وتحدد الثواب والعقاب ومن خلال الوطن وبه يتحدد النظام والدستور والاتباع فالوطن هو المقدس الثاني بعد الله , وبه تقاس الحضارة و الإبداعات , والولاء للوطن كفيل بأن يحميه من هجمات الأعداء لذلك تتشكل الجيوش التي تحمي حدوده وتتشكل الشرطة والأجهزة الأمنية من أجل أن تكون في خدمة الشعب لا قتله واضطهاده!, ثم السيطرة على أي خلل يسيء للوطن والمواطن وتحدد قوانين الوطن نمطا يحميه ويحمي مواطنيه من أي مساس قد يضر, وتتكفل بقية الفعاليات والأنشطة في الدولة من خلال الوزارات والمؤسسات من أجل تطبيق واستمرارية سلاسة هذين الشيئين وهما بناء الوطن وإسعاد المواطنين .. أما اذا كان الكتاب يميلون بولائهم ويطبلون لمرجعيات تنفع أعداء الوطن و تسعدهم على حساب الوطن والمواطنين فانهم بذلك يكونون قد خانوا الشعب والوطن الذي وجدوا فيه. وهذا ما استنكرته ورفضته الجماهير الثائرة في انتفاضتها حين رفضوا الاتباع الأعمى والولاء لهم بعد أن خانوا ثقة الشعب وأصبحوا يلقنوه على حب الفرس والخنوع لهم ,ليس على حساب كرامة العراقي حسب وإنما تعدتها إلى لقمة العيش والحياة الكريمة وكأنهم جاؤوا ينتقمون من بلدنا وشعبنا ففرطوا في ثرواتنا ونهبوها وهذا أهم سبب جعل شباب الوطن يخرج للشارع كافرا بكل القيم التي أوجدتها العمائم ووكلائهم ووزرائهم في العملية السياسية التي أوجدها المحتلين الأمريكي والفارسي للعراق فليس من المعقول أن نفرط بالخيرات التي حبانا الله بها ونقدمها لفارسي حاقد على كل شيء اسمه عربي .. نظرة لأخوتنا العرب في الأحواز المحتلة تكفي لكي تعطي لكلامنا خير دليل ومصداقية على كراهية الفرس للعرب واضطهادهم إياهم ويكفي أن نشير إلى معاملة الفرس السيئة للزوار العراقيين لإيران وتكفي المقابلات التلفزيونية للفرس التي يبدون فيها حقدهم وكراهيتهم للعرب بكل صراحة .
أليس اذن من المستغرب والمشمئز أن نرى من يسمون انفسهم مثقفين وكتاب يروِجون إلى الآن لعبودية الفرس و يمجدون بهم وبعملائهم من رؤساء ميليشيات ووزراء وبرلمانيين ومرجعيات.!! والفرضية المثبتة فأن المثقف لديه القابلية والإمكانات الفكرية التي تجعله قادرا على كشف الحقيقة وفهم ما يجري ,فأصبح حال بعض الكتاب كحال المعممين الذي يعرفون انهم يدجلون ويكذبون ويمجدون ( كي ينتفعون هم) ويطلبون من متبعيهم محبة واتباع من تسبب بالويلات لهم ولشعبهم ووطنهم . اذن فلكل هؤلاء الكتاب و(المثقفين) أقول أنتم لا تختلفون عن المعممين الكذوبين المصلحيين الذين سعوا لتلقين بعضنا الذل والرضا به والذين يبحثون على الاستفادة المادية على حساب الوطن , الذين علّموا بعضنا أن يكونوا عبيداً للفرس والذين علّموا بعضنا أن يقبلوا أقدام الفرس ويتطينوا ويعوون !!.. الجندي العراقي إبان الحكم الوطني لقن هؤلاء المتعجرفين الفرس دروسا في قوة العرب التي أعادتهم لموقعهم الطبيعي وكسرت خشموهم في القادسية الثانية فتأتون انتم وتقلبون الآية من خلال كتاباتكم المضللة والممجدة بعملاء وضعهم المحتل قادة فاسدين كانوا يقاتلون مع الأعداء ضد وطنهم وعذبوا شبابنا وأسرانا ثم جاؤوا ليسرقوا خيرات العراق وشعبه ويفرطون بها لفارسي حقود لا تهمه غير المتعة والضحك على الذقون العربية .! لا أدري كيف تسول لكم نفوسكم فعل ذلك .. مالكم ومال ولائكم الطائفي والعنصري و المصلحي الذي قلبكم إلى وحوش تشارك بافتراس الوطن وأبناءه , كيف ارتضت نفوسكم هذا الانحدار الخلقي كي تعملوا ضد وطنكم وتخونوا الثقة التي أولاكم إياها .
أليس غريبا بعد كل القناعات الجديدة التي حملها واكتشفها وفجرها شباب الوطن وبعد كل ما حصل ويحصل للوطن و لأبنائه أن تبقوا على نهجكم الخاطئ وتكونوا معاول للهدم وتلميع صور الخونة والمجرمين ؟!..ان اخترتم أن تكونوا كذلك فأنتم أحرار لكنكم لن تختلفوا عن المعممين الذين نبذهم الشعب وستكون اَخرتكم مثلهم وسينبذكم الشعب مثلما نبذ وكره كل المعممين من أصغرهم إلى أكبرهم.. لقد استمعتم لهم في انتفاضتهم ماذا يقولون ومن يسبون فاتعظوا وقوموا فورا بتصحيح مواقفكم وما تكتبون بعودة حميدة للوطن .
العودة بسيطة وهي أن تعتصموا بالمرجعية الوطنية لا الطائفية أو المصلحية ولا غيرها وأن تتخذون مرجعية الوطن مقياسا لسلوككم وما تكتبون وأن تصطفوا مع الوطن والمواطن لا ضده وسنكون حينها و كل الشعب بخير