الانتخابات الأميركية من صناديق الاقتراع إلى خيار القضاء والشارع

على عكس ما كان سائدا في الانتخابات الأميركية السابقة بمعرفة اسم الرئيس الجديد في نفس اليوم، إلا أن انتخابات 2020 التي يتنافس بها المرشحان الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب تختلف عن سابقتها من شدة المنافسة بين المرشحين وآلية فرز الأصوات عن طريق البريد والحشد الإعلامي، واتساع المشاركة الشعبية فيها، الأمر الذي أدى إلى تأخر إعلان اسم الرئيس الجديد لعدة أيام.
واعتاد الأميركيون أن تظهر نتيجة الانتخابات بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، غير أن نتيجة انتخابات 2020 احتاجت عدة أيام لمعرفة الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية وهو جو بايدن. وما ميز انتخابات 2020 التشكيك بنتائجها سلفا إلى حد تأكيد ترامب أنه سيذهب إلى المحكمة العليا للفصل في نتائج التصويت الذي قال إن تزويرا حدث لصالح خصمه بايدن.
والسؤال: هل يرفض ترامب القبول بالخسارة ويرفض التسليم بها؟ والجواب عند ترامب الذي قال إنه لا يقبل بنتائج انتخابات 2020، وربما يرفض الالتزام بعملية انتقال سلمي للسلطة.
صحيح أن ظروف إجراء انتخابات 2020 جاءت في أجواء جائحة كورونا تجعل تهديد ترامب ممكنا. كما أن تغيير وسائل التصويت لا سيما عبر البريد سهل على ترامب التقدم بطعون تتعلق بتزوير الانتخابات.
إن إعلان جو بايدن فوزه بالانتخابات مع رفض خصمه بالنتيجة يقابله احتمالات العنف بين جمهور المرشحين، وهو الاحتمال الذي بات يقلق قطاعات كبيرة بين الأميركيين، وينقل المعركة بين المرشحين من صناديق الاقتراع إلى المحكمة العليا وإلى الشارع وما سينجم عنه من خسائر ودخول البلاد في الفوضى.
إن خيار الشارع وما يترتب عليه من فوضى وانفلات أمني، فضلا عن مخاطر الانقسام السياسي والمجتمعي وما سيترتب عليه من أزمات تضع التقاليد الديمقراطية في مجال الانتخابات الرئاسية وأسس النظام السياسي أمام امتحان وخيارات ربما لا يقوى النظام السياسي ومؤسساته على ضبط إيقاعه، وتفادي مخاطر تداعياته على المجتمع برمته.
ومن المناسب ونحن نرصد ونستعرض المسار الجديد في الانتخابات الأميركية أن نتوقف عند ظاهرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي جاء من خارج المنظومة السياسية ونخبها التي تتداول السلطة بين حزبيها الديمقراطي والجمهوري، حيث حاول ترامب على مدى السنوات الأربع الماضية أن يبتعد عن اشتراطاتها بالحكم إلى حد وصف النظام السياسي في بلاده بالفاسد، واستدارته عن مسار سلفه بالتعاطي مع الأزمات والقضايا الداخلية والخارجية ليمهد لطريق جديد يعزز من مكانة بلاده كزعيمة للعالم.
وعلى الرغم من الجدل الحاصل حول صدقية الانتخابات ونزاهتها، وما يشوب عمليات فرز الأصوات، وتعهد ترامب باللجوء إلى المحكمة العليا للفصل بنتائجها فإن الطرق إلى خيار المحكمة ليس سهلا، ويتطلب خطوات تمهيدية ربما معقدة للبت بالطعون المقدمة في موعد لا يتجاوز الثامن من الشهر المقبل طبقا للدستور الأميركي رغم أن ترامب يمتلك الأغلبية في أصوات أعضاء المحكمة التي ستأخذ بنظر الاعتبار مخاطر أي قرار لا ينسجم مع الدستور الأميركي والنظام الانتخابي قبل أن تقرر الانحياز إلى ترامب

مقالات ذات صلة

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى