التناقض ، يعني منطقيا الاختلاف حول مسألة ما ، بالايجاب والسلب ، بحيث يفضي ذلك ، بأن نصدق أحدهما ونكذب الاخرى ..
والتناقض بشكل عام ، يمثل العمود الفقري لعملية التطور ، فلولا التناقضات الثانوية ، لما حدث التطور والتقدم على مستوى شؤون الحياة .
فهنالك عديد من التناقضات ، سياسية واجتماعية وفكرية وفلسفية ، وكذلك تناقضات طبقية داخل المجتمع الواحد .
لذلك يمكننا القول أن التناقضات اصبحت تمثل سمة العصر .. وإن التناقضات التي نعيشها تعتبر من المواضيع التي تهم كل البشر ، كونها تمثل طبيعة انسانية مهما حاول البعض اخفاءها ..
وهنالك نوعان اساسيان من التناقضات ، التناقضات التناحرية والتناقضات الثانوية ، هذا اذا علمنا ان جميع الاشياء والظواهر تحمل في طياتها الكثير من التناقضات الداخلية ، وان كل شيء هو وحدة متناقضات ، وإن كل هذه التناقضات ، وفي كل الاشياء والظواهر تتمتع بناحية ايجابية واخرى سلبية ، وكلها تمثل المصدر الاساس للتطور ، ولو لم يكن هنالك تناقضات ، لبقيت الاشياء والظواهر ثابتة لم تتبدل ..
فالتناقضات الثانوية هي اساس التطور ، أما التناقضات التناحرية فهي لا تزول إلا بزوال
احد طرفي التناقض او الصراع .
فالتناقضات الاساسية الجذرية إنما تعني القضاء على القديم ونشوء الجديد ، فالتناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج
عندما يصل الى اقصاه ، فقوى الانتاج ستعمل على تمزيق علاقات الانتاج القائمة والغير مستوعبة لتطورها بحيث ينتج عن ذلك علاقات انتاج جديدة وهكذا يحدث التطور … والشيء نفسه بالنسبة للصراع بين الامة العربية واعدائها وعلى وجه الخصوص الكيان الصهيوني ، فهذا الصراع يمثل بشكل حقيقي صراعا تناحريا لا يزول إلا بزوال أحد طرفيه .
فالصراع القائم اليوم في العراق يشمل صراعا تناحريا وصراعات ثانوية ، فالصراع التناحري متمثل بالصراع بين الشعب العراقي الاصيل من جهة والعملية السياسية البائسة من جهة اخرى ، إن هذا الصراع لن يحسم إلا بزوال احد طرفيه ، وبما ان الشعب استحالة زواله ، لذا فإن زوال العملية السياسية ستكون نتيجة حتمية لهذا الصراع ، بعد ان تتوفر جميع الضروف الموضوعية والذاتية الظروريه لحسم هذا الصراع …
أما بالنسبة للصراع الدائر بين اطراف العملية السياسية فهي صراعات ثانوية لا تفضي الى التغيير الجذري المنشود ، وبالاخص بالنسبة للائتلاف الشيعي الموالي لايران ومن ضمنهم التيار الصدري ، كون الصدر ( وعن لسانه)
يقلد الحائري ، والحائري مرتبط بملك الشعوذة والدجل خامنئي، والكل يأخذون اوامرهم من قم وطهران ، وجميع اطراف البيت الشيعي الايراني ينفذون ما تريده ايران وفي آخر المطاف سيتفقون فيما بينهم من أجل البقاء والحفاظ على السلطة .
فعلينا أن لا نعول كثيرا على التناقضات بين اطراف العملية السياسية البائسة ، بل علينا ان نسعى ونركز على صراعنا الاساس مع جميع اطراف العملية السياسية من أجل قلعها من جذورها والى الابد ، وان يتخذ صراعنا اشكالا متعددة ونجند (كل طاقاتنا الوطنية ) وحسب ظروف الصراع، حتى لو اضطررنا الى حمل السلاح بوجه هؤلاء المارقين والعملاء والسراق والخونة ..
كون حمل السلاح يمثل اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء ….