الامية تلتهم العراق

(( العلم في الغربة وطن   والجهل في الوطن غربة ))

(ابن الرشد)

ثمة علاقة طردية بين الامية والتخلف، أي كل ما زادت الامية في بلدما. زادت مقابلها نسب التخلف.

فالأمية والتخلف وجهان لعملة واحدة، فالأمية هي البوابة التي تقودنا الى التخلف. وتعتبر الامية من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تواجه المجتمعات في العالم فهي اخطر بكثير من المعضلات السياسية والاقتصادية، فلا بد من الوقوف على هذه الظاهرة والعمل بكل جد وإخلاص من اجل القضاء عليها، كون الشعوب الامية تنتشر فيها الخرافات والخزعبلات التي لا يصدقها العقل السليم وكذلك تكون فضاءً خصباً للشائعات والتخلف والانغلاق الفكري والعلمي. فضلاً عن المفهوم التقليدي للامية فهناك أيضا مفهوم جديد للامية وهو عدم القدرة على مواكبة عصر التقنية الحديث مثل الكومبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من ثورة الأجهزة الالكترونية والمعلوماتية والاتصالات وتطبيقاتها المقعدة والتي تتطور بسرعة مذهلة في عالم اليوم لذا فالأمية العلمية والفكرية يجعلنا متخلفين حضارياً دون منافس!!

فالأمية تمثل العدو اللدود والعائق الأساسي لإنجاز تنمية مستدامة لأي بلدمن البلدان فالأمية والتنمية شيئان متناقضان ومتنافران، فالأمية تستهدف دور الانسان في التنمية، فالتنمية الاقتصادية تعتمد بالدرجة الأساس على الانسان المتعلم وصاحب التخصص العلمي الذي يساهم في عملية التنمية على العكس تماماً من الانسان الامي الذي لا يملك شيء للمساهمة في عملية التنمية..

فالمفهوم التقليدي للامية، بأنه من بلغ سن الخامسة عشرة لا يمكن له القراءةوالكتابة، وعلى أساس هذا التعريف فإن (17%) من سكان العالم يعتبر من الاميين واكثرهم من النساء أي ما يقارب (793) مليون شخص لا يجيدون القراءة والكتابة، أما بالنسبة للعالم العربي يوجد اكثر من (100) مليون شخص أمي أي بنحو (28%) من سكان الوطن العربي.

وعلى هذا الأساس نجد أن مشكلة الامية هي واحدة من القضايا الأساسية التي تواجه مجتمعاتنا بل هي اخطر كل تلك القضايا. كونها تمس بشكل مباشر العنصر البشري الذي يقوم بالدور الحاسم في كل هذه المشكلات وقدرته الذاتية والعلمية على تجاوزها وحلها وعلى العكس تماماً فالامي لا يتمكن من فعل ذلك بسبب تدني وعيه ويصبح خطراً على نفسه ومجتمعه.

ان انتشار الامية في أي مجتمع كان، هذا يعني من وجود اخفاق في النظام التربوي وفشل كبير في السياسات التنموية، أي عدم اكتراث النظام السياسي في أهمية التعليم ومحو الامية ووفق برامج تعدها السلطة السياسية وصولاً الى خلق تنمية بشرية تمثل القاعدة الأساسية للتنمية.

كما لا يمكننا ان نفصل الامية عن الفقر وقلة البنى التحتية الخاصة بالجانب التربوي والثقافي للدولة، فهما مرتبطان مع بعضهما بشكل وثيق كون الامية هي نتيجة مؤكدة للفقر المتفشي في البلاد.

فالدول الفقيرة هي التي تزداد فيها الامية ويرتفع بها معدل الجهل بدرجة كبيرة وانعدام الثقافة وضعف التعليم في الدول أدى الى انتشار الامية بالإضافة الى الجهل.

ويمكننا هنا القول إن الامية تلعب دوراً مهماً في تفشي الجهل الذي يقودنا الى التخلف.. فنحن إذا متخلفون حضارياً لأننا فقراء معرفياً، حيث يوجد علاقة بين القراءة والتثقيف الذاتي والقدرة على التقدم والتطور.. فالأمة التي لا تقرأ هي أمة ميتة لا محالة ومصيرها من دون أدنى شك الى سلة مهملات الحضارة.

فأين العراق من كل ذلك؟

فالأمية تفترس العراق اليوم وتلتهمه أي تبتلعه دفعة واحدة، هذا اذا علمنا ان العراق كان قد أطلق في منتصف السبعينات من القرن الماضي حملة واسعة للقضاء على الامية عبر فتح مراكز ومدارس ومؤسسات استهدفت فئات عديدة، وبعد مرور (7) سنوات تمكن العراق من الإعلان عن محو الامية في العراق بشكل كامل وكان ذلك بسبب وعي وادارك النظام الوطني آنذاك لأهمية العلاقة بين محو الامية وتحقيق التنمية الاقتصادية للبلد.

أما اليوم تحدثت لنا احصائيات من اليونسيف عن ارتفاع نسبة الامية في العراق بحيث وصل حسب تلك الإحصاءات بنحو (47%) علماً ان عدد سكان العراق وحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة التخطيط (42) مليون نسمة وبمعدل زيادة سنوية بلغت (2.5%) لعام 2022 ((رغم تحفظي على الإحصاءات كونها غير دقيقة بسبب عدم وجود تعداد سكاني في العراق منذ فترة طويلة)).

وبلغت نسبة الشباب والذين أعمارهم من (15-64 سنة) (56.5%) حينما بلغت نسبة كبار السن أي الاعمار من (65 عاماً) فما فوق (3.1%) من مجموع السكان ونسبة الرجال الذكور (50.5%) والاناث (49.5%).

وهذا يعني أن الامية في العراق انتشرت بشكل مخيف وخطير جداً، أي ما يقارب اكثر من (19) مليون نسمة من الشعب لا يجيدون القراءة والكتابة..

وعلى ضوء الإحصاءات التي تكشف عن نسبة عالية من الامية التي تسجلها البلاد عاماً بعد آخر بين مختلف الفئات العمرية ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية تكشف اعداد الاميين في العراق بسبب غياب تعداد السكان، فحسب الإحصاءات الأولية لنقابة المعلمين العراقيين بلغت نسبة الامية اكثر من (11) مليون نسمة، وان الأمم المتحدة أبلغت النقابة بوجود اكثر من (12) مليون أمي في البلاد.

وبنفس الوقت أعلنت لجنة التربية النيابية، ان عدد الأمين في العراق قد تجاوز حاجز الـ (12) مليون شخص ومن المتوقع ارتفاع العدد من خلال السنوات المقبلة بناء على نسبة المتسربين والوضع الاقتصادي.

رغم أن جميع الأرقام الخاصة بعدد الاميين في العراق فجميعها ارقام مخيفة وخطيرة جداً على مستقبل البلاد ولكننا نميل على صحة الأرقام المقدمة من اليونسيف. وذلك بسبب ارتفاع نسبة الفقر في العراق ونسبة البطالة فالفقر في العراق ينهش جسد العراق فهو يطال اكثر من (13) مليون مواطن، حيث احتل العراق المرتبة (78) عالمياً من اصل (193) دولة والمرتبة الثامنة عربياً بأكثر الدول فقراً خلال عام (2023) وفقاً لمجلة (كلوبال فاينانس) المتخصصة بتصنيف دول العالم. وبنفس الوقت ارتفعت نسبة البطالة بحيث أصبحت نسبة البطالة وحسب إحصاءات منظمة العمل الدولية بنحو (20%) بين الذكور و (30%) بين النساء..

وهذا يعني ان زيادة نسبة الفقر والبطالة يشكلان مناخاً مناسباً لزيادة الامية وتفشي الجهل والتخلف وهذا ما يؤكد من ان الامية هي نتيجة حتمية للفقر المتفشي في البلاد.

واذا انتقلنا لمعرفة معدل الامية بشكل عام في الفئة العمرية من (15) عاماً فما فوق وفي مختلف الدول العربية سنجد ان العراق يتبوأ النسبة الكبرى من الامية بمعدل (49.9%) ثم موريتانيا (46.5%) ثم اليمن (45%) ثم جزر القمر (41%).

واللافت للنظر ان العراق صاحب معدلات مخيفة في الامية وهو دولة صاحب حضارة عريقة، والتعليم في العراق وحسب تقارير اليونيسكو كان يمتلك نظاماً تعليمياً من افضل أنظمة التعليم في المنطقة آبان الحكم الوطني، حيث اصبح التعليم عاماً ومجانياً وعلى جميع المستويات والزامياً في المرحلة الابتدائية، وكانت نسبة القادرين على الكتابة والقراءة في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عالية جداً بحيث تم القضاء على الامية تماماً..

أما من بين الأسباب التي أدت الى ما آل اليه التعليم في العراق، هو ما تعرض اليه العراق من جراء الحروب والحصار الظالم الذي فرض عليه قبل عام (2003)، أما بعد (2003) فقد تعددت وتعقدت المشكلات الاجتماعية بسبب الغزو الأمريكي الإيراني الصهيوني داخل البيئة العراقية وتفاقمها طوال السنوات ومنذ عام 2003 ولحد اليوم، وما نتج عن كوارث اقتصادية خلفتها حكومات الاحتلال ومنها تبديد الثروات وسوء استغلالها، بل سرقتها وكذلك سوء استغلال قوة العمل العراقية المتوفرة والعاطلة عن العمل وبسبب الاختلالات الهيكلية للاقتصاد العراقي والتبعية المطلقة الى ايران.

لقد أسهمت هذه المشكلات بصفة أو بأخرى في تردي الوضع المعيشي للمواطنين وانتشار ظاهرة الفقر والبطالة وزيادة عدد السكان، مما اثر على مستواهم الفكري والثقافي واصبح كل همهم الحصول على لقمة العيش وعلى مسكن يأويهم..

أن القوات الغازية وعملائها تعمدوا تدمير اكثر من (85%) من البنى الارتكازية التي يعتمد عليها العراق في تنميته الاقتصادية والبشرية، وتم تدمير وتعطيل اكثر من (150) الف مصنع حكومي ومختلط وخاص وبأحجام مختلفة مما أدى ذلك الى انقطاع اكثر من (2) مليون عامل وموظف عن العمل.

كما قاموا بتدمير وسلب الجامعات العراقية والكليات العراقية وتدمير مختبراتها ونهب وحرق وسرقة مكتباتها وتم تدمير البنى التحتية التعليمية ومنها المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وأن الالاف من هذه المدارس تفتقر الى القواعد الأساسية اللازمة للعملية التعلمية، كما تبين أن اكثر من (700) من هذه المدارس واكثر من ثلثها في بغداد قد تضررت من جراء القصف الأمريكي، كما تم أحراق اكثر  من (200) منها، في حين تعرضت اكثر من (300) منها للنهب، كما كشف صندوق الأمم المتحدة للأطفال، ان ثلث هذه المدارس الابتدائية تفتقر الى المياه وان اكثر من نصفها تنقصه المرافق الصحية (أي أصبحت غير صالحة)، ويقول اليونيسف في العراق أنه في الوقت الذي كانت مدارس العراق هي الأفضل بين مثيلاتها في الشرق الأوسط، ونجدها الان في وضع مزري.. وان ربع المدارس الابتدائية تعمل بنظام الوجبتين او الثلاث وجبات، وفي محافظة النجف على سبيل المثال، فقد يوجد اكثر من (1500) مدرسة كلها فيها دوام ثنائي وقسم فيها دوام ثلاثي، وان كثرها عبارة عن كرفانات، وهذا مما أدى تدنى المستوى التعليمي للبلد. كل ذلك كان بهدف تعطيل الدراسة من اجل إشاعة الامية ومن ثم الجهل والتخلف.. وبعد أن قامت قوات الغزو الامريكية ومن معها أوكلت زمام الأمور في البلاد الى مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق والمواليين الى ايران بشكل مطلق، أي سلمت العراق الى ايران (حكومة الملالي) من اجل اكمال تدمير العراق وجعله من اكثر بلدان العالم فقراً وجهلاً وتخلفاً، حتى يتمكنوا من قيادته والسيطرة عليه!!

إن حكومات الاحتلال المتعاقبة على الحكم منذ عام 2003 والى يومنا هذا، لم تتمكن من إعطاء حلول او أي تصور عن حل هذه المشكلة الخطيرة بل على العكس تماماً بل هي تمعن على تعميق هذه المشكلة وتزيد من إشاعة الامية والجهل والتخلف من خلال فسح المجال لأحزاب الإسلام السياسي لاستغلال الدين أو المذهب لنشر الامية والتخلف لترويج بضاعتهم، كون التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل كما قال الفيلسوف أبن رشد.

أن هذه الحكومات لم تعتمد أي فلسفة واضحة المعالم من اجل انقاذ التعليم وما حل به من انهيار متعمد من قبل قوات الاحتلال، وانما اعتمدت على فلسفة تربوية تقوم على الطائفية وليس المواطنة. وتوسعت هذه الفلسفة على انتشار المدارس والجامعات الخاصة التي لن تعتمد الأسس العملية المتعارف عليها بكثرة في جميع المحافظات العراقية وبتشجيع من الحكومات المتعاقبة وفقاً لسياستها الجديدة باتجاه الخصخصة واقتصاد السوق وحسب توجيهات صندوق النقد الدولي.

وأن أكثرية المدارس تعاني من عدم توفر الحد الأدنى من مستلزمات العمل، من حيث انعدام المختبرات والمكتبات العلمية وتزايد الرشوة وتزوير الشهادات وعدم وجود الماء والكهرباء مما أدى الى توجه العديد من الأطفال في سن الدراسة الى مجال العمل والتسول بسبب عدم إمكانية عوائلهم لتحمل مصاريف الدراسة ومما تعانيه هذه العوائل من فقدان الدخل.. وهنالك حوالي (70%) من المدارس في العراق تفتقر الى المياه النظيفة والمرافق الصحية وان حوالي (1000) مدرسة يتم بناءها من الطين والقش او الخيام أو الكرافانات وخاصة في المناطق الريفية.. أضافة الى ذلك هو الضعف الشديد للكادر التعليمي وضعف تدريب المعلمين، كل ذلك أثر على النظام التعليمي في العراق واصبح العراق بمستوى الصومال وجزر القمر وجيبوتي واليمن والسودان وسوريا، حيث أشار تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اشتمل على (140) دولة وتم استنثاء تلك الدول والعراق اولهم لافتقارهم لمعايير الجودة في مستوى التعليم الجامعي والثانوي والابتدائي.

وان هذا الوضع المؤلم والمزري الذي وصل اليه التعليم في العراق هو مخطط من قبل قوات الاحتلال وايران بالذات!!

فمنذ عام (2003) أن الحكومات المتعاقبة لم تولِ اهتماماً بالمؤسسة التربوية، والتي تخصص بعض الدول (20%) من موازنتها لها، وفي المقابل يخصص العراق لها (3.7%) كما جاء في موازنة (2019) وهذه النسبة قليلة جداً بحيث لاتسد حاجة ومتطلبات التعليم في العراق وهذا يؤكد لنا وبشكل واضح لا يقبل التأويل، أن الذين يحكمون العراق اليوم لا علاقة لهم بالعراق بل هم يتبعون لنظام الملالي ولخدمة نظام الملالي فهم لا يعنييهم التعليم ولا الصحة ولا التنمية بل يهمهم كيف يسرقون ويدمرون حضارة أقدم بلد في العالم وله دور مهم في خدمة الإنسانية وعلى مر التاريخ وفي ظل حكومات الاحتلال وفي ظل الفساد المالي والإداري وغياب الامن والاستقرار السياسي وفي ظل وجود السلاح المنفلت والمليشيات الموالية لإيران والتي تتحكم في كل شيء في العراق لن نتوقع على الاطلاق حل مشكلة الامية، بل ستتعمق هذه المشكلة وتتفاقم، بل سينتظر العراق وبوجود هؤلاء العملاء مستقبلاً مظلماً وخطيراً.

ومن أجل مواجهة هذا الوضع المأساوي والمزري والذي سيدمر مستقبل العراق الى أمد بعيد لا بد من تشخيص الأسباب الموجبة التي أدت الى تعاظم مشكلة الامية.

من الواضح جداً ان السبب الرئيسي هو الاحتلال الذي وقع بعد غزو أمريكا ومن معها العراق عام (2003) وما فعلت قوات الغزو من تدمر شامل لكل ما بناءه العراقيون منذ بداية الدولة العراقية وحتى عام (2003) والتي تعمدت باستهداف التعليم والجيش وقوى الامن بكل اصنافه وحل الحزب الذي كان يحكم العراق والذي قام ببناء العراق وتطوره وعلى كافة الأصعدة، وعلى وجه الخصوص التعليم ومحو الامية. هذا النظام الوطني قام ببناء كوادر علمية وعلماء وفي جميع الاختصاصات تجاوز عددهم الـ (40) ألف عالم، والذين ساهموا جميعاً ومع قيادتهم بناء قاعدة مادية حقيقية من اجل التنمية المستدامة.

وفي هذا الوقت تم القضاء على الامية، والجهل والتخلف فقوات الغزو استهدفت وبتعمد هؤلاء العلماء ولا حقتهم وقتلت من قتلت وسجنت من سجنت حتى خلى العراق منهم!! وخلال الثلاث سنوات الأولى من الاحتلال تم قتل اكثر من (1500) من العلماء الاكاديميين العراقيين واضطر ما يقارب (10) الف للهجرة مع اسهرهم طلباً للنجاة وان اكثر من 50% من القتلى يحملون درجات علمية متقدمة وثلث الذين تم قتلهم مختصون بعلوم الطب وعلوم أخرى بما في ذلك اكثر من (350) عالم نووي.

وبعد ان خرجت أمريكا عام (2011) من العراق بسبب الضربات الماحقة للمقاومة العراقية التي كبدت الغزاة خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات وبالمال، سلمت أمريكا العراق الى ملالي إيران وعملائها، لاستكمال المخطط الصهيوني الامبريالي بتدمير العراق، فقامت ايران بدورها على أكمل وجه، وامعنت بتدمير التعليم ومنظومته، حتى تعم الامية والتخلف في البلد ومن ثم يسهل قيادته، وسيطرت بنفس الوقت على القضاء وجعلته لخدمة أهدافها.

فضلاً عن المليشيات المسلحة التابعة لها.. أذن هذه اهم الأسباب التي أدت الى ما آلت اليه الأوضاع.

وحتى نتمكن من معالجة مشكلة الامية والحد منها لحين القضاء عليها لا بد من تحرير العراق من هؤلاء الغزاة وجميع أنواع الاحتلالات التي تنام على صدورنا من امريكان وايرانيين وصهاينة وعملائهم، وحين يتحرر العراق ومجيء نظام وطني يعمل من اجل العراق، حينئذ بالإمكان حل جميع المشاكل وعلى رأسها مشكلة الامية وذلك من خلال، إعادة النظر بالمؤسسات التعليمية وبشكل يؤدي الى تفعيل دور هذه المؤسسات لخدمة العراق ووضع خطط مرحلية وبعيدة المدى من اجل إعادة هيبة التعليم على مستوى العالم والاعتراف بشهاداته كما كانت قبل عام (2003).

وعندما تتوفر الإرادة السياسية والإدارة الكفوءة بالإمكان من انقاذ البلد من هذه المشكلة. وبالأخص التركيز على التعليم والتربية وتوفير المؤسسات الخاصة بذلك ومراكز للتدريب ومحو الامية في البلاد وجعل التعليم الابتدائي الزامي، وهذا يتطلب توفير موازنة كافية للتعليم في الموازنة العامة للدولة بحيث تسد جميع المتطلبات التي تؤدي الى النهوض بالتعليم في العراق وبناء ما يحتاجه العراق من (15) الف مدرسة او اكثر في عموم العراق.. كما العمل على إعادة النظر بجميع المناهج الدراسية، بحيث تلبي احتياجات المجتمع والدولة وبما ينسجم والتطورات التقبة في العالم. والعمل على القضاء على الفساد وبكل اشكاله في المؤسسات التعليمية، والعمل على تهيئة كوادر تعليمية متدربة ولديها إمكانيات علمية عالية وزجها بالعملية التعليمية، والتأكيد على ثقافة البحث العلمي داخل المؤسسات التعليمية.

كل ذلك وبالتأكيد سيحد من آفة الامية ابتداءً وصولاً الى انهائها تماماً ليتخلص العراق من الخطر الآفات على الاطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى