فرضت ثورة الشباب التشرينية على حكومةً العميل عادل عبد المهدي أن تقدم استقالتها ،وخلفه العميل مصطفى مشتت ، واستلم المسؤولية وفق صيغة توافقية ، بين جميع الأطراف المتنازعة على السلطة ، على أمل ان يهيأ الى أجراء انتخابات مبكرة ونزيهة وشفافة وتحت إشراف ورعاية دولية ..
وأعلن(ما يسمى برئيس الوزراء ) مصطفى مشتت ، اجراء انتخابات عامة ومبكرة في إطار ان يوفي بوعده الذي قدمه للشعب العراقي ولثوار تشرين عندما وصل الى السلطة ..
وحدد موعدا للانتخابات يوم ٦/٦/٢٠٢١
وأكد انه سيعمل، ويبذل كل الجهود لانجاح هذه الانتخابات وحمايتها ، ورحبت الامم المتحدة بذلك . وعلى هذا الأساس دبت الخلافات بين القوى السياسية داخل البرلمان وخارجه ، حول موعد الانتخابات ، وقانون الانتخابات ، وغيرها ، وان جميع الأحزاب المتنفذة والمليشيات الموالية لإيران يسعون لإحباط خطط مصطفى مشتت ، وفعلا تم اجبار ( رئيس الوزراء ) على تغيير موعد الانتخابات وكما تريد ( الحكومة العميقة ) التي تهيمن على العراق ..
إذن نحن امام مسرحية جديدة تعد من أجل الاستحواذ على السلطة بإسم الديمقراطية المزعومة والمزيفة ..
والجميع يعلم ان لا وجود للديمقراطية والعراق مستباح ، ومحتل من قبل امريكا وإيران ، لا ديمقراطية والشعب العراقي يعيش في وضع مأساوي من النواحي الأمنية والاقتصادية والسياسية ، لا وجود للديمقراطية واكثر من نصف الشعب مشرد ، ومدنه مهدمة ، وأكثرهم يعيشون في الخيام أو مهجرين الى خارج البلاد.
وكيف تجري الانتخابات وقوانين الاجتثاث والتهميش والملاحقة والقتل
والاعتقالات ، والتفجيرات في كل مكان وان اكثر من نصف الشعب لا يحق له الترشيح ، كوّن جميع الوطنيين مشمولين بقانون اجتثاث البعث.
عن اي ديمقراطية تتحدثون ، وهنالك اكثر من (٤٠٠) حزب وتنظيم سجلوا للمشاركة في الانتخابات ، واكثر هذه الأحزاب ( او ماتسمى بالأحزاب ) تفرعت من الأحزاب الاساسية التي تحكم العراق.
إن الانتخابات هي احدى ممارسات الديمقراطية ، والديمقراطية بدون الحرية
ضحك على الذقون .. إن ممارسة الانتخابات تحتاج الى توفير مناخ سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي مستقر وآمن
وان يعطى الحق لجميع أفراد المجتمع العراقي دون استثناء ، للترشيح والانتخاب .. وبعكسه ستعاد نفس الوجوه الكالحة والتي جاءت على ظهر الدبابة الامريكية ومع المليشيات الإيرانية ، إن هذه الوجوه التي دمرت البلد وسرقت امواله وزرعت الطائفية والتخلف منذ سنة ٢٠٠٣ ولحد اليوم . وهي نفسها ستتكرروستفوز بالانتخابات القادمة ، لأنهم سيمارسون شتى انواع التزوير والتلاعب بالقوانين ونتائج الانتخابات كما فعلوها سابقا ، واستخدام المليشيات ( وداعش وماعش ) وأكاذيبهم ودجلهم من خلال رجال الدين ومراجعهم ، من اجل البقاء في اماكنهم ، وما احداث ساحة الطيران المؤلمة إلا دليل على ذلك
وهي البداية…
لا وجود للديمقراطية في العراق ، لا وجود لانتخابات نزيهة في العراق !! !!
كلها مزورة !! وكل الذي يجري وجرى في العراق ما هو الا عبارة عن مهزلة ما بعدها مهزلة !! وضحك على الشعب ، من خلال التلاعب بالالفاظ واللف والدوران والوعود الكاذبة الخ ..
إن جميع هذه الوجوه التي في السلطة ومن سنة ٢٠٠٣ ولحد اليوم ، كلهم عملاء وولاؤهم للذي نصبهم على الكراسي ، ولا يعملون من اجل العراق ، ومصطفى مشتت واحد منهم ، فعلينا ومن الان ان نعمل على توعية الجماهير بهذه الحقائق حتى نعمل على مقاطعة الانتخابات وبشكل مطلق ، كي لا نعطي لهم الفرصة للضحك علينا مرة اخرى وحتى ( لا نلدغ مرتين ) وان نستمر بثورتنا التشرينية البطلة حتى تحقيق النصر …