غالباً ….لايسعى لرئاسة الوقف أحد ويتمناه ويبذل جهده في ترشيح نفسه،ويتملق لأهل النفوذ، لنيل المنصب ، الا مغموص الورع ،رقيق الدين ،لايبالي بآخرته ،ولا يتحسب للوقوف بين يدي الله تعالى والكيس من حسب المكسب والخسارة حسابا صحيحا، فلم يحرص عليها، ولم يجر وراءها ولم يسألها، ولم يلح في طلبها، ولم يشترها بدينه، أو بماله، أو بعرضه، أو بكرامته، فإن هو عف عنها، وكان كفؤأ لها، جاءته وحدها وأعانه الله، وإن سألها، وكان ضعيفا عن أحمالها، فأعطيها، حجبت عنه إعانته عليها، وتركه الله في عثراتها، ومن هنا كانت وصيته صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة: لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها ووصيته لأبي ذر الغفاري، وكان ضعيف البدن، ضعيف الخبرة( إني أراك ضعيفا، وأحب لك ما أحب لنفسي) من جلب الخير ودفع الشر( فلا تأمرن على إثنين ولاتولين مال يتيم ) وقد وصف الحرص عليهابان عاقبتها خزي وندامة يوم القيامة
وكانت سياسته صلى الله عليه وسلم أن لا يولي من يسأل الإمارة،
وقد طلب رجلان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوليهما، فقال لهما: إنا لا نولي من سأل، ولا من حرص،
وذلك لأن سؤال الإمارة ينم عن جهل بتبعاتها، أو طمع في مغانمها ، واستهتار بمسئولياتها، وربما قرب وولى أقاربه محاباة لهم فيفسدون ويتحمل اوزارهم وفسادهم في الدنيا والاخرة ومثل هذا الحريص لا يولى. لأنه لن يعان عليها، ومن لا يعان من الله عليها سيخذل وتكثر ورطاته وعثراته ومثله لا يصلح لها، أما الاستدلال بطلب يوسف فهذا نبي مسدد بالوحي ولم يفعل ذلك الا بأمر الله تعالى ووحيه لا بشهوة ورغبة منه قال تعالى (وكذلك مكنا ليوسف في الارض) . فهذا جزء من التمكين والتدبير الذي تم برقابة الوحي و توجيهه وتسديده!!
أما من رشح من جهة أمينة دون سعي منه ولاحرص ولارغبة فعسى أن ينجو ، ومع ذلك فهو على خطر عظيم وستطول وقفته أمام الله تعالى وسيحاسبه على كل درهم وفلس وعن نيته فيه ولماذا وأين وكيف وماذا أردت به!!
والعاقل الحريص على آخرته يبتعد عن مواطن الزلل والخطر ويخفف مسؤولياته قدر الامكان ، ليمر على الصراط خفيف الظهر بلا أثقال ، ولا أوزار. والله المستعان !!