في اطار تخوف ايراني ملفت من مشروع الربط الكهربائي الذي سيربط العراق والسعودية ؛ حذرت صحيفة جوان المحسوبة على الحرس الثوري الايراني من مخاطر ونتائج هذا المشروع وتداعياته ؛ معتبرة ان الحكومات العراقية المتعاقبة وعلى مدى 18 سنة عجزت عن تقديم حلول فعلية وجذرية تلبي حاجات الشعب العراقي في ملف الكهرباء”، موضحة أن هذا العجز “يتمثل بان أول من وضع يده على ملف الكهرباء هو الاحتلال الأمريكي من خلال التعاقد مع شركات أمريكية، وعدم سماحه بإجراء أي تعاقدات شاملة وقابلة للاستدامة مع ايران
واعتبرت الصحيفة : “أن الربط العراقي السعودي هدفه إعادة العراق إلى الحضن العربي الذي ملأ البلد بالمفخخات والتفجيرات الإرهابية لاسيما القاعدة وداعش، فهي عملية سياسية هدفها اعادة دورة العنف الى العراق مجددا ”.
الصحيفة الايرانية اكدت على ان الربط هو عبارة عن مؤامرة ممنهجة تم الاعداد والتمهيد بتخطيط اميركي اسرائيلي ، ليكون مقدمة الهدف منها جمع كل العراق والسعودية ثم يتم جمع كل من مصر والاردن ولبنان وسوريا وتركيا وفلسطين بعد تصفيتها على يد سلطة الحكم الذاتي، ومن ثم ادماج اسرائيل مستقبلا عبر الترويج لمشاريع اقتصادية وامنية وسياسية لتصبح دولة قائدة للمشاريع الاقتصادية والتكنولوجية الطموحة ، حيث لابد اولا من مشاريع صاعدة ومترابطة في المنطقة ومن ضمنها مشروع الربط الكهربائي .

الرؤية الايرانية تعتقد ان سبب انشاء هذا المشروع بهدف ايجاد واقع اقتصادي هدفه اعتماد العراق على السعودية ، وخلق ظروف سياسية وعسكرية واقتصادية غير مسبوقة ،ويتجاذبها مشاريع استراتيجية خدمية هدفها تحقيق اغراض شيطانية .
عمليا تعتبر طهران -حسب الصحيفة – ان الخاسر الاكبر من هذا المشروع هو العراق، والمستفيد بالدرجة السعودية واسرائيل مستقبلا؛ لاسباب واعتبارات سياسية واقتصادية وامنية كبيرة .
بالمقابل تتوقع ايران ان اغراء العراق للانخراط بهذا المشروع عبر الربط الكهربائي بين هذه الدول لن يكتب له النجاح فعليا على اعتبار ان الوضع الاقتصادي والسياسي والامني في العراق يتراجع ، وسوف يزداد خاصة بعد نتائج الانتخابات البرلمانية غير العادلة ،وبالتالي لن يستطيع تحمل تكلفة وتبعات هذا المشروع ؛ حتى وإن كان هناك دافع غربي خليجي محموم لهذا الربط لاجل حصار ايران ، والتأثير على حجم نفوذها هناك ، هذا عدا على انه لايمكن للعراق ان يدفع نقدا تكاليف الانخراط بهذا المشروع ،حتى ولو بعد حين؛ لانه لم يسدد حتى اليوم ديون ايران المالية والذمم المترتبة عليه ،فضلا على ان عامل الاستقرار الامني واحتمال تفجره في اية لحظة قد يؤثر على هذا المشروع ويؤدي الى انهياره .
استراتيجيا ترى الصحيفة الايرانية ان بناء هذا المشروع يتلقى دعما اميركيا وغربيا واضحا لابعاد العراق عن حليفه الاستراتيجي ايران – محذرة الحكومة العراقية بعدم الرهان على مواقف الدول الخليجية الداعمة لهذا المشروع بسبب المتغير الامريكي والاسرائيلي ،اضافة لذلك تعتقد طهران ان رهان بعض النخب العراقية على الرياض سيبوء بالفشل على اعتبار ان السعودية من الدول العربية التي فقدت زعامتها من ناحية التأثير على النظام العربي ، خاصة بعد هزائمها المتلاحقة في اليمن .

من هنا ترى طهران ان السعية وعبر مشروع الربط الكهربائي مع العراق تريد ان يكون لها مساحة من الحضور والتأثير عراقيا ،الامر الذي قد يمكنها من نسج تحالفات سياسية مستقبلية خاصة مع القوى السنية والكردية مما يكسبها شيئا من المكانة والدور .
أمنيا واستخباريا تعتبر طهران ان مشروع الربط الكهربائي سيشكل خطورة كبيرة في ظل الازمات والبيئه الصراعية غير مسبوقة التي تعيشها المنطقة ،خاصة مع وجود معلومات استخبارية ترجح احتمالية عودة المجموعات الارهابية ،وخصوصا بعد التطورات الاخيرة في سوريا واطلاق يد داعش ؛ واحتمال انتقال هذه العدوى بقوة الى العراق ، وبالتالي فإن الشروط الموضوعية لنجاح اي مشروع اقتصادي هو وجود بيئة امنية لانجاحه وهو امر غير متوقع حاليا ؛وهنا ترى ايران ان العراق غير مستعد، ولا يملك الامكانية العملية لمساعدته امنيا واستخباريا ، باعتبار ان السعودية نفسها لم تضبط لغاية الان المجموعات التكفيرية التي تنمو بين الحين والاخر على اراضيها كنتيجة طبيعية للرد على السياسات الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي دمرت النسيج الاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن تاثير الازمات الاقليمية المتفجرة ؛ لاسيما اليمنية على الواقع لهذه الدولة .
في هذا الاطار ، تحاول التحليلات الايرانية توجيه رساله للعراق مفادها؛ ان الربط الكهربائي ومشاريع التعاون لن يكون الا في اطار الحدود المسموح به ايرانيا .
بالمقابل ترى الصحيفة ان ايران هي الدولة الشقيقة للعراق وهي البديل عن مثل هكذا مشاريع ، وهذا لايمنع تطوير العلاقات بين بغداد وجواره الاقليمي ، والدول التي يمكن تحقيق الاستفادة من خلالها للشعب العراقي- وان كانت نسبية- لكن تحويل هذه العلاقات الى اصطفافات سياسية وامنية تحت غطاء اقتصادي مع دول عدوه للشعوب سيشكل خطرا كبيرا على العراق ومصالحه وعلى محور المقاومة برمته ،ومن هنا فان طهران ستحاول من خلال علاقاتها الاستراتيجية مع بغداد الدفع باتجاه تقديم نفسها كبديل و خدمة للشعب العراقي ومصالحه ، و ستحاول بناء استراتيجية لمنع انشاء مشروع الربط الكهربائي بين العراق والسعودية عبر محاولة ضربه سياسيا وامنيا واقتصاديا ،ومحاولة استهداف البنية التحتية من شبكات ربط للكهرباء والمشاريع الاخرى من خلال اذرعها …و ربما قد تقوم باغتيال النخب العراقية المؤيدة لهذا المشروع ،مؤكدة في الختام ان القوى الاسلامية الحية في العراق لن تسمح للكاظمي ” الدمية” بيد امريكا ودول التطبيع المضي في مشاريع هدفها الاساس تهديد ايران ومحور الممانعة .
ما طرحه الدكتور العزيز نبيل العتوم في رؤيته لا يرتقي اليه ذرة من الشك وكل عربي يشغله امر العراق وضرورة عودته لإمته العربية التي سلخته منها إيران يعرف وبيقين مطلق ان حكومة ومرشد إيران ومن خلال حرسههم الثوري سيعملون على إعاقة بل وضرب خطوة مشروع الربط الكهربائي وبكل مالديهم من قدرات وخصوصا الايعاز لأتباعهم من سياسيين وميليشيات سواء كان الاستهداف بشكل مباشر او غير مباشر والخطر هم فسح المجال لداعش للقيام بهذا الدور وجمعنا كعراقيين نعلم ان خيوط الميليشيات الولائية وزمر داعش الإجرامية بيد إيران وهي التي تتحكم بها. لذلك يستوجب على العرب جميعا عدم الوثوق بأتباع إيران من السياسيين في العراق والعمل على أخذ ضمانات فعلية وكذلك نقترح تشكيل قوة خاصة لحماية هذا المشروع بإشراف عربي نزيه والأهم من هذا وذاك لابد على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان يستعين بخبراء من خارج منظومة الحكم العراقية الحالية.
الحديث طويل وذو شجون.