إيران تخفض أموال الميليشيات السورية مع تشديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية

 قامت إيران بقطع التمويل عن جماعات الميليشيات في سوريا، حيث لا يزال اقتصادها يعاني من تجدد فرض العقوبات الأمريكية، بعيد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015.

   وأفادت جماعات مسلحة تدعمها طهران، أنها قد فقدت رواتبها بشكل كامل، وحتى أن المساعدات المالية لأقرب حليف لإيران، جماعة حزب الله اللبناني، جفت في الأشهر الأخيرة.

   وقال أحد المقاتلين مع ميليشيا مدعومة من إيران في سوريا: إنه قد فقد في الآونة الأخيرة ثلث راتبه، ومزايا أخرى كثيرة، مصرحا بذلك لصحيفة نيويورك تايمز: “لقد ولّت الأيام الذهبية ولن تعود”. فإيران ليس لديها ما يكفي من المال لتمنحنا إياه.

   وقال مقاتل مجهول آخر: “أنت لست في حزب الله كي تحصل على المال”، أنت تعطي دمك وروحك لأنك تصدّق ذلك، ولكن إذا كانت عائلتك في الشارع، فكيف يمكنك القتال؟

   وفي يناير / كانون الثاني، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن إيران تواجه أصعب وضع اقتصادي منذ 40 عامًا، وأن الولايات المتحدة تتحمّل المسؤولية الصريحة. فقد شهدت البلاد انخفاض عملتها، وتراجعت الأسعار، وتوقعات النمو تنخفض منذ أن جددت الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية ضد طهران العام الماضي.

    لقد انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الهامّ؛ الذي تمّ توقيعه في عام 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما في شهر مايو، على الرغم من احتجاجات روسيا، والصين، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة. ولكن في وقت سابق من هذا الأسبوع، أشاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو بالضغط على إيران، مؤكدًا خلال رحلته إلى لبنان أنها “تهدف إلى وقف تمويل الإرهابيين، وهي تنجح..”.

   ومع ذلك تبقى الأسئلة المهمة إلى أي مدى يمكن للضغوط المالية الإسهام في القضاء على الحركات التي تحركها أيديولوجيا وسياسية؟

  اعترف حسن نصر الله زعيم حزب الله، بالمصاعب التي تعيشها إيران، لكنه دعا ذراع جمع التبرعات التابع للحركة إلى “إتاحة الفرصة للجهاد بالمال، وأيضًا للمساعدة في هذه المعركة المستمرّة”.

ويخشى أيضًا أن تدفع العقوبات الجديدة إيران إلى بناء علاقات اقتصادية أقوى مع الدول المجاورة كتعويض عن الخسارة.

  لقد عمقت إيران من تعاونها مع العراق. والآن تدفع الحكومة العراقية للميليشيات التي رعتها، مما يسمح لإيران بالاحتفاظ بنفوذها في البلاد بتكلفة بسيطة على نفسها. كما تمّ استثناء تركيا، وإيطاليا، واليابان، والصين، والهند من العقوبات، حيث اعتمدت على إيران للحصول على النفط وغيره من شبكات التجارة الإقليمية المتكاملة التي توفر للبلاد بعض الإمكانيات لمزيد من التطوير.

    وقالت ماريا فانتابي، كبيرة المستشارين في شؤون العراق في المجموعة الدولية للأزمات: إن طهران تركز على بناء علاقات دبلوماسية تتجاوز العلاقات المالية، وإعطاء البلاد سبل دعم أخرى عندما تستهدفها الولايات المتحدة اقتصاديًا.

    والمشكلة مع هذه الإدارة الحالية في الولايات المتحدة هي أن الأمر كله يتعلق بالمال والتواجد على الأرض، ولكن ليس هذا فقط، بل كيف تعمل في المنطقة”، قالت: “الأمر كله يتعلق بالعلاقات”.

    وتحرص إيران أيضًا على الاستثمار في إعادة إعمار سوريا. في يناير، وقع البلدان اتفاقية لتخفيف التحويلات المصرفية لجعل التمويل متاحًا بشكل أسرع. كما التزمت طهران ببناء ما يبلغ قيمته 213 مليار ليرة سورية (412 مليون دولار)، و526 ميجاوات من محطة توليد الكهرباء في اللاذقية، وخط أنابيب للغاز من بانياس لتزويده بالوقود، ليتم الانتهاء منه في غضون ثلاث سنوات. لكن مع بدء العقوبات، فإن قدرتها على المساهمة الفعالة في استعادة بناء سوريا لا تزال غير مؤكدة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى