تسارع وسائل الإعلام الإيرانية الخطى لتناول موضوع الهجمات الإسرائيلية على أذرعها في العراق ، حيث عنونت على صدر صفحاتها ” على طهران أن تضع خطًا أحمر لإسرائيل في بغداد ” ، في الوقت الذي تستمر فيه الهجمات تباعاً ، وبشكل مبرمج مستهدفة مخازن أسلحة قوات الحشد الشعبي المدعومة من إیران، حيث استُهدفت مجموعة من مخازن الأسلحة والذخيرة للمرة الرابعة على التوالي كما تم الإعلان عن ذلك رسمياً من جانب المصادر العراقية .
وسائل الإعلام الإيرانية دخلت على خط الأزمة بقوة ، حيث تناولت بالعرض والتحليل ووجهات النظر هذه الهجمات، معتبرة أن هدفها إرسال مجموعة من الرسائل ، وأنه لم يكن هدفها فقط استهداف الحشد الشعبي في أنحاء مختلفة من الجغرافيا العراقية، بل هناك رسائل عميقة وذات مغزى للإيرانيين اللذين يجب عليهم التحرك ، ولكن ليس من باب مواجهة إسرائيل بشكل مباشر ، بل من زاوية الدفع نحو تقوية الجبهة العراقية ، ومد حلفائها بأسلحة نوعية ودقيقية ، وتلقين نتنياهو وترمب درساً قاسياً.
طهران متأكدة من أن الهجوم کان من جانب إسرائيل، لأهداف تريد الحد من نفوذها الإقليمي ودورها المتعاظم في العراق ، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو استخدم الهجمات كحملة دعائية لهزيمة منافسه الانتخابات ، وإرسال رسالة إلى العراق بأنها ستتحول إلى ساحة للمواجهة والقتال إذا أرادت البقاء على “جبهة المقاومة.
السلطة في طهران فعليا اتخذت القرار – كما تتحدث التحليلات ووجهات النظر الإيرانية – بعد أن توصلت إلى قناعة مفادها إن على إيران أن تضع خطًا أحمر لإسرائيل، وأن تتخذ تدابير رادعة، وإلا ستستمر الهجمات وبشكل أكثر كثافة من ذي قبل.
نائب وزير الدفاع الإيراني ، قاسم تقي زاده، دخل على خط الأزمة ، وأعلن إن بلاده تمتلك صواريخ دقيقة للغاية لم تكشف عنها حتى الآن. وأضاف تقي زاده أن إيران تقوم بإنتاج الصواريخ بمستوى ومقدار التهديدات، قائلا: “نعلم في الوقت الحالي أن التهديدات تصل إلى حد 1800 كيلومتر، لكننا أضفنا على مستوى دقتها في الاستهداف”. وقال المسئول العسكري الإيراني “نقوم بإخفاء كثير من الإنجازات حتى نفاجئ بها العدو في يوم ما، وأكد تقي زاده أن “إيران لا تبحث عن الحرب، لكنها سترد بقوة ضد من يعتدي عليها ، لكن اللافت أن حديث زاده في طل ما يجري إلى أنه تطرق إلى أهمية تعزيز نظرية ” السواتر ” من خلال أهمية تعزيز قدرات أذرع طهران في المنطقة ، لاسيما في العراق الذي يواجه اعتداءات اسرائيلية متكررة دون القدرة على الرد ، لهذا بات يرى أهمية دعم ” المؤمنيين العراقيين ” والذي يرى فيهم قاعدة واعدة متقدمة للدفاع عن الأمن القومي الإيراني
الأيام حبلى بالتطورات ، طهران تحاول توظيف المذهبي والسياسي والعسكري وسلاح الفتوى ، ومن المؤكد أن المحاولات في طهران تجري على قدم وساق لجعل العراق أحد أهم الساحات لتصفية الحسابات مع الخصوم والمنافسين ، لا سيما مع واشنطن وتل أبيب ، الأمر الذي من شأنه أحد ترتيب الأوراق بما يعزز خدمة إيران ونفوذها ، ويسهل من مهمة تحقيق أكبر قدر من المكاسب على حساب العراق وأزمات المنطقة .