تتوالى التطورات والأحداث في المنطقة على وقع الانتفاضة العراقية التي امتازت كونها عابرة للطوائف والمحاصصة لجهة إعادة رسم خطوط وقواعد لعبة جديدة أعقاب اضطرابات العراق، والتي أدت إلی مقتل ما يزيد على 100 شهيد ، وأكثر من الفي جريح ، هنا نستذكر ما قاله الرجل المقرب من المرشد علي خامنئي حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة “كيهان”، وممثل ولي الفقيه في مؤسسة كيهان والذي اقترح علی المتظاهرين العراقيين مهاجمة السفارة الأميركية في بغداد ، وتحميل مسئولية ما يجري هناك إلى المخطط السعودي والاماراتي متسائلاً: لماذا لا ینهي الشباب العراقي المتدين والثوري الذي صنع في السنوات الأخيرة العشرات من الملاحم العظيمة والمثالية، عمله البطولي بالهجوم السفارة الأميركية في بغداد؟ أليست مر ًکزا للتجسس والتآمر ضد الشعب العراقي المظلوم؟ معتبراً أن احتلال السفارة الأميركية في إيران عقب انتصار الثورة “حقق الكثير من المكاسب، على اعتبار أنها مركز للتجسس والتآمرضد العراق ودول المنطقة لا سيما إيران ، معتبراً أنها أهم أوكار التجسس في المنطقة .
التسريبات الاعلامية الإيرانية باتت اليوم تخشى أن يحدث العكس تماماً ، وهو قيام المتظاهرين العراقيين باحتلال السفارة الإيرانية في بغداد، بسبب اتهام هؤلاء بتورط طهران في المؤامرات والدسائس، حيث ادعت أن بعض الصحف الإسرائيلية، قد دعت المتظاهرين العراقيين إلى مهاجمة السفارة الإيرانية في بغداد ، و أخذ الدبلوماسيين الإيرانيين كرهائن في العراق، مستذكرة ما حدث في القنصلية الإيرانية في البصرة، على الرغم من كونها محافظة شيعية على حد زعم الإيرانيين ، والتي تعرضت القنصلية فيها، يوم 7 سبتمبر (أيلول) 2018 ،لهجوم من قبل أشخاص اعتبروا طهران ضالعة ومسئولة عن الوضع المعیشي المتردي لسکان هذه المدینة، وما آل إليه العراق من دمار سياسي واقتصادي واجتماعي ، لكن ماذا كان رد الفعل الإيراني بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في البصرة، والكلام على عهدة الإعلام الإيراني ، قامت وزارة الخارجية الإيرانية باستدعاء السفير العراقي في طهران واتهمت الحكومة بـ” التقصير والإهمال” عن حماية القنصلية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية وقتها السفير عباس موسوي ، إن إيران تتوقع من بغداد “تحديد واعتقال ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة الخطيرة في أقرب وقت ممكن، واعتبار ما قام به المتظاهرين من خلال استهداف القنصلية الإيرانية في البصرة هو “جريمة خطيرة تستدعي التصرف بمزيد من الحزم والقوة
والسؤال المهم والمحوري هنا ماذا سيكون ردة فعل الحكومة الإيرانية في حال استهداف السفارة الإيرانية في بغداد ونتائج وتداعيات ذلك على النفوذ الإيراني هناك ، في الوقت الذي يوصي فيه حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الأعلى، باحتلال السفارة الأميركية في بغداد؟ وتحريض المحتجين العراقيين لاستهداف سفارات لدول عربية خاصة السعودية والإماراتية .