منذ عام 1991 وانا اتحدث عن الصراع الكوني حول تشكيل نظام دولي جديد وهذا الصراع بين الصين ومحورها وأمريكا ومحورها.. وفي جميع الحالات بحوثي وكتبي ومحاضراتي مع طلبة الدكتوراه كنت أوكد ان هذا الصراع سيؤول الى حرب عالمية ثالثة, ولكني لم أحدد طبيعتها وزمانها ومكانها ولكن اعتبرتها حتمية تاريخية.
الحرب العالمية قد تكون حرباً اقتصادية أم سياسية أم عسكرية أم بايولوجية.
والحرب البايولوجيه من اخطر أنواع الحروب, كونها حرباً هادئة وتقتل بدم بارد… لانها لا تترك وراءها أثر…
فهي السلاح الصامت سلاح العصر الفتاك والاكثر خطورة… أنها الحرب الجرثومية التي تقع ضمن أسلحة الدمار الشامل ولا تقل خطورة علي الاسلحة الكيماوية والنووية بل هي أخطرهم واقلهم تكلفة واوسعهم انتشارا بين البشر.
وأنا أتابع بقلق شديد خبر أنتشار فيروس كارونا في الصين, حيث انتشرت في الاونه الاخيرة أمراض في العالم لم نكن نسمع عنها أو نعرفها من قبل… كمرض الايدز والايبولا وجنون البقر وإنفلونزا الخنازير و الطيور والجمرة الخبيثة وعشرات غيرها من تلك التي تفتك بالانسان والحيوان والنبات وجميعها تصنع في مختبرات الرأسمالية, واليوم انتجت الرأسمالية العالمية فايروس كارونا وصدرته الى الصين القطب المنافس لاعادة حالة التوازن الدولي.
لماذا الصين ولماذا بالاخص مدينة (ووهان) ان مدينة ووهان هي اكبر مدن الصين الصناعية وتساهم بنسبة 75% من صادرات الصين و 33% من الناتج المحلي الاجمالي للصين و 90% من عمليات صهر النحاس و 65% من عمليات تكرير النفط و 60% من انتاج الحديد الصلب و 40% من انتاج الفحم… فلانتشار هذا الفايروس سيكون له اثاراً كبيرة وخطيرة على الاقتصاد الصيني…
أن الاقتصاد الصيني يعتبر اكبر ثاني اقتصاد في العالم وحسب احصاءات البنك الدولي تشير أن الناتج المحلي الاجمالي للصين بلغ اكثر من (13) ترليون دولار عام 2019 وهو يمثل نسبة 16% من الناتج المحلي العالمي… كما أن حصة الصين من الصادرات السلعية لنفس العام بلغت اكثر من (2) ترليون دولار أي بنسبة بلغت 12% من اجمالي الصادرات السلعية العالمية.
بالتأكيد أن ازمة الوباء القاتل كارونا سيكون له تأثير مباشر وغير مباشر على الاسواق العالمية واقتصاديات الدول الكبرى وذلك بسبب ما تعرض له الاقتصاد الصيني جراء توقف الكثير من الانشطة الاقتصادية وسيكون تأثير ذلك على دول التي لها علاقات سياحية وتجارية كبيرة مع الصين دول آسيا والمحيط الهادي. أما أمريكا وأوروبا سيكون تأثير ذلك عليها ضئيلا نسبياً.
أن انتشار هذا الفايروس وأستمراره سيؤدي الى تراجع النمو الاقتصادي في اقتصاد مهم وكبير كالصين وسيكون هذا الهبوط بحدود 2% من الناتج المحلي الاجمالي.
وسيكون له تأثير على البورصات في جميع دول العالم حيث شهدت تراجعات معلومة, كذلك اسعار النفط حيث أنخفض سعر البرميل دون سقف الـ 60 دولار وبسبب هذا الحرب البايولوجية الموجهة الى الصين بالذات تضرر الكثير من الشركات الصينية حيث انخفض سعر اسهم شركة ائتمان صينية الـ (اي سي بي سي ACBC )الى نحو 11% وكذلك اسعار اسهم بنك التعمير الصيني 7%… وسيؤثر ذلك على الاقتصاد الصيني برمته… وسيؤثر على مديونية الشركات داخل الاقتصاد الصيني, وتم أغلاق الكثير من المصانع والمراكز المالية وأدى الى هروب الاستثمار الاجنبي وقوة العمل وصعوبة أمكانية عودة العمال المهاجرين. وان كل ذلك يؤثر وبشكل مباشر وخطير على قطاع السياحة والخدمات وتجارة التجزئة والنقل وكل هذه الانشطة الصغيرة من مطاعم وفنادق وغيرها والتي تساهم في تنشيط الاقتصاد الصيني ونموه.
أن استمرار انتشار هذا الوباء سوف يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الصيني وعلى معدلات النمو وعلى النشاط الاقتصادي وهذا ما تهدف اليه المنظومة الرأسمالية. بهدف تحجيم دور الصين كمنافس لمشروع عولمتها والتي تهدف الهيمنة على الاقتصاد العالمي…
كما نراقب الدول التي انتقل اليها الفايروس فنجده ينتشر في أيران ولبنان ومن ثم العراق وهنا نكشف الاهداف الاقتصادية والسياسية لتصدير هذا الفايروس الى هذه الدول… وعلينا كعراقيين يهمنا مصلحة بلدنا ومصلحة ثورتنا الشعبية الشبابية, أن نستمر بالمطالبة بمقاطعة البضائع الايرانية كونها تحمل هذا المكروب وسد الحدود مع ايران ومنع الزوار الايرانيين من دخول العراق والضغط على عصابات المنطقة الخضراء من تنفيذ ذلك واتخاذ الاجراءات اللازمة الصحية والسياسية والامنية لتنفيذ ذلك.. والانتباه من نشر هذا الفايروس بين صفوف الثوار في ساحات الاعتصام, وأناشد جميع المختصين والعلماء والاطباء والمثقفين على متابعة تطورات هذا الحدث الخطير, وذلك لدرء المخاطر التي قد تصيب عراقنا وشعبنا العظيم.
وثورة حتى النصر
عمان 22 / 2 / 2020
738