نشرت مجلة الفورن افيرز في عددها الاخير مقالاً مهماً للاستاذ في جامعة تكساس محمد آيةاللهي تابار عن السياسة الايرانية في عهد رئيسي. وبعد ان يستعرض الكاتب كيفية نشوء وبروز مايسمى بالدولة الموازية التي يقودها الحرس الثوري والصراع الذي دار بين مؤسسة الدولة الرسمية ورؤسائها السابقين ابتداء برفسنجاني وانتهاءً بروحاني،ينتهي الكاتب الى استنتاج مفاده ان الدولة الموازية في ايران باتت هي الدولة المهيمنة على الدولة الرسمية. وان رئيسي سيحاول اتباع سياسة داخلية اقل تشدداً ليضمن تقليل المعارضة البيروقراطية او المعارضة الشعبية المتصاعدة لهيمنة دولة الحرس. ويشير الكاتب الى ان رئيسي يحتاج لتهدئة الامور داخلياً لضمان انتقال سلس متوقع للسلطة اليه بعد وفاة الخامنئي. كما يشير الكاتب الى ان سياسة ترامب الرعناء ادت الى زيادة نفوذ دولة الحرس وانتصارها اخيراً. ويضرب مثل على ذلك بالتحويلات المالية الرسمية عبر مؤسسات الدولة الايرانية والتي تم ايقافها جميعاً بسبب العقوبات،مما أضطر الدولة الى الاستعانة بشبكة علاقات الحرس الثوري الاقتصادية والتي كانت تستخدم للتهرب من العقوبات الاقتصادية. وكان الحرس الثوري يتقاضى نسبة 20% مقابل كل عملية تجارية كان يجريها لصالح ايران مما فاقم من القدرة الاقتصادية للدولة الموازية(الحرس الثوري).
لذلك تمكنت الدولة الموازية وبعد عقود من النزاع مع مؤسسات الدولة الايرانية الرسمية من حسم الصراع لصالحها وباتت كلا الدولتين خاضعتين لنفس الرأس.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه الكاتب ان يحاول رئيسي ابرام صفقة مع امريكا لرفع العقوبات لكنه لا يتوقع ان يتم ذلك بسهولة بخاصة وأن رئيسي مصمم على موضوع الضمانات الامريكية بعدم خرق الاتفاق مرة اخرى ويتخوف من تقييد يد ايران واتباعها في المنطقة. وفي هذا الصدد يتوقع الكاتب مزيد من التشدد في دعم وكلاء ايران في المنطقة لايمان رئيسي بجدوى هذا السلاح الفعال في الابقاء على ايران قوية في المحيط الدولي. من جانب آخر فان من المتوقع حصول تدهور واضح في العلاقات مع امريكا من جهة ومزيد من التحالف والعلاقات الاستراتيجية مع الصين وروسيا.

1٬076