شركات السلاح تقيم معارض في مختلف دول العالم لتسويق منتوجاتها بالرغم من بشاعة تلك المنتوجات وتأثيرها المدمر على البشرية الا انها تسر تجار الحروب المتعطشين للدماء وجني الاموال، ولكن يصعب عليهم معرفة مدى فاعليتها وتأثير تدميرها الا بعد استخدامها لهذا نرى تلك الشركات يقيمون اعراس دم في كثير من بقاع العالم لاختبار تلك الاسلحة، مثلما كان العراق ساحة تجارب واختبارات للاسلحة الامريكية الفتاكة التي استخدمتها امريكا عند غزوها للعراق بدأً من اليورانيوم المنضب والقنبلة الفراغية الى الاسلحة الاخرى المحرمة دولياً، لان الوقائع على الارض اثبتت ان الكثير من الاسلحة لم تكن فعالة بعدما اثيرت ضجة اعلامية على تفوقها ومنها طائرة الشبح التي تم اسقاطها في الحرب اليوغسلافية وكذلك منظومة الباتريوت التي ثبت عدم جدواها بسبب الصواريخ العراقيه التي اطلقت على إسرائيل في ما يسمى آنذاك بالقبه الحديديه والقائمة تطول، ومعروف ان اصحاب تلك الشركات هم من يهيمن على القرار السياسي سواء في امريكا او اوربا وعلى سبيل المثال (بروس جاكسون) مدير شركة لوكهيد مارتن الامريكية المختصة بصناعة الاسلحة والطائرات والمقرب من ديك تشيني الذي كان نائباً للرئيس الامريكي بوش والمقرب ايضاً من كوندليزا رايس مستشارة الامن القومي حينذاك وانهم من قام بهندسة قانون تحرير العراق وكلفوا كولن باول ليكذب في مجلس الامن بخصوص خطورة اسلحة الدمار الشامل العراقية ليتسنى اعلان الحرب على العراق وبيع المزيد من الاسلحة لدول المنطقة، ومن جهة اخرى من اجل اختبار مدى فاعليتها وقياس مدى تأثير قوتها التدميرية لغرض تسويقها بأسعار خيالية كما اشرنا .. واليوم اصبحت الحرب في اوكرانيا بمثابة ساحة لمعرفة مدى قدرة وفاعلية الاسلحة التي بدت تتدفق عليها من كل حدب وصوب، والملفت للنظر عندما اشتدت الازمة وبشر الرئيس بايدن بتاريخ حدوث الحرب لم نرى سخاء اوربي كما نرى اليوم حيث كثير من الدول اعلنت عن تبرعاتها باسلحة نوعية كأنه مزاد دولي ومنها المانيا وايطاليا وفرنسا وفنلندا وكندا وزحل والمريخ وعطارد والجميع يريد اختبار اسلحته على الارض الاوكرانية لكي يقال ان تلك الاسلحة غيرت موازين القوى او أخرت الاحتلال الروسي من اجل تسويقها للعالم في الحروب القادمة التي تصنعها امريكا وحلفائها لاسباب معروفة .. بمعني ان هذا السخي في تدفق الاسلحة احد اغراضه تصب في خانة الحملة الدعائية لتسويق تلك المنتوجات من الاسلحة على حساب دماء الشعوب الامنة من اجل معرفة من هي الاكثر فتكاً لتكون الاكثر مبيعاً في اسواق النخاسة بعد ان ماتت النخوة والانسانية في ضمائرهم دون الاخذ بنظر الاعتبار مدى تطور تلك الحروب والانزلاق الى حرب كونية يمكن ان تدمر البشرية .. مما يعني ان ساحات الحروب سواء في مختلف بقاء العالم او في اوكرانيا ليست الا فرصة لاختبار الاسلحة التي تنتجها شركات تجارة الحروب من غير وازع ضمير لتحريك الاسواق الراكدة بعد جائحة كرونا من اجل زيادة المبيعات على حساب دماء الشعوب الامنة .
696