بعثت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا رسالة للأمين العام للأمم المتحدة تؤكد فيها أن البرنامج الصاروخي الإيراني يتناقض والقرار الدولي الصادر عن الأمم المتحدة، وتم الإشارة في هذه الرسالة ست مرات إلى الجهود الإيرانية الرامية لإطلاق قمر صناعي بعيد إلى الفضاء الخارجي ، حيث يمكن لها من خلال الصاروخ “سفير”، حمل رؤوس نووية. كما قالت الدول الثلاثة أن الصاروخ “دزفول”، ارض ارض يمكن له حمل رؤوس نووية كذلك ، إلى جانب امكانية ان يكون الصاروخ “خرم شهر”، لديه القدرة الفعلية أيضاً على التحول إلى صاروخ يمكن له حمل رؤوس نووية، كما وطالبت الدول الثلاث من الأمم المتحدة إعداد تقرير خاص بالأنشطة الصاروخية الإيرانية.

السؤال المهم والمحوري ما الذي تغيير في برنامج الصواريخ الإيرانية لتتوصل البلدان الثلاثة الآن “فرنسا وبريطانيا والمانيا” إلى نتيجة مفادها أنه ينبغي إرسال الرسالة إلى الأمم المتحدة حول خطورة البرنامج الصاروخي الإيراني ؟ وما هو الشيء الذي تطور في النهج الأوروبي تجاه إيران .
من المؤكد أن هذه الرسالة وموقف كل من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا تعتبر حقًا نقطة تحول تجاه برامج الصواريخ الإيرانية ، لهذا السبب يجب ألا ننسى أنه على الرغم من إصرار أوروبا للحفاظ على البرنامج النووي خلال العامين الماضيين، مرارا وتكرارا، حيث أعرب العديد من المسئولين الأوروبيين، وخاصة فرنسا، التي عبرت عن قلقها البالغ بشأن أنشطة الصواريخ الإيرانية، وخلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، التي شهدت المزيد من أنشطة الصواريخ الإيرانية، شهدنا عدة عمليات إطلاق صواريخ مختلفة، بلا شك إن مخاوف الأوروبيين زادت تجاه برامج الصواريخ الإيرانية. لكن إذا أردنا أن ننظر إلى هذا في السياق القانوني، فمن غير المرجح على الأقل في الوضع الحالي أن يغير هذا الاقتراح إلى الأمم المتحدة شيئا، مع الأخذ في الاعتبار موقف روسيا والصين، فمن غير المرجح أن يوافق مجلس الأمن على أي قرار جديد في ظل الفيتو الروسي الصيني. لكن اللافت ما تم ذكره في هذه الرسالة من أن برنامج الصواريخ الإيراني يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة. الآن في حال وجدت الأمم المتحدة في تحقيقها أن إيران قد انتهكت قرارات الأمم المتحدة، ماذا ستكون تداعيات هذا الأمر بالنسبة لإيران؟ .

من جانبها ذكرت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا وخلال الأشهر الأخيرة أن إيران لم تنتهك الاتفاق النووي ، لكن بات لديها الكثير من الحقائق حول الانتهاكات الإيرانية خاصة في الموضوع الصاروخي الإيراني الذي بات يشكل تهديداً متزايداً للأمن الإقليمي والعالمي ، و في حال وجدت الأمم المتحدة أية دلائل تثبت بأن طهران تنتهك فعليًا التزاماتها، فسوف يتم المضي من جانب الدول الأوروبية الثلاث في بلورة قرار جديد لإدانة إيران ، لكن من غير المحتمل أن تستطيع الأمم المتحدة أو مجلس الأمن إصدار أي قرار جديد ضد إيران بسبب الموقف الروسي والصيني ، لكنه و بلا شك يمكن أن يكون له تأثير قوي وفاعل على العلاقة بين إيران وأوروبا، حيث بات الموقف الأوروبي قريب جدًا وبشكل كبير من موقف الولايات المتحدة ؛ مما سيسهم في زيادة الضغوط الداخلية والخارجية على إيران ، ومن الممكن أن يؤثر بشكل فاعل على آلية التعامل المالي الأوروبي مع طهران .

في الوقت الذي زادت فيه وتيرة التصعيد ضد إيران ، حيث قال “براين هوك”، رئيس مجموعة العمل ضد إيران إن ثلاث دول من أصل ثماني دول، بما فيها تلك التي أقرتها الولايات المتحدة، وصل استيراد نفطها من إيران إلى الصفر، مما سيسهم في زيادة حدة تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، قائلاً إن الولايات المتحدة لا تنوي اتخاذ قرار استثنائي بالنسبة لمشتري النفط من إيران، حيث تكافح واشنطن من أجل وقف صادرات النفط الإيرانية، في الوقت الذي يواصل فيه ساسة إيران ممارسة سياسة الإنكار من خلال الترويج بفشل العقوبات الأميركية ، لم يشر “بريان هوك” إلى الدول الثلاث التي توقفت عن استيراد النفط ، لكن الدول الثماني التي كان من المقرر إعفاؤها من العقوبات بحلول الثاني من نوفمبر هي تركيا والصين والهند وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان وإيطاليا واليونان ، لكن التسريبات الإعلامية تشي بإزالة اليونان وإيطاليا وتايوان من قائمة الإعفاءات وتصاريح الإصدار لخمس دول أخرى بمعدل مليون برميل يوميًا. وتحدث رئيس مجموعة العمل ضد إيران عن تأثير العقوبات، وهذا يعني خسارة طهران لمبلغ 30 مليون دولار في اليوم ، أي ما يقارب مليار دولار شهرياً.
من المؤكد أن وتيرة التصعيد الدولي ضد إيران باتت في تصاعد مستمر مما ينذر بتسريع خطوات الدولة والثورة الإيرانية نحو الهاوية خصوصاً مع توقع التصعيد بين الدول الأوروبية وطهران .