الثورة الشعبية الفلبينية ضد الدكتاتور (ماركوس)

عام 1942م وخلال الحرب العالمية الثانية إحتلت الإمبراطورية اليابانية الفلبين، و إشترك (ماركوس) في قتال الأحتلال، وعند إنتهاء الحرب وأستقلال الفلبين فاز برئاسة الدولة عام 1965م عن طريق الانتخابات لنشاطه السياسي، وأعيد إنتخابه عام 1969م. إعتمد (ماركوس) في حكمه على القوات المسلحة وأجهزة الأمن والشرطة وفرقة مكافحة الشغب ليضمن بقائه في رئاسة الدولة، وخلال حكمه إنتشرت ظاهرة الفساد والجهل والفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلد وإتساع الهوة بين الاغنياء والفقراء، دون الإعتماد على الكفاءات العلمية والثقافية والإدارية مما أضعف سلطته، كما مارست زوجته (ميلدا) نفوذ واسع وتدخلها بتوزيع المناصب على أقاربها دون سند قانوني أو إعتماد الكفاءة، وأستيلائها على الشركات ومنحها للمقربين لها ولزوجها حتى آنهكا إقتصاد البلاد بالقروض من الدول والمؤسسات، فبدآت الاحتجاجات الشعبية ضد النظام على شكل إعتصامات طلابية ومزارعين وعمال ضد سياسات الحكومة الاقتصادية، و المطالبة بتحقيق حرية أوسع والمشاركة في إدارة المصالح العامة، كما شملت الاحتجاجات والمظاهرات أغلب المدن ضد النظام شارك فيها قوى طلابية تابعة للحزب الشيوعي، وقوى عمالية، وأعضاء الحركة الإسلامية، وقوى تابعة للكنيسة طالبت إسقاط النظام، وقد جوبهت هذه المظاهرات بالرصاص الحي من قبل أجهزة السلطة قتل فيها (6)سته من طلاب الجامعات، وعلى أثرها أعلن (ماركوس) فرض نظام الطوارئ لإرهاب الشعب وإعتقل القيادات الطلابية والعمالية والنقابية، وتعرض المئات من المتظاهرين للاعتقال والتعذيب والمطاردة، وإمتلأت السجون بالمعارضين. وفي عام 1980م خرجت مظاهرة مليونية على أثر إغتيال زعيم المعارضة ( بينينجنوا) في زنزانته). فدعت الجماهير الى ثورة شعبية مما ادى الى ازدياد عمليات العنف و القتل و الاعتقال من قبل اجهزة السلطة و تحولت البلاد الى حكم فردي دكتاتوري مطلق، فأضطرت المعارضة الشعبية السلمية الى تشكيل ((( الجيش الشعبي للمقاومة))) في شمال الفلبين من اعضاء الحزب الشيوعي الجناح العسكري، والحركة الاسلامية في جزيرة ميندناو في الجنوب و توسع عمل الجيش الشعبي من خلال الملتحقين به من الطلاب و العمال و المتطوعين في صفوفه و العمل (((بصورة سرية في تنفيذ عمليات انتقائية ضد السلطة و احيانا بصورة علنية))) لحماية المتظاهرين من اجراءات القمع السلطوي كأجراء وقائي للدفاع عن النفس، و توسعت حركة التظاهرات و الاحتجاجات و طالبت بأسقاط السلطة الحاكمة الفاسدة، فأمر ((ماركوس)) الجيش بقتل المتظاهرين و امر سلاح الجو في قصف مواقع(( الجيش الشعبي للمقاومة)). الا ان وزير دفاعه و رئيس اركان الجيش و قيادات من الحرس الجمهوري رفضوا اوامره، مما شعر ان سلطته قد ضعفت و اوامره لم تنفذ من اقرب العسكريين اليه و يأسه الاستمرار بالسلطة إضطر مرغما من الشعب المغادرة و زوجته من العاصمة مانيلا بتأريخ 26 فبراير 1986م بطائرة امريكية حربية و اربع طائرات حماية الى امريكا دون رجعه.

الاسباب و العوامل التي ساعدت على نجاح الثورة الشعبية الفلبينية

مقالات ذات صلة

1_السياسة الفردية الديكتاتورية ل (ماركوس) و تدخل زوجته في ادارة الدولة و اسناد المناصب العليا لأفراد عائلتها ولدت ردود افعال و احتجاجات شعبية .
2_ اهمال الجانب الاقتصادي في تغطية حاجات البلد و اشاعة حالة الفقر و الجوع و الامية، و تفشي الرشى و المحسوبية في تعيين الافراد في دوائر الدولة، مع الأثراء الفاحش لأقارب ماركوس و زوجته.
3_ القتل و الاعتقال و الارهاب و البطش و الملاحقة ضد المئات من قيادة المعارضة و افرادها الوطنيين وزجهم في السجون و المعتقلات.
4_ تنظيم المعارضة الشعبية في (((مجموعات عسكرية قتالية سرية و احيانا علنية))) من اعضاء الحزب الشيوعي و الحركة الاسلامية و الطلاب و العمال… الخ اذ كان لها دورا كبيرا وفاعلا في اسقاط حكم نظام (ماركوس).
5_ تخلي عدد من قيادات الجيش عن (ماركوس) و عدم تنفيذ اوامره بقتل المتظاهرين و مساندتهم للشعب الثائر حتى اسقاطه و هروبه الى امريكا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى