الحكمة في موت خالد بن الوليد على فراش المرض

رمضانيات

اليوم ذكرى وفاة الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه سيف الله المسلول كما وصفه الرسول الامين محمد بن عبد الله (صلى) حيث وافته المنية في 18 رمضان عام 21 للهجرة.
يعتبر خالد بن الوليد رضي الله عنه من أجلّ الصحابة وأبرعهم وأشجعهم، فهو سيف الله المسلول الذي لم يُقهر في جاهلية ولا في إسلام، وأبوه الوليد بن المغيرة سيِّد قريش في عصره، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين.
أسلم خالد بن الوليد بعد الحديبية في العام الثامن الهجري، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة بعدما قاتل قتالاً شديدًا لم يُرَ مثله أحد، وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم في وصفه المعركة : “أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيفٌ من سيوف الله، ففتح الله على يديه”. ومن يومئذٍ سُمِّي “سيف الله”، وشهد خالد معارك عديده منها خيبر وحنين، وفتح مكة وأبلى بلاءً حسنًا في قتال الروم بالشام وافتتح دمشق، وقد اختاره أبو بكر الصديق رضي الله عنه في قتال أهل الردة، وقد قال عنه الصديق : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله”. كما برع خالد في قتال الفرس في العراق وهو الذي قتل هرمز في معركة ذات السلاسل لذلك دهاقنة الفرس يبغضونه ويلعنوه كبقية الصحابة رضي الله عنهم وينسجون حوله القص والروايات الكاذبة لهذا كانوا يروّجون ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزله عن قيادة الجيش بعدما الصقوا به التهم الباطلة ولكن في حقيقة الامر ان سبب عزله هو ان سيدنا عمر رضي الله عنه كان يخشى فتنة المسلمين في خالد بعد انبهارهم بانتصاراته بانه لولا خالد لما انتصر المسلمين في كل المعارك التي قاد فيها الجيش يعني لو قتل او مات خالد لن تقوم قيامة للمسلمين ولن تعلى راية الاسلام لذلك اراد سيدنا عمر ان يثبت ان النصر من عند الله وخالد ليس الا سبب بأذن الله، لذلك عندما تولى عبيدة قيادة الجيش بدلاً من خالد انتصر المسلمين بارادة الله من دون خالد وكان هذا هو السبب الارجح في عزلة لكي لا يفتن المسلمين في انتصاراته بالاضافة الى الاسباب المنهجية التي تتعلق في سياسة سيدنا عمر اتجاه الولاة عند توليه الخلافة بعد ابو بكر الصديق رضي الله عنهما. وعند وفاة خالد حزن عليه عمر والمسلمين حزنًا شديدًا، حتى قال عمر رضي الله عنه للرجل الذي طلب منه أن ينهى نساء قريش عن البكاء فقال: “وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان وقد جعل رضي الله عنه سلاحه وفرسه في سبيل الله” .. وقد روي عن رسول الله صل الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثًا عن خالد بن الوليد رضي الله عنه وقد ثبت ذلك في صحيح البخاري.
ولما حضرته المنية قال: “لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية رمح، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء وما لي من عمل أرجى من لا إله إلا الله.
وفي الثامن عشر من رمضان من عام 21 هـ توفي خالد رضي الله عنه، وان وفاته على فراش المرض كانت عبرة عظيمة من الله سبحانه وتعالى أي لو قتل ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ فسوف يقال ﺳﻘﻂ او ثلم ( أي هزم ) ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠّﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ وهذا ما سيترك اثر كبير على نفوس السلمين فضلاً عن شماته اعداء الاسلام في وصف رسول الله له بسيف الاسلام الذي سقط في ارض المعركة ولم يعد للاسلام سيف او راية، لذلك من حكمة الله لم ﻳُﻘﺘَﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺴﻴﻒ ﻗﺎﺋﺪ، ﻭﻻ ﺑﺮﻣﺢ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﺤﺎﺭﺏ، ﻭﻻ ﺑﺴﻬﻢ ﻏﺎﺩﺭ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ، ﻣﻘﺒﻼ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺑﺮ ﻣﻘﺘﺤﻤﺎ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻻ ﻳﺤﺴﺐ ﺣﺴﺎﺑﺎً ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﺑﻤﻦ ﻳﻮﺍﺟﻪ. وتلك هي حكمة الله في موت ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ فراش المرض .. رحم الله خالد وجزاه الله خيراً عن المسلمين على ما قدمه من شمائل في اعلاء راية الاسلام ..

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى