التحذير من شيخوخة المجتمع الإيراني

في مؤشر على دق ناقوس الخطر حول  انخفاض معدلات النمو السكاني ، وانعكاس ذلك على تغيير التركيبة السكانية لإيران ،  جددت  وسائل الاعلام  الإيرانية  تحذيرها  مجددا من شيخوخة المجتمع الإيراني ، حيث نشرت صحيفة ”رسالت“ الأصولية تقريرا حول ضرورة تحفيز النمو السكاني في البلاد محذرة من انخفاض عدد الشباب بمعدل نمو سلبي 3.24% خلال السنوات الأخيرة، وأن إيران بعد ثلاثين عاما ستصبح من بين أكثر أربعة دول شيخوخة في الشرق الأوسط وأسيا ، وستتضاعف أعداد المسنين فوق الستين عاما الذين يبلغ عددهم حاليا نحو 10 ملايين، بمقدار 5 أضعاف على أقل تقدير .

مقالات ذات صلة

ما ورد يرتبط مباشرة بما أشارة له تصريحات مدير عام السلامة والسكان والأسرة بوزارة الصحة التي ذكر فيها أن النمو السكاني في إيران بلغ أقل من واحد في المائة ، ما سيؤدي إلى مواجهة إيران مخاطر ديموغرافية كبيرة.

كان المرشد قد أصدر  في العام 2014 م  برنامجا حول أهمية انتهاج سياسات سكانية باعتبارها خطة لمواجهة الأزمة التي باتت  تعاني منها إيران ، وتتكون من 14بنداً ، إلا أن الجهات المعنية لم تتخذ أي إجراء فعلي لتنفيذها مما يستشرف تفاقم الأزمة في المستقبل.

الأمور لم تقف عند هذا الحد بل دخلت الحوزة ومراجع التقليد على خط هذه الأزمة معربة عن أسفها لوصول معدل النمو السكاني إلى هذا المستوى واقتراب إيران من الشيخوخة السكانية ، مطالبة حكومة ابراهيم رئيسي بانتهاج سياسات أكثر فعالية ، لدفع الشباب للزواج .

هذا يشير إلى ما يلي انخفاض معدل الخصوبة وتراجع فئة الشباب وزيادة عدد المسنين ، الأمر الذي دفع خامنئي للتحرك أكثر من مرة ، مما يعكس إدراك النظام الإيراني خطورة هذا التغيير الديموغرافي على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى العسكرية والأمنية.

 المرجح أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيء يعتبر أحد أسباب تغيير خريطة إيران السكانية ، حيث يضطر الشباب إلى العزوف عن الزواج أو تأخير الإنجاب لاعتبارات اقتصادية بالأساس  على الرغم من تقديم النظام لعدة مبادرات من ضمنها قروض ومساعدات للتشجيع على الزواج ، كذلك يحتمل أن تتجلى مشكلة كهولة المجتمع خلال السنوات المقبلة،  مما يؤدي إلى تناقص الإنتاجية الاقتصادية وانكماش الاقتصاد والفشل في تحقيق طفرة الإنتاج التي دعا إليها خامنئي مسبقا في ظل تحديات إيران الداخلية والخارجية، هذا إلى جانب الخلل في تركيبة المجتمع الإيراني ، خاصة لصالح الأقليات لاسيما العربية والسنية التي تميل للزواج والتكاثر على خلاف الإيرانيين الشيعة .

 المحتمل أن تتخذ السلطات الإيرانية إجراءات وتشريعات قانونية تهدف إلى زيادة معدلات الخصوبة للحد من تقلص فئة الشباب وارتفاع أعداد المسنين، عبر تشجيع الشباب على الزواج وتقديم المزيد من التسهيلات والدعم لهم ، إلا  أن نجاحها سيبقى مرهوناَ بتحسن المؤشرات والأوضاع الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى