دخول القوات التركية إلى شمال شرقي سوريا وتخلي أمريكا عن الأكراد بعد ورطتهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل وخلقت بينهم وبين العرب ضغائن واحقاد لن تزيلهما السياسات الخرقاء للزعامات الكردية، هو درس بليغ للأكراد أن يتوقفوا عن مراهانتهم الخائبة على القوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة، بل عليهم نبذ كل ما صنعوه من كوارث المباشرة بحل مشاكلهم مع الدول التي ينتمون إليها.
ولكن للأسف إن أكراد العراق نسوا درس عام ١٩٧٥ فكرروا استفتاءهم الخائب وتحولوا إلى دولة داخل الدولة وتعالوا مع العراقيبن بفوقية فمنعوا تدريس اللفة العربية وذهبوا في وهمهم بعيدا وفرضوا على العراقيين الراغبين بزيارة شمالي وطنهم قيودا وكأنهم يسافرون من بلد إلى آخر وفرضت عليهم الحصول على كفيل ضامن لغرض اجتياز سيطراتهم.
وها هم يكررون خطاءهم في سوريا بوهم الدولة الكردية.
إن تخلي أمريكا عن أكراد سوريا بعد أن ورطتهم في نزاع مسلح معها ومع السكان الذين هم السكان الاصليون في المناطق التي سعوا إلى تكريدها فاستعدوا سكانها عليهم واطمئنوا إلى وعود واشنطن الجوفاء.
بعد تخلي أمريكا عن الأكراد على العرب أخذ هذا الدرس بنظر الاعتبار فأمريكا ستتخلى عنهم أسرع مما تخلت عن الأكراد.
على العرب تفعيل مفهوم الأمن القومي العربي قبل كل شيء وكذلك تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك.
إن الأمن الذاتي هو الضمانة الوحيدة التي تحقق للعرب وخاصة دول الخليج العربي التفوق في مواجهة العدو الايراني ومشروعه التوسعي العدواني.
على العرب الاعتماد على آلله وعلى انفسهم ولا يطمئنوا إلى وعود أمريكا لأن من يعتمد على أمريكا سينام بلا غطاء.
ودول الخليج العربي حباها الله بثروة عظيمة وليست بحاجة إلى ضمانات طرف دولي لا يمكن أن يلتزم بتعهداته والتجارب أمامكم ماثلة فهل من مدكر؟
879