انتظر الناس الفرج بفارغ الصبر،
سكان محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى وحزام بغداد وأطراف كركوك، وكان الأمل ان تستعيد هذه المناطق عافيتها باندحار تنظيمات داعش وعودة الأوضاع الى طبيعتها لكن ذلك لم يحصل، وتحمل الناس الدمار والخراب والفوضى، أما قصة الاستهداف فلم تنتهي، إذ تعمد القائمون على العمليات والمسؤولون عنها إبقاء الجرح نازف والازمة قائمة وحالة عدم الاستقرار متواصلة وإلا لماذا جرى تفريق العائلة الواحدة وهي هاربة مذعورة تلتمس الملاذ الآمن!!! وبذريعة التدقيق على الأسماء تم عزل آلاف الرجال وتحويلهم الى مسارات خاصة انتهت الى المجهول!!! وحتى اللحظة لم يعد من هؤلاء الضحايا المختطفين أحد، حيث تلاشى أثر الآلاف ومنذ سنوات لا أحد يعرف الى أين إنتهى مصيرهم! هل لازالوا على قيد الحياة ام تم إعدامهم خارج سلطة القانون، يلوذ الجميع بالصمت!!! ميليشيات واجهزة أمنية حكومية، وهم بالتأكيد على دراية بالحدث وبإماكن احتجاز الأبرياء، لكن لا يجرأ أحد على الحديث، استجابة لتوجيه مركزي صدر من الجهة التي أمرت بخطف هؤلاء الرجال!! ويبدو بات من العرف بين هذه الأطراف ان تتكتم على الجرائم طالما كان المستهدف منها سكان المحافظات المشار اليها، وهذا التقليد ليس جديدا بل لمسناه حتى في ذروة القتل الطائفي على الهوية.
وبعد مرور سنوات، وبعد انقطاع الأخبار وتستر رؤساء الحكومات المتعاقبة جاء الى السلطة من وعد بفرض القانون، إيقاف التجاوزات، معالجة فوضى السلاح، ملاحقة قتلة المتظاهرين، اجراءات تتمحور حول تكريس العدالة وفرض سلطة الدولة على الجميع، وهو مايستدعي فتح ملفات حساسة بقيت عالقة على مدى سنوات، من بينها ملف المغيبين قسريا.
هناك دوافع خبيثة وراء خطف ابرياء وتغييبهم لمجرد أنهم أتباع مذهب آخر، والقضية طائفية بإمتياز، لكن الدافع الرئيسي هو إدامة استقرار هش والإبقاء على حالة الاحتقان والتذمر قائمة في محافظات معينة وهي أفضل بيئة يمكن ان توفر الظرف المناسب لإحياء التطرّف والارهاب كلما نشأت حاجة لذلك، بعد ان لم يعد خافيا على أحد ان الاٍرهاب في العراق بات مجرد ظاهرة تنشط وتختفي وفق حاجة جهات توظف الاٍرهاب لأهدافها وغاياتها. وليس من باب التخمين بل من باب اليقين أن الإبقاء على ملف المغيبين معلقاً يندرج في إطار هذا التفسير.
من دون شك فإن وعود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبرنامجه الحكومي بات على المحك فهل سيصدق؟؟؟ ام تراه يمضي على نهج من سبقه، هو مخير بين النجاح ولن يتحقق إلا بالانحياز للعدالة وسلطة الدولة اوالفشل أي الإبقاء على الأوضاع المأساوية كما هي والاكتفاء بمعالجة ملفات هامشية لا تغني ولا تسمن من جوع، هو سيدخل التأريخ حتماً لو أقرن وعوده البراقة بشجاعة في التنفيذ، بعزم وتصميم وإرادة فولاذية… لكن هل سيفعل؟ لا احد يعلم… وأياً كان خياره فإن مطالب الملايين من العراقيين ومعهم الملايين من الشرفاء في العالم وهي تنطلق من آهات الأمهات الثكالى وأنين الأبناء، ودموع الزوجات، إن هذه المطالَب سوف لن تتراجع او تتلاشى بل سوف تتصاعد بمرور الوقت حتى يتحرر المختطفون والمغيبون….. حيث تقتضي العدالة.
810
تعليق واحد