في خطوة تعكس حجم المأزق الاقتصادي والاجتماعي الايراني مما يرجح أن يزيد من حالة الاحتقان الداخلي المتصاعدة، افادت تقارير اعلامية ايرانية باضراب ثلاثة مصاف وشركات كيماوية عن العمل احتجاجا على التأخر في صرف رواتبهم ،وقد اظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اضراب عمال شركة بتروكيماويات :لامر ومصفاة عبادان ومصفاتي المرحلتين ٢٢ و٢٤ من حقل بارس احتجاجا على عدم تسلم رواتبهم منذ ٤ اشهر، هذه الاحداث تزامنت بعد نداءات ورسائل الى الايرانيبن والتي تم الرد فيها على منتقدي سياسات النظام الإيراني وتفنيد الادعاءات بمسؤوليته عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد،وتصاعد وتيرة خطاب النظام بقدرته على مواجهة الضغوط الأمريكية من خلال ادعاء أن العقوبات الأمريكية فشلت وستفشل في تحقيق أهدافها وأنها ماضية في تحقيق التقدم ، مدعيا بوجود تكاتف وانسجام شعبي مع النظام لمواجهتها .
لاشك بأن ايران باتت تشهد تضاربا وفجوة غير مسبوقة بين خطاب النظام والشعب الايراني خاصة بعد اتهام المضربين والمحتجين بمثيري الفتنة والشغب وانهم ادوات لتنفيذ مخططات قوى الاستكبار ومخططاتهم مهددين بمقضاتهم ومحاكمتهم .
فيما تشير التطورات الجارية الى احتمالية امتداد الغضب العمالي لشركات وقطاعات اخرى مما يؤكد ربما الى فصل جديد من المواجهات بين العمال والحكومة واللذين يناهز عددهم ٢٦ مليون عامل في قطاعات مختلفة ،لا يبدو أنه سيكون للنظام أثر كبير في احتواء عوامل الاحتقان الداخلي المُعاشة في إيران والتي أشار لها خامنئي في اكثر من خطاب مؤخرا نفسه مدعيا إمكانية تجاوزها وهو ما لايبدو في الافق القريب على الاطلاق .
لاشك بأن حديث السلطات الايرانية للمحتجين تهديدا ضمنيا لقوى المعارضة داخل إيران لمواجهة حملة قمع وتخوين خاصة ان التظاهرات لتشمل قطاعات اخرى خاصة المعلمين والنقابين على امتداد الجغرافيا الايرانية ، تلك الانتقادات التي وصفتها السلطات بالمؤامرات التي تحركها ايادي خارجية وداخلية ؛وانها ليست ذات طابع عمالي فقط خاصة انه بات يتخللها ترديد شعارات مناوئه للنظام ولشخص خامنئي تحديدا ما يرجح وجود اشخاص مندسين من استخبارات الحرس لتشويه المطالب العمالية، وتسهيل مهمة الزج بقادة الاضرابات في السجون بحجة اثارة الفتنة ومعارضة النظام .