
الاجتماع العسكري الاخير في واشنطن كان مهماً جداً لواشنطن بعد الاستهتارات المتزايدة وعدم الاحترام لطلبات الجيش الامريكي او السفارة الامريكية للقيادات الايرانيه بعدم التدخل في شؤون العراق والمساس بالامن القومي الامريكي، وذلك بالسيطرة على السلاح والمال والوقود المتوجه الى حزب الله اللبناني عبر الاراضي السورية، وايقاف المخدرات الايرانية/السورية القادمة الى بغداد من عبر الحدود. بالاضافة لتبليغ ايران ان امريكا هي المسؤول الاول على العراق ثم بريطانيا ثم ايران، واعلام الصين وروسيا ان لا يتطاولوا كثيراً بالتدخل في سياسة العراق الداخلية والخارجية. المهم الاجتماع هو لاعادة السيطرة الامريكية على العراق والمنطقة بعدها، بعد ان بدءً التنين الصيني والدب الروسي بالاضافة الى إيران باستغلال الفراغ/الضعف الامريكي في المنطقة، ولهذا جمعوا قيادات الجيش العراقي وبدؤا بتشكيل المجلس العسكري بقيادة وزير الدفاع وعضوية رئيس الاركان وقائد الفرقة الذهبية وبعض من القيادات العسكرية المهمة الاخرى وليكون مفصولاً عن الحكومة وحامياً للدستور( نسخة مشابه من النظام الباكستاني الذي يعجب امريكا).
المجلس له ميزانية منفصلة وعالية لبناء جيش قوي ومحترف ووطني وبعيد عن الدين وقادر على حماية الحدود والسيادة العراقية. باختصار تحجيم دور سفارة ايران لتصبح سفارة شبية بسفارة دولة جيبوتي. تحجيم ايران معناه تصفية للمليشيات الايرانية المتواجدة في العراق وما اكثرها، تصفيةً لمنابع الفساد واعلاء شأن القضاء وتبديل قيادته. امريكا تريد نزع السلاح وحصره بايدي الدولة وتريد ان تبني اجهزة وطنية مستقلة عن التدخلات الايرانية ولكنها تريد ابقاء النظام الديمقراطي التي جلبته هي بنفسها، وهذا معناه ان المستفيد هم افندية السلطة وليس اصحاب المليشيات واول المستفيدين من سياسي بغداد برأي سيكون المالكي ( عدو امة الجبناء الحشدية)، ثم محمد الحلبوسي وثالثهم سيأتي من خارج العراق، والاخير طبعاً هو الشعب الذي ستخف عليه سطوة الحشد وايران، والمال المحدد لهم( المسروق من قبلهم) سيرجع للشعب.
التغير ليس للنظام كما يرغب القارئ، بل انهاء الحشد والقضاء على فساده واعادة السيادة وسيطرة امريكا مرة اخرى وبقوة من قبل وضع الجيش كحامي للدستور وليس رئيس الجمهورية. السفيرة رومانوسكي وبعد عودتها من اجتماعات واشنطن زارت الجميع في يوم واحد واعطت لكل واحد منهم ملهية ليهدء حتى اكمال المشروع الامريكي وبعدها لكل حادث حديث.
السوداني سيذهب الى نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية للملوك والرؤساء في الامم المتحدة وهناك من الممكن ان يحظي على لقاء سريع برتوكولي مع الرئيس بايدن ولاخذ الصور، وهذا ما يعطي الحجة لبايدن من عدم دعوته الى واشنطن. تهجم السفير الايراني على تحركات الجيش الامريكي انه قال “التحركات الأخيرة للأمريكيين في العراق مقلقة ومناهضة للسلام والاستقرار” ورد العلوية رومانوسكي عليه ” ان ايران اخر ما يجب ان تقلق لانها هي المصدر لكل المشاكل في العراق”. اربيل طبعاً غير معنية بهذه التغيرات ” الضربات/ التصفيات” التي ستشمل العراق العربي والحدود مع السليمانية لايقاف التهريب من كل العراق عربي او كردي، حتى ان الرئيس مسعود البرزاني قال “الامر لا يدعو للقلق من تواجد القوات الامريكية في العراق فهي كانت وما تزال قوات صديقة” وهذا صحيح جداً لان كردستان اربيل تتصرف كدولة لها قضاء عادل وفيها نظام سياسي شفاف وهذا ما تريده امريكا للاخرين أيضاً.
الشعب العراقي تعلم على كذب قيادات السلطة في العراق وبدون مستحاة منهم ولا اهتمام او تعليق من الشعب نفسه. يعني اصبح الناطق الرسمي لمجلس الوزراء او اي وزارة او مؤسسة حكومية عندما يلتقي بالصحفيين يكذب عيني عينك وفي اي موضوع يتم بحثه مع التعاون الكامل من قبل صحفي السلطة الذين يكتبون ما يمليهم هذا المسؤول بدون تحديه بالحقائق رغم توفرها عند الصحفي خوفاً من الملاحقة او فقدانه للرشوة الموعود بها. طبعاً رؤساء الوزراء بعد ٢٠٠٥ كلهم يكذبون على الشعب ضمن تمثيليات معدة ومخرجة من اجهزتهم الغبية قبل ان يبدء بالتصريح رغم ان الشعب باجمعه يعرف الحقيقة والكل حتى المقربون لرئيس الوزراء يضحكون عن ما يقوله.
اخر هذه الكذبات التي يعرف الشعب كله قصتها الجديدة والتي نشرة سابقاً مرات عديدة على التلفزيون هي قضية “إعادة معدات مصفى بيجي” والذي صرح السوداني انه “اعادها بعد فقدانها لمدة ٩ سنوات وقال انه اعاد بذلك اموال الدوله المنهوبة وانه سيقوم باعادة بنائه وتشغيله، هذا كلام للاستهلاك الإعلامي فقط له ولمستشاريه واعلامه يعرف هذه الحقيقة تماما.
الحقيقة الذي يعرفها الشعب ان هذه المعدات سرقة من قبل جماعة الشيخ اللا امين ( الخزعلي ومليشيته العصائب)، وهربت الى السليمانية محاولين ادخالها الى إيران ولكنها منعت على الحدود بتهديد امريكي بتدميرها اذا ما وصلت الحدود العراقية الايرانيه، ولهذا اضطروا بيعها لاحد التجار الاكراد وابقائها هناك في احدى المخازن وارادوا بيعها الى بغداد بمبلغ ١٠٠ مليون دولار ولكنها انتهت وبعد التدخل الامريكي مرة اخرى ان ترجع لبيجي بدون مقابل. هذه المعدات لا يمكن استخدمها لانها انتهى وقتها واصبحت سكراب وجميعها مستهلكة ومتآكلة من الداخل وغير صالحة للاستعمال تماما. والسبب هو أن المصفى عندما تم إيقافه عن العمل بقيت المعدات كما هي، وكان من المفروض أن يتم غسل وتنظيف منظومة المصفى بالكامل بالنيتروجين لإزالة التأكلات المستمرة بسبب الحوامض من المنظومة.
بقاء المصفى على هذه الحالة بدون تنظيف أدى إلى تأكل معظم الأجزاء الداخلية للمعدات بسبب تفاعل حامض الهيدروكلوريك الموجود في النفط الخام مع مكونات هذه الأجزاء من المعادن .
وأما ما يمكن تشغيله منها وهو جزء قليل جدا لايكاد يذكر فهو تقنيا أصبح خارج الخدمة ولايمكن الاستفادة منه. بعدها قرروا السارقين إعادتها بدون مقابل، وهنا تقدم السوداني وبدون خجل او مستحاة للكذب مرة اخرى على الشعب واستغلها لتسجيل (كم نقطة) إلى رصيده باعتباره وطني ومخلص وحريص على المال العام وعلى اعادة المسروقات، والعملية في الحقيقة هي كلها دجل وشعوذة وضحك على عقول الناس، وكان المستفيد الوحيد من العملية هي الجهة التي سرقت المعدات وهي ( العصائب ) وباعتها للتاجر الكردي الذي لا يعرف شيء بالصيانة او الخزن واعتقد انه سيعمل كم فلس من العملية التي خرج بها السوداني ليستمر الضحك على الشعب واللعب بمقدراته.
العراق من ضياع لضياع اخر وبأيدي رجال ليس لهم لا حول ولا قوة بل دمى مسيطر عليها من قبل ايران وان كل ما يقومون به هو تمشية مصالحا كولاة مكلفين بهذه المهمة من قائد عصابتهم الدجال اللا سيد خامنئي وممثليه في بغداد. الحراك العراقي يدعوكم وباستمرار ان تستغلوا الفرص التاريخية واخرها هي الحالية التي فيها امريكا تريد تنظيف المليشيات وهذا هوا الوقت للثورة والتغير بقيادة طلائع الشعب المثقف المدني وحراكه الوطني، وتذكروا ان الله معنا دائماً.