الأتفاقية الأستراتيجية الجديدة بين اميركا والعراق الواقع والطموح

اللواء الركن فيصل الدليمي

ينبغي ان يكون اهتمامنا وتفكيرنا اليوم على الحدث الكبير الذي هو أتفاقية الإطار الاستراتيجي الجديدة بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق هذه الاتفاقية التي سيتم من خلالها إبرام اتفاقية جديدة وتلغى بموجبها الاتفاقيه القديمة بين اميركا والعراق التي تم مصادقتها من قبل البرلمان العراقي عام 2009 وهناك احتمال أن يتم التوقيع على هذه الاتفاقيه موضوع البحث خلال زيارة الكاظمي الى واشنطن من هذا الشهرلذلك ينبغي أن نتفق أن هذه الاتفاقيه الجديدة ستقوم اميركا من خللها بمراجعة كل سياساتها السابقة في العراق منذ احتلال العراق والى اليوم للخروج بأتفاقية استراتيجية جديدة وطويلة الأمد وعلى كافة الجوانب والمستويات عامة شاملة وقد ترتقي الى مستوى أكبر من اتفاقيه ( معاهده) ويتم مصادقتها من قبل مؤسسات الأمم المتحدة لتكون ملزمه قانونا من قبل الطرفين وبذلك ستضبط وتحكم كل الحلقات والمسارات في العراق واختيار هذه العام لأبرام هكذا اتفاقية
لم يأتي صدفة وانما مخطط لة
مسبقا بعد ان تم إنجاز وتنفيذ كثير من المراحل على مستوى العراق ومنطقة الشرق الأوسط والعالم اي ماسبق كانت مرحلة المدخلات على مستوى الاستراتيج والسوق والسوق الأكبر واليوم انتقل الأمر الى مرحلة المخرجات على مستوى الاستراتيج والسوق والسوق الأكبر سواءا في العراق والشرق الاوسط اوالعالم واعتقد ان مرحلة المدخلات هذه بدأت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي بداية عقد التسعينات من القرن الماضي وما رافقها من تداعيات كبيرة بسبب فقدان التوازن الدولي في العالم وتربع اميركا على العرش الدولي وشتان مابين السياسة الاميركية والسياسة السوفيتية وهنا تكمن الكارثة او الأصح هنا حصلت الكارثة في العالم حيث اصبحت اميركا هي الخصم وهي الحكم وخاصة وهي تملك الاقتصاد( المال الذهب والدولار) والقوة العسكرية العظيمة التي لا تؤمن بحقوق الانسان ولا قواعد الاشتباك وخيار سلاح الردع ( النووي) محسوب وحاضر في خططها الهجومية لذلك شهد العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه كثير من الأحداث والمشاكل والأزمات على كافة الأصعدة على مستوى العالم ولكن اكثر هذه الحوادث والمشاكل والأزمات حصلت في الشرق الاوسط وذلك لان اميركا والدول المتحالفة معها وضعوا للشرق مشروع أسمة مشروع الشرق الاوسط الجديد كما هو ( مشروع سايكس بيكو) ولكن هذا المشروع الجديد يختلف كثيرا عما سبقة حيث ان خارطته رسمت وترسم على انهر من الدماء وتلال من الجماجم والمقابر ودمار للبشر والحجر والشجر والطير والحيوان وهذه مأساة العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان شاهد مؤلم والحبل لا يزال على الجرار لذلك اليوم سيبداء أصحاب القرار اميركا ومن تحالف معها
بالمرحلة الثانية لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد وأول خطوات هذه المرحلة ستكون من العراق كما بدؤا به اول مرة من خلال الاتفاقية الاستراتيجية. الجديدة اي انها اول عربة ستوضع على سكة مخرجات المرحلة الثانية لمشروع الشرق الاوسط الجديد وسيتبعها او قد يتداخل معها اتفاقيات اخرى مشابه في اغلب الدول العربية المستقرة منها او الدول الساخنة سوريا وليبيا واليمن ولبنان وينبغي الإشارة الى أنه سيتم تحجيم ايران في عقر دارها بعد أن نفذت كل ما يريد منها الغرب وبعد أن تجاوزت الحدود والخطوط المحددة لها ثم أن العام القادم سيشهد بداية تنفيذ الخطوة الاستراتيجية الأولى من مشروع صفقة القرن العملاقة وهي طبعا جزء من مشروع الشرق الاوسط الجديدوهنا سيبداء تحقيق الحلم القديم الجديد تقسيم المقسم وتجزاءة المجزءوهنا ليس بالضرورة معناه ان يتم تجزاءة الدول على أساس جغرافي وانما تجزئتها على أساس محاور وتحالفات وانتماءات واتفاقيات ومعاهدات مع هذا الطرف او ذاك لغرض أن تواكب هذه الأتفاقيات والتحالفات المرحلة الجديدة للشرق الاوسط الجديد وأهم ملامحها هو التغيير في شكل ومظمون ونهج الأنظمة السياسيه في دول منطقة الشرق الأوسط ذات الأهتمام والتأثير الكبير في العالم من ناحية الموارد والثروات الهائلة والموقع الجغرافي الطبيعي والسياسي وخاصة هيمنة هذه الدول على البحار والمياه الدافئة والمظائق والممرات البحرية المهمة في العالم وهكذا هي العولمة الجديدة وهكذا المتوقع ستكون مخرجات المرحلة القادمة ودلائلها ومؤشراتها وملامحها واضحة المعالم
لذلك اليوم ينبغي على الكفاءات والنخب أن تدرك القادم وتتخذ الاجراءات المسبقة للتفاعل مع هذه المرحلة ماذا نعمل وماهي ردود افعالنا لهكذا أمورمتوقعه او وشيكة الوقوع والا سيكون القادم أدهى وأمر من الحاضر ليس من باب اليأس ولكن من باب التحسب وجوهر نجاح اي مشروع سياسي الحوار وحيث أن الحوار جوهر الثقافة والتشاور والعزم والتعاون والتوكل على الله والعمل بمبداء السياسة فن الممكن والأهم منه السياسة فن المنتج والتهيؤ للتعامل مع المتغيرات المحتملة وقيادة هذه المرحلة الجديدة من قبل رجال الدولة ورجال المرحلة من خلال مشروع او عنوان سياسي يشمل الجميع من الكفاءات والنخب والرموز الوطنية يتم أختيارها بعناية فائقه جدا بغية ان يكون لهم القوة والقدرة والتمكين لقيادة مشروع الإصلاح والنهوض بالعراق كرجال دولة ومرحلة وألا سيعاد تدوير الشخوص والوجوة الكالحة الفاسدة المتخلفة في المرحلة القادمة الجديدة وهم من يشغل الفراغ ويبقى الرجال على المدرج يتفرجون ولا ينفع ندم النادمون وعلى ذلك ينبغي أن يعمل العاملون مع العرض الوقت ثمين يجب عدم أظاعتةوليس للأنسان ألا ما سعى وأن سعيه سوف يرى والله ناصر المؤمنين

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى