إن للدم العاري فوهة أوسع بكثير من فوهات السيوف, وها نحن نضع أيدينا على النتيجة الأولى التي حققتها ثورة أكتوبر العراقية الخالدة. إن أعمى البصيرة هو الذي لن يكون بإمكانه قراءة الدرس الأول لتلك الثورة.
.
إن أبناء الحسين لم يخرجوا هذه المرة لكي يحتفلوا بذكرى إستشهاد جدهم بالطريقة التقليدية التي وضعتها لهم دوائر اليأس والتيئيس والخنوع: لطاميين طبارين مُزّنجلين. لقد صار بإمكانهم الآن أن يقولوا للمدرسة الصفوية والشيرازية التي سرقت المعنى الحقيقي للإستشهاد الحسيني: ها نحن نسترجع منكم حسيننا بنسخته العراقية النقية الصافية إلا من قيم الإستشهاد والثورة ونعطيكم حسينكم بنسخته الفارسية المشوهة بكل ما تحمله وما تستهدفه من قيم قهر الذات العراقية والإنتقام منها.
ها نحن نعطيكم حُسينكم الصفوي الشيرازي القُمي المشهدي الخرساني ونستعيد حُسيننا العراقي البصري الكربلائي النجفي البغدادي الذي قاري الأنباري الموصلي.
ولسنا في هذا قوميون عنصريون متعصبون وإنما نحن نريد أن ندرأ عن عراقنا وأنفسنا خطر تعصبكم الفارسي الأعمى, فإن لم تشأوا أن يكون بيننا وبينكم جبل من إحترام الذات وإحترام الهوية وإحترام السيادة فليكن بيننا وبينكم جبل النار إذن.
خذوا حسينكم. إستبدلوا إسمه بإسم آخر, فليكن إسمه خامئني او فليكن إسمه خميني أو فليكن إسمه سليماني أو حتى حتى فليكن إسمه فالح الفياض.
لكن دعوا لنا حسيننا الذي إختار إلا أن يكرم العراق بدمه الزكي.
إن إبن علي إبن أبي طالب لن يكون بعد اليوم مدعاة للبكاء وجلد الذات وإنما سيكون منذ الفاتح من أوكتوبر العظيم مدعاة للعز والفخر والكرامة.
وسأقول لكل من يقول أن هذه الثورة قد فشلت في تحقيق مرادها : يكفي هذه الثورة نجاحا أنها كتبت بالدم وبألوان العلم العراقي عبارة تقول : الأرض بتتكلم عراقي .. الأرض .. الأرض.