يدرك ويعلم اغلب المتابعين والمهتمين بالشؤون السياسية الأمريكية على المستوى الجيوسياسي والجيواستراتيجي ان تغيير الحكم فيها بين رئيس جمهوري وديمقراطي يتوقف على اعتبارات وضرورات داخلية وخارجية تتحكم فيها جهات ولوبيات ودول لذلك ولتلك الضرورات انتهت فترة الجمهوريين بقيادة فظة غليظة أخرجت أمريكا من الساحة الدولية لأنها صارت تمارس العهر السياسي، والبلطجة، والسرقة، والخداع ، والمراوغة ،والنهب المعلن غير الخفي، وصار الرئيس الأمريكي قائد إمبراطورية الشَّر الأقوى في العالم وكأنه رئيس شركة استثمارية بالنسبة للبعض، ورئيس عصابة ومافيا عابرة للحدود والقارات بالنسبة للبعض الآخر، وأعلن ذلك ترامب بكل صلافة وجرأة وصلت حدَّ الوقاحة لا سيما في تعامله مع بعض الأنظمة العربية وقضايا الشرق الأوسط وأيران حيث مارس سياسة الحَلب أو الحرب حتى آخر لحظة في حكمه البائس، وصدَّقه البعض وسلموا له أنفسهم وبلادهم وأعطوه كل مدَّخراتهم..
ولما رأى أصحاب القرار في الولايات المتحدة ذلك بأن إذا استمرَّ الحال بالجمهوري (ترامب ) بنفس السياسة ولمدة أربع سنوات أخرى فإنهم فعلاً سيخرجون من الساحة الدولة مفسحين المجال للصين الناهضة كالتنين، وروسيا المتربصة كالدب القطبي الجريح، وربما يخرجون من التاريخ أيضاً لأن محكمة التاريخ لا تنتظر ولا ترحم أحداً من المتخاذلين عن اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، فاتخذوا قراراً بإعادة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض والحكم لإعادة إمبراطورية الحكم العالمي إلى الساحة السياسية الدولية من جديد، وتمثل ذلك بالرجل العجوز ( بايدن )الصهيوني المخضرم بالسياسة الدولية منذ عهود سبقت وهو المضمون المأمون على الإرث التوراتي والحلم الصهيوني في فلسطين وقدسها الشريف..
فالذي يُراهن على الحكومة الديمقراطية ورأسها بايدن، هو كما راهن على الجمهوريين برأس ترامب تماماً لن يحصد إلا الخيبة، لأنهما وجهان لعملة واحدة، وحقيقتهما المرة تكمن ليس فيهما بل بالمنظومة والمؤسسة العالمية (الماسونية) وإدارتها العالمية للفساد والدَّمار المنظَّم للعالم وقتل الشعوب واستباحتها لهم، فهم لا يملكون القرار كما يتصوَّر البعض، بل هم واجهة لتمرير القرارات وإبلاغها بالطرق الدبلوماسية المعروفة.
فإمبراطورية الشر الأمريكية لا يحكمها أشخاص بل يحكمها منظومة متكاملة تُخطط على مستوى العالم أجمع، وتُحاول أن تأخذ محل (الرب) فتقتل مَنْ تشاء، وتترك مَنْ تُريد، هكذا هم رعاة البقر والكابوي وتاريخهم الأسود وتُخطط الآن اميركا لإبادة ثلث سكان العالم، وإفساد كل شيء فيه لتتحقق نبوءة التوراة ويظهر (المسيح) كما يُريدون، والأمبراطورية الأمريكية هي وسيلتهم وقوتهم من أجل ذلك ولذا لن يسمحوا لترامب وأمثاله بتخريب كل ما فعلوه خلال مئات السنين .
وما نراه اليوم ونسمعه من تصريحات من الإدارة الديمقراطية الجديدة هي مراوغات على كل الاتجاهات يُريدون أن يُلمِّعوا الصورة الأمريكية التي شوَّهها – أي أظهرها على حقيقتها – ترامب وإدارته العنصرية، وهي لن تحمل الجديد إلا بالطريقة والأسلوب فقط، والمخطط يسير بسهولة ودون أي تعقيدات تُذكر، فيُعطون الوعود ولا يُنفِّذون منها إلا ما يخدم الصهاينة اليهود.
فلا تفرحوا بالقادم فماضيه قاتم فهو جزء لا يتجزأ من الحرب العالمية التي بدؤوها في بداية القرن هذا باحتلال أفغانستان ثم العراق وتدميره، وليبيا وسوريا واليمن والصومال ولبنان ثم طرحوا نظريتهم للمسألة في المنطقة (الفوضى الخلاقة)، التي تخلق أفضل الظروف لهم لتدمير البلاد العربية والإسلامية والسيطرة على مقدراتها، وقتل شعوبها لتسهيل بسط السيطرة الصهيونية عليها وتحقيق حلمها بدولة (من الفرات إلى النيل).وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد .ياليت قومي يعلمون وإلى الله ترجع الأمور.
1٬270