ادارة الازمات في المطارات المدنية والخطوط الجوية

د.مجيد خليل حسين/ نائب رئيس مجلس الطيران العالمي في مونتريال(كندا) سابقا

الحلقة الخامسة


ثانيا :في الخطوط الجوية

مقالات ذات صلة


تتماثل مراحل وقوع الازمات في الخطوط الجوية مع مثيلتها في المطارات بشكل عام ،و أزمات الطائرات غالبا ما تكون الجنسيات فيها متعددة داخل الطائرة الواحدة وقد تحدث الأزمة فى دولة أخرى غير دولة جنسية الطائرة والركاب، ما يجعل حوادث الطائرات دائما محط أنظار واهتمامات العالم بأسره،
12 مايو عام 2010 تحطمت طائرة إيرباص إيه 330 التابعة للخطوط الجوية الأفريقية . ،أثناء محاولتها للهبوط في مطار طرابلس الدولي ,القادمة من جنوب افريقيا وكان علي متنها 104 شخص. وقد تحطمت قبل المدرج بمتر واحد فقط ,و قد نجى من هذا التحطم طفل هولندي عمره 8 سنوات،
19 مايوعام 2016 تحطمت طائرة مصرية من طراز ايرباص 320 اقلعت من مطار شارل ديجول متجهة للقاهرة وقد اختفت من على الرادار في الساعة 2:45 فجراً بتوقيت القاهرة وكان على متنها 66 شخصا ،
وهناك اختلاف في طبيعة كل من ازمة المطارات وازمة الخطوطالجوية تتعلق بتعرض بعض الخطوط الجوية الى خسائر قد تدفعها الى اعلان الافلاس او الاندماج مع شركات اخرى كما حصل مؤخرا للخطوط الجوية الالمانية (لوفت هانزا ) باندماج الخطوط الجوية السويسرية معها .
وهنالك العديد من العوامل المؤثرة على ربحية صناعة الطيران،(وهي من أزمات الخطوط الجوية ) منها كلفة الوقود التي تتأثر بتغيرات سعر برميل النفط. وعلى الرغم من تراجع سعر النفط الى مستويات قياسية لخام برنت خلال الفترة الماضية إلا أن تكلفة وقود الطائرات ما تزال تستحوذ على 33 في المئة (وهي نسبة سجلت في عام 2008 عندما وصل سعر برميل النفط الى مستويات قياسية) من اجمالي التكاليف التشغيلية لشركات الطيران ما يعد مؤشرا آخر لتراجع الربحية ،
وتشير اياتا الى أن صناعة الطيران سجلت على مر التاريخ خسائر على المستوى العالمي عندما انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي الى ما دون نسبة 2 في المئة، ما يزيد من احتمالية التوقعات باستمرار تراجع أرباح صناعة الطيران هذا العام .

اسباب الازمة في المطارات والخطوط الجوية
سبق ان صنفنا الاسباب التي تكمن وراء الازمات في كلا القطاعين الى :
1-اسباب من فعل الانسان
2-اسباب تكنولوجية (في الطائرة أوفي المطار )
3-اسباب تعود لقوى الطبيعة ،تساقط الثلوج والعواصف: التقلبات المناخية هي أيضا لاعب رئيس في الحد من أرباح شركات الطيران ولا ننسى في هذا الصدد بركان إيسلندا في عام 2010 عندما توقفت حركة الملاحة الجوية بالكامل وأصبحت أوروبا بمعزل عن العالم حتى أنّ الكثير من الخبراء أكدوا بأن التأثير الاقتصادي لسحابة الغبار البركاني كان أكبر من الضرر الاقتصادي الذي ألحقته هجمات 11 سبتمبر 2001 بشركات الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أكدت التقارير الصادرة من منظمة الطيران الدولي أنّ قطاع السفر الجوي خسر اكثر من 250 مليون دولارا يوميا بسبب توقف الطيران في أغلب الدول الأوربية، ولم يقتصر الامر على الدول الأوربية التي تم إغلاق مجالها الجوي تماماً وإنما طال أيضاً كل مناطق العالم التي ترتبط بتلك الدول جواً أو التي يمر طيرانها في المجال الجوي في شمال وغرب اوروبا
4-تقلبات اسعار النفط : تعتبر صناعة النقل الجوي من أكثر الصناعات تعقيداً وذلك لأنها ترتبط بالكثير من الأمور التشغيلية والاقتصادية والمناخية التي تؤثر بشكل مباشر في هذه الصناعة حيث تعد من أهم العوامل التي تضع هذه الصناعة على المحك وتساعد في نفور المستثمرين من الدخول فيها سواء بشكل مباشر عن طريق إصدار رخص جديدة أو بشكل غير مباشر عن طريق الدخول في أسهم تلك الشركات الموجودة في سوق الأسهم، إضافة إلى ذلك يعتبر العائد على الاستثمار في هذه الصناعة لا يتجاوز 9% وهذه النسبة تعد غير مجدية للمستثمرين إذا ما نظرنا إلى حجم المخاطر التي تتعلق بهذه الصناعة لأنه كلما زات مخاطر الاستثمار يطالب المستثمرون بالمزيد من العوائد.

وتعد الأزمة المالية عام 2008 خير دليل على تأثير أسعار النفط والمردود الاقتصادي السيء للكثير من الدول في تلك الفترة على معظم شركات الطيران الدولي وذلك لسببين رئيسييين:
أولها زيادة أسعار البترول عندما وصل سعر البرميل إلى 148 دولاراً مما يؤكد أنه لا توجد صناعة تؤثر فيها تقلبات أسعار الوقود مثل صناعة الطيران حيث يشكل وقود الطائرات ما نسبته 30% من التكلفة التشغيلية في صناعة النقل الجوي، لهذا فإن التذبذب في أسعار البترول يلعب دوراً كبيراً في أرباح تلك الشركات
ويقدر حجم استهلاك شركات الطيران في منطقة الشرق، وفقا لمختصين، بنحو 1500 برميل يوميا، ويتوقع أن ينخفض الطلب على وقود الطائرات خلال الفترة المقلبة لتفادي الخسائر، والاكتفاء بالرحلات الدولية لشركات الطيران العالمية. وهنا يقول حسام زيدان مدير العلاقات العامة لشركة العربية للطيران إن تقلبات أسعار الوقود تشكل تحديا كبيرا بالنسبة لقطاع الطيران العالم، وأضاف: «إلا أننا نسعى وبشكل دائم الحفاظ على أسعارنا المنافسة قدر المستطاع، لتشجيع مزيد من الناس على الاستفادة من خيارات الخدمة مقابل المال الذي يقدم )
كما تقوم شركات الطيران بالاستثمار في الطائرات الحديثة، لتعويض الزيادة في أسعار الوقود، فمع تشغيل طائرات جديدة طراز «إيرباص إيه 380» و«بوينغ 747 – 8»، ستقدم الشركة أحدث تقنيات المحركات والهياكل الميكانيكية، التي تستهلك معدلات وقود أقل من الطائرات السابقة بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة. كذلك تعمل الشركة على تعديل عملياتها لتقليل استهلاك الوقود، مثل توفير مقاعد أخف وزنا، وأشكال رحلات جديدة،
واود أن أضيف هنا سببين ظهرا مؤخرا وعملا على اضطرار شركات الطيران الى خفض عدد رحلاتها وتعرضها لخسائر مالية كبيرة وهما :
1-الحصار الذي تفرضه بعض الدول على اخرى ، كالحصار الذي فرضته العربية السعودية والامارات والبحرين ومصرعلى دولة قطر ،بسبب الازمة الدبلوماسية التي بدأت في 05 -06-2017
علقت شركات الطيران الموجودة في تلك الدول، رحلاتها من وإلى قطر، والتي اشتملت على طيران الإمارات، طيران الخليج، مصر للطيران فلاي دبي، العربية للطيران، الخطوط السعودية والاتحاد للطيران. أيضا، حظرت البحرين، ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة تحليق الطائرات المسجلة في قطر في أجوائها. ونتيجة لذلك، قامت قطر بإعادة توجيه الرحلات الجوية إلى أفريقيا وأوروبا عبر إيران
وردا على ذلك، علقت الخطوط الجوية القطرية عملياتها الجوية إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين
وفي يوم 7 يونيو أعلنت الخطوط الملكية المغربية أنها ألغت رحلاتها عبر الدوحة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية واليمن ومصر. ]

كذلك أثرت الأزمة على السفر بالطائرات الخاصة. وقال مسؤولو الطيران أن الرحلات الخاصة بين قطر والدول التي قطعت العلاقات الدبلوماسية تحتاج إلى توقف فني في دولة ثالثة. ولا يمكن للطائرات المسجلة في قطر أن تطير إلى البلدان التي قطعت العلاقات الدبلوماسية والعكس بالعكس. وفي الوقت الذى يمكن فيه لمشغلى طائرات رجال الأعمال طلب توجيه بدون توقف، قال مسؤولان أن الطلبات التي أرسلت حتى الآن تم رفضها، مما يتطلب توقفا في
دولة ثالثة.
وفيما يتعلق بالخسائر والاضرار التي تعرضت لها الخطوط الجوية القطرية يمكن ان نستعرض ماجاء في تقرير رسمي للشكة القطرية
أظهر تقرير سنوي للخطوط الجوية القطرية عن السنة المالية 2017 – 2018 انخفاض هامش ربحها بنسبة 23 بالمئة (أي 480 مليون دولار) عن العام الماضي بسبب مقاطعة السعودية ودول عربية أخرى لها.
وجاء في بيان صحفي نشر على موقع الخطوط الجوية القطرية: “حققت المجموعة هامش ربح (قبل اقتطاع الفوائد والضريبة والاستهلاك والإيجار) بنسبة 23.0 بالمئة عند 9.714 مليار ريال قطري (أكثر من 2.6 مليار دولار)، منخفضة 1.759 مليار ريال قطري (أكثر من 480 مليون دولار) عن العام الماضي بسبب ازدياد مسافة الطيران منذ الحصار غير القانوني على دولة قطر، وخسارة المقاعد المغادرة من دول الحصار” في إشارة إلى السعودية والبحرين والإمارات ومصر
وأشارت الشركة في تقريرها إلى أنها أظهرت من خلال نتائجها المالية “قوتها ومتانة عملياتها وقدرتها على الصمود في وجه التحديات والشدائد”
وأوضحت أنه “نمت العائدات الكلية والدخل التشغيلي بنسبة 7.22 بالمئة على نحو سنوي، فيما ازدادت نسبة النمو في المقاعد المتوفرة لكل كيلومتر بنسبة 9.96 بالمئة”.
وقالت: “تسبب الحصار غير القانوني على دولة قطر منذ الخامس من شهر يونيو لعام 2017 بهذه النسبة المنخفضة من الإيرادات بشكل مباشر، حيث تأثرت نسبة المقاعد المشغولة على الرحلات المغادرة بنسبة 19 بالمئة. وشهدت إيرادات الشحن الجوي نموا ملحوظا بنسبة 34.40 بالمئة مقارنة بسعة الشحن (الأطنان المتوفرة لكل كيلومتر) التي نمت بنسبة 13.95 بالمئة على نحو سنوي”.

وذكرت الشركة في البيان أنها ضمن جهودها لتجاوز آثار إغلاق 18 وجهة بسبب الحصار، افتتحت 14 وجهة جديدة خلال السنة المالية الماضية (24 وجهة حتى تاريخ اليوم). وتسبب افتتاح الوجهات الجديدة والتكاليف المترتبة على ذلك مثل تعزيز الحضور في هذه الأسواق الجديدة بتحمل صافي خسارة بقيمة 252 مليون ريال قطري (نحو 70 مليون دولار). وبالرغم من جميع ما سبق ومع التدفقات المالية التشغيلية الإيجابية، بقيت الحالة النقدية للمجموعة بوضع قوي مع امتلاك 13.312 مليار ريال قطري (أكثر من 3.6 مليار دولار).
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر : “لا شك بأن العام الماضي كان عاما مليئا بالاضطرابات مع إعلان الحصار الغير قانوني على دولة قطر، الأمر الذي انعكس سلبا على نتائجنا المالية السنوية بشكل حتمي. وبالرغم من ذلك، يسعدني أن أقول إنه وبالفضل لرد الفعل السريع والتخطيط المناسب للتعامل مع الأزمة من قبل المجموعة، وارتكاز حلولنا على تقديم الأفضل للمسافرين والجهود المبذولة من قبل موظفينا، تم التقليل من آثار الحصار بشكل كبير، مخالفين بذلك تمنيات دول الجوّار بأن يكون لهذا الحصار آثار سلبية كبيرة علينا
إن القرارات السياسية للدول المؤثرة في السياسة الدولية تلعب دورا بالغ الاثر من ناحية طيران الدولة المستهدفة ،ومن الامثلة البارزة قرارات الرئيس ترمب ضد ايران والتي نفذ جزء منها وبانتظار الحزمة الاكثر ايلاما في نوفمبر 2018 ، ومن لاثار المباشرة إلغاء أذون بيع طائرات إلى طهران، كانت ممنوحة لكل من شركتى إيرباص وبوينج، لافتا إلى أن الشركات الأمريكية تصنع على الأقل نحو 10% من أجزاء كل طائرة، وينبغي الحصول على تصريح من وزارة الخزانة الأمريكية، أو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية المعروف اختصارا باسم “أوفاك”، لغرض البيع إلى إيران،
ومن المرجح أن تفقد خطوط الطيران الإيرانية الثلاثة هذه الصفقات الموقعة مع الشركة الأمريكية، خاصة مع إعلان شركة إيرباص الفرنسية إجراء مراجعة دقيقة وكاملة للائحتها الداخلية الخاصة بالعقوبات وقرارات حظر التصدير لاتخاذ قرار حيال التعامل مع طهران، بعد قرار انسحاب ترامب، الأمر الذي سيفاقم من معاناة الخطوط الإيرانية.
وتواجه خطوط الطيران الإيرانية بشكل عام أزمة حيال تدبير نفقات بالعملة الصعبة لشراء احتياجاتها من قطع الغيار اللازمة للصيانة، أو حتى تجديد أسطولها الجوي، في ظل تفاقم أزمة سوق النقد الأجنبي، وتدهور قيمة العملة المحلية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، إضافة إلى انعدام الثقة لدى البنوك الدولية في الأنظمة المصرفية داخل إيران، بسبب تفشي الفساد، وسيطرة مليشيات الحرس الثوري الإيراني على أغلب إدارات تلك الشركات.
2-تاثير التغير في صرف العملة الوطنية تجاه الدولار الامريكي كما هو حاصل الان بالنسبة للتغير الحاد الذي طرأعاى سعر صرف التومان الايراني مقابل الجولار الاميكي بسبب حزمة العقوبات التي اصدرها الرئيس الامريكي ترامب ، وتعزى أسباب التدهور التي تعم قطاع الطيران المدنى في ايران هذه الايام إلى السياسات المصرفية التي أعلنتها السلطات الحكومية مؤخرا مثل تحديد سعر النقد الأجنبي عند 4200 تومان، الذي نجم عنه فروقا في أسعار رحلات الطيران بسبب بيعها طبقا لقيمة الدولار بالسوق الثانوية عند حدود 8800 تومان .
وارتفعت أسعار الحجوزات لرحلات الطيران الداخلية أيضا بين الأقاليم الإيرانية بشكل غير مسبوق، حيث قفزت قيمة الرحلة بين مشهد والأحواز من 400 ألف تومان إلى مليون تومان إيراني، وكذلك من طهران إلى الأحواز نحو 750 ألف تومان
ولبيان حجم المخاطر التي تواجه الطيران الايراني ندرج ادناه تصريحات
رضا أبا ذري رئيس نقابة وكالات السفر في طهران، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”،
( أن أزمة سوق النقد الأجنبي في البلاد أدت إلى ارتفاع مطرد بنسبة 100 % في أسعار حجوزات رحلات الطيران الخارجية).
وحذر “أبا ذري”، بحسب “إيسنا”،
(أن خطوط الطيران الإيرانية باتت على شفا الإقصاء من قوائم الملاحة الدولية، وكذلك إلغاء الخطوط الجوية الأجنبية تعاملاتها مع طهران في ظل انخفاض معدلات الرحلات الخارجية)
ويمكن تلخيص مسار العقوبات الامريكية التي تعرض لها قكاع الطيران المدني كما يلي :
1- في حزيران/يونيو 2011، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الناقلة الوطنية في البلاد “إيران للطيران” وشركتها التابعة “إيران ايرتورز” (Iran Air Tours) بسبب دعمها لـ «الحرس الثوري» ووزارة الدفاع الإيرانية “من خلال نقل و/أو تحويل السلع لهذه الكيانات أو بالنيابة عنها”. وشمل ذلك استخدام الرحلات الجوية التجارية لنقل “معدات ذات صلة عسكرية” و”شحنات يحتمل أن تكون خطرة” إلى سوريا )على سبيل المثال، مكونات الصواريخ).
وبعد أربعة أشهر، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على “ماهان للطيران” لتقديمها خدمات إلى “فيلق القدس” التابع لـ«الحرس الثوري» وإلى «حزب الله»، من بينها “نقل عناصر وأسلحة وأموال سراً على متن رحلاتها” إلى سوريا والعراق. ومنذ ذلك الحين، فُرضت عقوبات ثانوية على أكثر من 200 شركة وهمية وأفراد بسبب روابط تجارية مع شركة “ماهان”. وترمي مثل هذه الخطوات إلى حظر أي كيانات أمريكية “من المشاركة في معاملات تجارية أو مالية مع “ماهان للطيران”، حيث تمّ تجميد أي أصول قد تملكها وتخضع للسلطة القضائية الأمريكية “.

وفي أيار/مايو 2013، استهدفت وزارة الخزانة الأمريكية شبكات شراء ودعم الطائرات الإيرانية في قيرغيزستان وأوكرانيا والإمارات العربية المتحدة وبلدان أخرى، التي ساعدت كلاً من “ماهان” و”إيران للطيران” على الالتفاف على العقوبات. كما تمّ تصنيف المدير الإداري في شركة “ماهان”حميد عرب نجاد إلى جانب “الخطوط الجوية الأوكرانية عبر المتوسط” و”بوكوفينا” و”شركة الخطوط القرغيزية” وغيرها من الشركات التابعة. وقد اتُهمت الشركات الأخيرة بتأجير مقاتلات من طراز “بريتش ايروسبيس بي إيه إي 146/أفرو أر جاي 100” وطائرة أخرى إلى “ماهان”، تمّ استخدام بعضها “للسفر إلى سوريا في عدة مناسبات”. وفي العام الماضي، استخدمت “ماهان” أسطولها من الطائرات البريطانية من طراز “بي إيه إي/أر جي” لنقل أفراد ميليشيات الشيعة من العراق إلى عبادان في إيران ومن ثم إلى دمشق، لعدم تمكنهم من السفر بالطائرة مباشرة من العراق إلى سوريا..
وتخضع “ماهان” أساساً لعقوبات متشددة منذ عام 2011، مما أسفر عن توقف نحو ثلث طائراتها – من نوع “بي إيه إي 146/أر جي” البالغ عددها 16 – عن العمل، بسبب النقص في قطع الغيار. إلّا أنّ العديد من هذه الطائرات عادت إلى الخدمة منذ العام الماضي. ويبدو أن العقوبات السابقة كانت أكثر فعالية على طائرات “بوينغ 747” الخاصة بشركة “ماهان”، التي لم تسيّر رحلات بشكل شبه كامل وكان لابد من استبدالها على المسارات الدولية بالطائرات المستعملة من طراز “إيرباص إيه 340”. وبموجب العقوبات الجديدة، تمّ تحديد 10 من طائرات الشركة العاملة بشكل منفرد، مما جعل من الصعب على نحو متزايد حصولها على الخدمات وبقاؤها صالحة للطيران. وشركة “ماهان” – التي تعتبر حالياً بشكل فعلي أكبر شركة طيران إيرانية – فستشعر تدريجياً بمزيد من الضغوط حتى على كامل أسطولها المؤلف من 36 طائرة، الأمر الذي قد يرغمها على السعي وراء خيارات مكلفة مثل تغيير الطائرات أو تغيير علامتها التجارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى