فيما يعكس تخوف وخشية ايرانية من التعاون السعودي الصيني ، وفي خطوة تسعى طهران من ورائها الترويج لخطورة تطوير قدراتها الرياض لقدراتها الصاروخية و تعزيز استراتيجتها الهجومية لمحاولة ردع ايران وموازنه الرعب معها ؛وبهدف توجيه رسائل تهديد متعددة ؛ركزت وسائل الاعلام الايرانية “الاصلاحية والمحافظة” على حد سواء على موضوع التعاون العسكري الصاروخي السعودي الصيني من خلال مايلي :
١-تركيز وسائل الاعلام الإيرانية ، بشكل مركز على موضوع انطلاق عملية التعاون في مجال تطوير قدرات الصواريخ الباليستية في المملكة العربية السعودية بمساعدة من الصين،مشيرة إلى أن اسباب ذلك تعود الى رفض الولايات المتحدة طلب السعودية شراء أنظمة صواريخ، التي قوبلت معارضة الكونغرس ورفضه اجراء هذه الصفقة ، الأمر الذي دفعها للسماح للرياض بشراء تكنولوجيا الصواريخ التي تحتاجها من الصين”، معتبرة ان هذه الخطوة من قبل أميركا تندرج في سياق إيجاد التوازن من حيث القدرة الصاروخية مع إيران.
٢-التاكيد على أن الصين لا تستطيع أن تقدم على مثل هكذا خطوة دون التنسيق مع الولايات المتحدة وبضوء اخضر منها، حيث لدى ايران معلومات مفاده ان هذا الموضوع قد تم في عهد ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب .
٣- اعتبار ان التنسيق المتبادل بين الرياض وبكين هدفه الاساس ليس تحقيق “التوازن بين القوى الاقليمية بهدف احلال السلام، بقدر ما هو طموح سعودي لكسر التوازن لمواجهة طهران،وايجاد حالة من سباق التسلح الاقليمي واشغال المنطقة في اتون الصراعات من جديد .
٤- بموازاة ذلك يطمح الصينييون خلاف ذلك تماما -حسب الرؤية الايرانية -فهم يسعون الى تحقيق توازن القوى في الشرق الأوسط لخفض معدلات الحروب في المنطقة، الى جانب تعزيز موقع ومكانة الصين لايجاد موطئ قدم لها في السعودية ودول الخليج ، وهو ما تحتاجه بكين كورقة جيواستراتيجيه في الشرق الأوسط؛ لا سيما مع تصاعد وتيرة التوتر مع اميركا على خلفية قضايا صراعية عديدة .
٥-الاعتقاد الايراني الجازم بأن القدرة الصاروخية السعودية لن تضاهي نظيرتها الإيرانية، ولن تستطيع مواجهتها مطلقا ، مرجعين ذلك إلى أن إيران امضت اكثر من ربع قرن وهي تعمل على تطوير برامجها الصاروخية والفضائية ، فضلًا عن أن أنظمة الصواريخ الإيرانية متقدمة عن تلك التي تسعى السعودية حاليًا لتطويرها وإنتاجها بخطوات عديدة .
٦- التاكيد على وجهة نظر الرياض بأن السعودية لديها اعتقاد بأن تقدمها في مجال الصواريخ البالستية يمكن أن يشكل عاملا ضاغطا على الدول الكبرى لاجبار ايران لادراج ملف الصواريخ والطائرات المسيرة ،و بللتالي سيعقّد مت الجهود الهادفة لتوسيع شروط الاتفاق النووي مع إيران ليشمل قيوداً على تكنولوجيا الصواريخ البالستية ،وبالمقابل قد يضع هذا الموضوع
“الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا ليعري سياسة الكيل بمكيالين ،وممارستها لسياسة المعايير المزدوجة ،وهي نتاج سياسات الغرب في المنطقة على مدى العقود القليلة الماضية الذي حذرت منه طهران طويلا ، مما يمنح ايران شرعية ممارسة حقها في تطوير برنامجها النووي والصاروخي لأن جيرانها أيضا ؛وفي مقدمتها السعودية ودول اقليمية اخرى يقومون بتطوير هذه التكنولوجيا .
اما خيارات ايران لمواجهة تطوير السعودية لقدراتها الصاروخية ستكون وفق عدد من السيناريوهات ؛يأتي في مقدمتها -عدا عما سبق – تعزيز اهتمام ايران باستراتيجية بناء المدن الصاروخية وتطوير عمليات حفر الانفاق ،وتطوير قدراتها على التخفي التي يتبناها الحرس الثوريالذي يشرف على هذه الاستراتيجية ، الى جانب ارسال رسائل تهديد محتملة وردعية تهدف الى الترويج لزيادة قدرات ايران وفعاليتها على الرد ضد اعدائها في المنطقة ، واعادة التذكير باستراتيجية الاغراق الصاروخي عبر كثافة قصف الخصم من مناطق وبأساليب مختلفة في وقت واحد خاصة بعد مناورات الرسول الاعظم ١٧ التي جرت مؤخرا ،حيث قامت ايران باطلاق ستة صواريخ بالستية بعيدة المدى ،وهذا يعكس تخوف طهران من تداعيات اقامة علاقات عسكرية بين الصين والسعودية، وخشيتها من تطبيع اسرائيلي عسكري مع الرياض وهو ما تروج له ايران بقوة عبر اعلامها ،اضافة الى تعهد ايراني برد قاس على التهديد الاسرائيلي باستهداف المنشأت النووية الايرانية.
التقدير الايراني الآن بات يرتكز على ضرورة تفعيل استراتيجية التصعيد ،وتبني سياسة حافة الهاوية بشكل منتظم ربما ليس من خلال وكلائها فحسب؛ بل عبر استعراض قدراتها الذاتية ،ومحاولة اظهار تطوير تقنياتها المختلفة خاصة الصاروخية وفي مجال استعراض تقنيات الطائرات المسيرة .