عرف علم السياسة بأنه إدارة الدولة لسياستها الخارجية و تنظيم علاقتها الدولية وفق أسس ومرتكزات تستند إليها وتتكيف مع متغيرات السياسة الدولية كأساس لجوهر مصالحها الوطنية، ونعتقد أن حقيقة السياسية والدبلوماسية الناجحة هو ما تحققه الدولة على الأرض بصورة جدية فعلية ، وفي الأحداث الأخيرة كان العالم كله يترقب ما ستؤول إليه التهديدات الإعلامية والعسكرية الجوية والبحرية بين أمريكا وحلفائها من جهة وإيران وذيولها من جهة ثانيه وقد أخذت وسائل الإعلام العالمية والعربية تنذر بوقوع حرب ونتائج مدمرة للطرفين بل ذهب المحللين السياسين والاعلامين إلى مديات بعيده في تصوراتهم عن هذه الحرب ( المفتعلة المتفق عليها ) بين أمريكيا والكيان الصهيوني وإيران، وفي خضم هذا الصراع ووصوله إلى أعلى درجات الحدة . إذ يتفاجئ الرأي العام العالمي والعربي بعقد إتفاقية سعودية إيرانية للتبادل الدبلوماسي والسفراء بين هذين النظامين ( المتنازعين المتخاصمين ) وان أول ما أشارت إليه هذه الاتفاقية من نتائج هي إنقاذ النظام الإيراني من الوضع الأمني الداخلي المتردي، واستمرار المظاهرات الشعبية ضده ورفع شعار اسقاطه بالتزامن مع انتفاضات وثورات القوميات في إيران وأولها ثورة شعبنا العربي الاحوازي المجاهد الصابر منذ عشرات السنين ، إذ جعلت هذه الاتفاقية إستمرار النظام الإيراني على بطشه والايغال بجرائمه وبدماء الأبرياء، بعدما كان النظام يترنح وفي حالة ضعيفة وإهتزاز في سلطته ، وساعدت هذه الاتفاقية على انفراج معنوي للنظام أمام العالم، مع خلق جو من الإحباط المعنوي للمنظمات الإيرانية المعارضة للنظام المتواجدة في أوربا، بعد طمئنة أمريكيا لها بحتمية سقوط نظام الملالي ، أما زيارة وزير الدفاع الأمريكي(أوستن ) وأمين عام الأمم المتحدة( إنطونيو ) إلى العراق إن كان زيارتهما وفق الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا أو غيرها إلا أن لقائهما بالسلطة وقادة مليشياتها الطائفية الموالية لإيران التي دمرت البلاد والعباد، هي رسالة ودليل واضح يؤكد تأييد أمريكيا للسلطة في العراق وذيول إيران الاجرامية فيهآ، وتأييد أمريكي في مضمونه رسالة واضحة لكنها (غير مباشرة بواسطة مليشيات إيران في العراق ) بأن إيران غير مستهدفة من قبل أمريكا أو إسرائيل، للإستمرار بمشروعها النووي، وعدم التعرض إليه بصورة جدية ، مع بقاء النفوذ الإيراني ومليشياته في العراق، لذلك فألاتفاقية السعودية الإيرانية تشير إلى واقع الأحداث بأن إيران قدحققت نجاح سياسي بالدلائل وليس بالتحليل أو التكهنات المستقبلية، وأن إيران مستمرة في برنامجها النووي واستطاعت تفادي الضرية العسكرية، وفق إتفاق بينهما لايهام الرأي العام والعربي خاصة، ولاغير ذلك ، واستطاعت إبقاء نفوذها في أربعة عواصم عربية ، وفي هذا الأتفاق ماذا حققت السعودية ودول الخليج العربي، مقابل التهديد النووي الإيراني والاسرائيلي غير (نصر مكتوب على الورق) ويمكن إلغاء الاتفاقية في أي ظرف سياسي وكما ألغيت معاهدات واتفاقيات دولية سابقا، مقابل ماحققته إيران من فعل ووجود حقيقي على الأرض،
وواقع الأمر أن أمريكا وحلفائها إيران وإسرائيل تمنع ولا تسمح لبناء أو إمتلاك أي قوة عسكرية عربية متطورة لأي نظام عربي حتى وإن كان موالي لأمريكا، لتبقى أمة ضعيفة وتحت مطرقة اعدائها، وفي تحليلات أشارت أن الاتفاقية بواسطة الصين ستؤدي إلى استقرار المنطقة، والسؤال كيف سيكون الاستقرار والنفوذ والقوات الايرانية موجودة في أربعة عواصم عربية ،وقوات أمريكية موجودة في العراق والسعودية وسوريا ودول الخليج العربي إضافة إلى تواجد اسرائيلي، في البعض منها ، وهل بإمكان الصين إخراج هذه القوات أو فرض السيطرة عليها ، في الوقت الذي ما زالت أمريكيا تفرض على الصين عقوبات اقتصادية، أو استطاعة الصين حل مشكلتها مع تايوان التي تعتبرها تابعة اليها ، وفي الأخير نقول لقد إنتهى فصل مهم من هذه المسرحية التي تم اعدادها إعلاميا وسياسيا وكما جرت فصول تآمرية من قبل لاحتلال إقليم الأحواز العربي وفلسطين وجزر طنب الكبري والصغرى وأبو موسى وسبته وملله والاسكندرونه و إقليم أغادين العربي المحتل من قبل أثيوبيا الذي لم يذكره الإعلام العربي والسياسين العرب، والحديث يطول وإلى فصول مسرحية أخرى، وغدا لناظره قريب.
366