الخاسرون في سوريا والعراق ينتقمون من إيران

دعت وزارة الخارجية الإيرانية المواطن الإيرانيين وزوار العتبات إلى الامتناع عن السفر إلى العراق، بسبب الاضطرابات الأخيرة ، ووفقا لبيان وزارة الخارجية الإيرانية الذي قامت  وسائل الإعلام الإيرانية المختلفة بنشره : “في الوقت الذي نعيد فيه تقديرنا لحسن ضيافة الحكومة العراقية، وشعب العراق الشقيق، أثناء زيارة أربعينية  الحسين ، فإننا ندعو المواطنين  وزوار العتبات إلى تأجيل سفرهم إلى العراق حتى إشعار آخر، بسبب الاضطرابات الأخيرة”.

الأحداث والتطورات توالت ،على أثر  قيام  متظاهرين عراقيين برفع  شعارات ضد النفوذ الإيراني  ، ومنها: “إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة” في مدن عراقية مثل بغداد وكربلاء،  كما  قام مجهولون  بقتل عناصر بارزة من تنظيم “عصائب أهل الحق” المقرب لإيران،  وقام متظاهرون في الوقت نفسه برفع العلم العراقي على القنصلية الإيرانية، وعلى أثر ذلك

علّق أمير مسعود حسينيان، القنصل الإيراني  العام في كربلاء حيث أشار إلى الاحتجاجات قائلاً: “بعض الجماعات، مثل البعثيين  والدول الأجنبية، تسللت وسط المظاهرات”. يشار إلى أنه في وقت سابق، نُشرت تقارير عن وجود متظاهرين عراقي في موقع القنصلیة ورفع العلم العراقي عليها. كما حاول المتظاهرون العراقيون في الأيام الأخيرة الوصول إلى “المنطقة الخضراء” في بغداد، حيث توجد المقار  الحكومية والسفارات.

بدوره أكد عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إلی أن  طهران “وضعت قدراتها وامكاناتها ، تحت تصرف الحكومة العراقية ، أما المرشد خامنئي فقد وصف على  صفحة على “تويتر” “الاحتجاجات العراقية”، بأنها  أعمال تخريب من عمل أعداء كانوا يسعون إلی بث الفرقة”، وأضاف : “لكنهم فشلوا، ولن یکون لمؤامراتهم أي تأثیر”. كما وصف  وزیر الخارجیة الإيراني ، محمد جواد ظريف، على صفحته في تويتر مهاجمة القنصلية الإيراني بالتخريب مضيفاً : “لقد حاول البعض استغلال هذه المخاوف، وهم أقلية صغير ً ة جدا، ولا يمثلون الشعب العراقي .

بدورها كتبت صحيفة “كيهان” المقربة للمرشد خامنئي، على  صدر صفحتها الأولى، عنوانًا لتقريرها عن المظاهرات في العراق ولبنان، يقول: “خاسروا  الحرب في سوريا ينتقمون في لبنان والعراق”. دون أن تشير الصحيفة المتشددة إلى الجهات التي وصفتها بـ”الخاسرين”، وعلاقتهم بالمظاهرات ، وأنها  انطلقت لأسباب اقتصادية  فقط ،  واصفة عشرات الضحايا اللذين سقطوا بالمخربين .

التحليلات الصحفية الإيرانية اعتبرت أن الحكومة  العراقية باتت  في ورطة، وأنها  غير قادرة على تحدي أو وقف هذه الاحتجاجات  ، مطالبة بالتصعيد وممارسة القوة ضد خصومها / وطالبت مليشياتها ووكلائها   بالتصرف بشكل مستقل عن الحكومة، ومطالبة الحكومة العراقية بحظر وسائل التواصل بالإنترنت .

واتهام  نائب مدیر مكتب مكافحة الإرهاب في العراق، عبد الوهاب الساعدي الذي تم إقالته بتحمل جزء من المسؤولية في إثارة هذه الموجة من الاحتجاجات ، كما  أثار رفع المتظاهرون شعارات ضد تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق، ودعم الأحزاب السياسية والجماعات المسلحة المسئولة عن الفساد ، غضب الإعلام الإيراني المحسوب على الجناح المحافظ  ، معتبرة أن طهران لاعلاقة لها بفساد وإهدار المال العام العراقي ، وأن من تولى المسئولية والحكم هو الذي يتحمل ذلك .

محذرة من  تصاعد واستمرار هذه  الاحتجاجات، وأنه لا بد من  تهدئة الشارع ، والإسراع في حل مشاکل العراق الاقتصادية  ، وتعزيز التعاون بين  الفصائل السياسية ، وهذا الأمر  يتطلب جملة من الإصلاحات وتغيير الطريقة التي تدار بها السياسة والتي قد تسهم في  تهدئة التوترات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى