الحقد الدفين

آثار العراق تسرق وتدمر

للحقد معانٍ كثيرة ، منها أنه الضغن
والانطواء على البغضاء ، وحفظ الكراهية
والعداوة في القلب والتربص بفرصتها.
وهذا لا ينطبق على الأفراد فحسب وإنما على الامم ايضا ، فهنالك أمم تكن الحقد والبغضاء لأمم أخرى ، وتحفظ في ذاكرتها
الكراهية لها وتتحين الفرص للانقضاض عليها وتدميرها وتدمير حضارتها …
كما يكن الفرس الحقد الدفين على الامة العربية والإسلامية ، رغم إدعائها بالإسلام


والامة الحاقدة تنتظر الفرصة المناسبة لتستطيع الانتقام من الامة التي تحقد عليها.. وها هي أمريكا والكيان الصهيوني
قد هيأتا الفرصة لإيران الملالي للانتقام من العراق وشعبه وسلمت العراق الى ايران لصب جام حقدهم على حراس البوابة الشرقية للأمة العربية .. ( ومن المعلوم حتى نتخلص من الحقد لا بد من معالجة اسبابه ) .. ولكن مع الاسف هنالك أمم كالفرس تحمل الضغينة والكراهية ، ولديها عقدة النقص أتجاه امتنا العربية ، والتي من غير الممكن معالجة اسبابه ، كوّن هذا الحقد الدفين أسبابه تاريخية وقومية ، ولا زال مستمرا الى يومنا هذا …

مقالات ذات صلة

فالفرس لايستطيعون على الاطلاق التخلص من هذا الحقد المتراكم عبر الازمنة اتجاه العرب والإسلام الحقيقي
فهم يحملون الضغينة ، أي الحقد الشديد ، والمصحوب بالعداوة ، وهو الحقد الكامن في الصدر ، فهم يضمرون
الشر بالامة العربية ، وعلينا توقعه في كل وقت …


أن تنظيم الاخوان المسلمين ، وافكاره المدمرة للفكر الإنساني المتحضر ، وكذلك نظام الملالي في ايران ، وأذرعه الفارسية المجرمة ، وما يحملونه من أفكار فاشية عنصرية مدمرة ، كلاهما يعتنقون افكارا إقصائية متطرفة ، دينيا وحضاريا ، وكلاهما وجهان لعملة واحدة ، فالقتل والكراهية والحقد والاقصاء عندهم ، هو نتاج صراع حضاري تاريخي متراكم .. فعالمنا اليوم وصل الى ماهو عليه من الحقد والكراهية المبنية على العنصرية وعلى جميع انواع البشر ..

فالمتطرفون دينيا ومذهبيا ، يقتاتون على القتل وسفك الدماء من أجل تعميق الخلافات بين الشعوب ، والشعب الواحد.
ويتعمدون على تدمير الحضارة وخاصة في ما يتعلق بحضارة العرب والمسلمين
حتى يعيدونا الى الوراء ويبعدوننا عن التقدم ، ويعملون على قتلنا وتدمير بلداننا وتهجيرنا تدريجيا …


هذا هو الحقد الدفين بعينه .. أنهم حاقدون على امتنا العربية وعلى تاريخنا المجيد وعل اسلامنا .. لذلك يعملون وبكل الوسائل على تدمير أي أثر ما يشير الى ذلك .. أنظروا ماذا فعلوا في العراق ولبنان وسوريا واليمن وفِي عموم المنطقة العربية .. وكيف مارسوا أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي على وجه الخصوص ( وبدعم من الكيان الصهيوني وأمريكا ) .. من قتل على الهوية وتهجير وتغيير ديموغرافية العراق على أساس طائفي وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وقتل العلماء والطيارين واساتذة الجامعات والأطباء وكل من يعارضهم
وبأساليب بشعة ، فضلا عن قمع الحريات وإسكات الصحفيين او قتلهم ، والاعتقالات وقتل المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي ، وسرقة أموال الشعب وتدمير الاقتصاد العراقي ، ومارسوا الفساد بكل اشكاله وتدمير النسيج العقائدي للعراق وشعبه الابي ..


والذي جعلني اكتب هذا المقال هو ما سمعته من وسائل الاعلام وتابعت قيام الجماعات المسلحة الموالية لإيران بحملة تخريب ونهب آثار مدينتي نينوى وذي قار ، حيث قامت جرافات حكومية أعمال تجريف لسور نينوى الاشوري الذي عمره تجاوز (٢٦٠٠) عام وهو يعود الى عام (٦١٢) قبل الميلاد ، ويقومون بسرقة آثار مدينة نينوى التي لا تقدر بثمن ، وكذلك الشيء نفسه في مدينة أور التاريخية في محافظة ذي قار ..


إن سرقة آثار العراق وتدميرها ، عمل مشين وإجرامي وعمل متخلف ولا انساني
لان هذه الاثار ملك الانسانية كلها ، والهدف هو طمس تاريخ العراق وحضارته العريقة والتي تعتبر من أهم واقدم الحضارات في العالم ( من سومر ، وبابل ، وآشور ) وان استهداف حضارة العراق وسرقة آثاره ، وكما فعلت داعش من قبلهم ، يدلل على عمق الحقد والكراهية التي تكنه هذه القوى الظلامية اتجاه العراق والامة العربية .. ومع الاسف يفعلون كل ذلك أمام مرأى ومسمع (امريكا والكيان الصهيوني واوربا والعالم وكذلك الامم المتحدة ومؤسساتها المعنية بالتراث ) ولن يتحرك احدا منهم لإنقاذ هذه الاثار من عبث المليشيات الإيرانية .. وحتى الحكومة العراقية البائسة لم تقم باي فعل اتجاه حماية هذه الاثار …


أيها العراقيون ، انتم اصحاب الحضارات الاولى ، وأنتم احفاد وورثة تلك الحقب الزمنية العظيمة ( السومرية ، والبابلية ، والآشورية ) .. مهما تفعل القوى الظلامية الغاشمة من قتل وتدمير ونهب وسرقة آثار العراق .. سيبقى العراق شامخا ابيا ، وستبقى حضاراته الاولى شاخصة للعالم .. وسوف لن تتمكن قوى الشر من طمسها …
هذا هو الحقد الدفين المتراكم تاريخيا. لدى أعداء العراق والامة العربية والمتمثل بحلف الشر امريكا والكيان الصهيوني وإيران الملالي .


إن ما يمر به العراق من مآسي قل مثيلها في تاريخ البشرية ، لا بد من موقف موحد للشعب العراقي وقواه الوطنية اتجاه دعم ثورة تشرين البطلة ، يشارك فيها جميع أبناء الشعب العراقي حتى تحرير العراق من هذه العملية السياسية الفاسدة التي جاء بها المحتلون ، من أجل الحفاظ على العراق وثرواته وآثاره .. وطرد الغرباء والدخلاء والعملاء شر طردة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى