السعودية وتركيا وايران وشرق اوسط جديد

الحراك العراقي

ايهم السامرائي

عيد فطر مبارك على كل العراقيين واعاده الله علينا جميعاً والعراق مستقل عن جميع التدخلات الخارجيه الجيرانيه او البعيدة، سيد في قراراته قوي ومحترم دولياً وتهابه الدول المحيطة به والبعيدة. أعاده ونحن وطن واحد وشعب واحد لا يفرقنا دين او مذهب او سياسة، ولا ترشدنا او تقودنا عمامة سوداء او بيضاء او اسلام سياسي اصفر او اسود ولا ذيل او عميل. أعاده الله ونحن كتلة واحدة متراصة ضد اعداء الوطن ايرانيين كانوا او غيرهم. أعاده الله وقد زالت الغمه وعاد العراق قوي في شعبه وارضه واقتصاده، اعاده وكل شباب تشرين من الشمال الى الجنوب متوحدين ضد عدوهم المشترك الذي دمر البلاد والعباد باسم الدين والمذهب والأئمة والمرجع، أمين والله سميع مجيد.

امريكا والغرب دخلوا الشرق الاوسط وبقوة عسكرية كبيرة في عام ٢٠٠٣ بعد احتلالهم العراق وتصفية اقوى نظام عربي وقتل رئيسه الاسير المرحوم صدام حسين، ودعمت ثورات الربيع العربي واضعفت القوي حتى ولو كان جيداً لشعبه واعطت الدعم والقوة للجاهل حتى ولو كان مريضاً حاقداً معادياً لشعبه. كان جل اهتمامهم هو مصلحتهم في السيطرة على مراكز الاقتصاد والنفط والغاز في الشرق الاوسط واعادة ترتيب انظمتها على اساس الاقرب في السمع والطاعة وبدون الاكتراث لحقوق الانسان التي تتبجح بها كثيراً.
دمر النظام القديم في الشرق الاوسط المعتمد على رجالات القرية الذي رغم وطنيتهم واخلاصهم لاوطانهم ولكنهم كانوا قصيري النظر بالسياسة الدولية وتقدير قوة الاخر ومقدار ردة فعله على بلدانهم. هذه العقلية التي جاء بها الضباط القادمين من القرى وبقصر نظرهم ومحدودية مداركهم جروا بلدانهم الى كوارث كثيرة ادت بالنهاية الى خلق المناخ والحجج الواهية من قبل الغرب الاستعماري لتدميرهم جميعاً والتي بسبها سقط النظام العراقي والسوري واللبناني واليمني والمصري والليبي والتونسي ولم ينهض ويعود الى وعيه ويحظي باستقلاله الا مصر وتونس لحد هذا اليوم.

ايران ورغم عقلية القرية المتدينة الحاقدة التي تتحكم بها استغلت الفراغ الهائل الذي ولد من خلال هذه الضربة المحطمة التي قادتها امريكا والغرب ضد المنطقة العربية فقط من الشرق الاوسط، وسيطرة على اربع دول بسهولة مستغلة عدم الوعي وضياع الدولة والامن وتدمير الجيش لهذه الدول بعد فقدان قائدها القروي الشجاع الموحد الوطني الجاهل دولياً، وسرقت كل ما تستطيع من هذه الدول وكأنها غنيمة حرب لم تشترك بها اساساً ( الضباع عاداً تهجم على الفريسة بعد ان يصيدها الاسد او النمر ويأكل منها كفايته ثم يترك ما تبقى منها كعظام للضباع ليأكلوا) وجيشت ذيولها القرويين الجهلة والحاقدين ايضاً مثلها ليس لهم بعد في الرؤية لمًا يجري لهم او ما سيجري لهم بل استبدلوها بقائدهم القروي الذي فقدوه، لانهم اساساً فاقدي القيادة ولا يهمهم الوطن ما دامت قريتهم وعائلاتهم بسلام.

تركيا على العكس وبعد ٨٠ سنة (١٩٢٣-٢٠٠٣)من الحكم الجمهوري المستقر المتمدن والمتعطش للعلم والمعرفة عملوا فيه بجد واخلاص ووطنية لبناء دولتهم التي دمرها الغرب في الحرب العالمية الاولى في القرن الماضي. تركيا في بداية هذا القرن بدأت تظهر قوتها الاقتصادية والعسكرية واصبحت من دول العشرين الصناعية الغنية بالعالم وبدأت تصنع معظم احتياجتها الحياتية والعسكرية داخل تركيا، واستغلت عمقها التاريخي لتوحيد شعبها بقياده حكيمة مدنية غير قروية التفكير و بدأت تتحرك إقليميًا ودولياً خارج حدودها وبهدوء لتثبيت بصمتها في كل المناطق التي كانت جزء من ارثها وتاريخها.

تقارب تركيا وتطبيعها مع السعودية (القوية اليوم عسكرياً واقتصاديا نتيجة استقرارها السياسي الذي تجاوز ال ٨٠ عاماً ايضاً قضتها في بناء أمتن بنى تحتية وقاعدة صناعية واعدة، مع علاقات دبلوماسية رصينة مع كل دول العالم تقريباً ) هذه الايام وقبلها مع الامارات وقطر لهي خطوة ذكية جداً لانها بذلك تحاول ان مع السعودية ان يملئوا الفراغ الامريكي الذي ابتعد عن حلفائه الخليجين في عهد الرئيس بايدن. السعودية ردت بقوة على الطلب بايدن بعدم زيادة انتاج النفط الذي يؤذي مصالحها الوطنية رغم الالحاح الامريكي ورفضها الاصطفاف مع الغرب ضد روسيا لانها اكتشفت ان حلفاء الامس ليس حلفاء حقيقين بل حلفاء مصالح. التقارب السعودي التركي سيحمي المنطقة من كوارث كثيرة محتملة وقريبة وعلى دول الخليج ان يتوحدوا عسكرياً ويكونوا جيشاً نظامياً قوياً متنوع السلاح مع الاسراع بتصنيع سلاحها للرد على اعدائها. تركيا المتقدمة تكنولوجيًا وعسكرياً نجحت في تحركها الاخير في محاصرة ايران وحلفائها جيداً بعد نجاح تحالفها مع الافغان، ولتصبح اللاعب القوي بالمنطقة بدل ايران التخلف ذو الاطماع التوسعية بعقلية الجاهلية. على السعودية دور عربي كبير اذا ما اقتربت اكثر للعراقيين والسورين والاردنيين والمصريين في بناء قوة عسكرية ضاربة، واسلامية ببناء قوة مكملة عسكرية اسلامية بينها وتركيا وباكستان.

عودة الشيخ علي الحاتم ونيته في قيادة المنطقة الغربية والدفع في انشاء أقليم المنطقة الغربية الذي نادى به عندما كان بعيداً عن المنطقة لسنين طويلة لهو طموح كبير يتطلع له كل سكان المنطقة الغربية أيضاً وبمختلف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ليحكموا نفسهم وليبنوا مناطقهم المدمرة نتيجة حرب داعش الايرانية مع المليشيات الايرانية وليلملموا جروحهم ويعيدوا ترتيب نفسهم ومناطقهم ويعيدوا الحياة فيها ويبدون حركة الانتاج والتقدم. على الحاتم ورافع العيساوي التحرك لجمع شمل هذه المنطقة بكاملها وليس الانبار فقط وأن يتحركوا بعقلية مدنية متطورة بعيدة عن روح الانتقام والتصفيات، المنطقة تحتاج الى من يبنيها ويوحد صفوفها او يبتعد عن السياسة ويترك المجال لغيره. معرفتي الشخصية القريبة بالشيخ علي والدكتور رافع العيساوي يجعلني متفائلاً بهم كقائدين قادرين على النجاح في مهتهم والله الموفق.

الحرب الاوكرانية الروسية، حرب ستطول وستتوسع لتشمل دولًا اخرى قبل ان يصل الجميع الى قناعة ان لا غالب ولا مغلوب في هذه الحرب في النهاية. على العراق والمنطقة ان يبتعدوا في المشاركة بها لان كلا العدوين يستطيعون اذيتنا حتى ولو خرجوا منها ضعاف. مصلحتنا الان مع السلم العالمي والتهدئة بين الدول ليتسنى لنا الوقت لاعادة ترتيب نفسنا اقليمياً ودولياً وضمان سيادة دولنا وتحرير أنفسنا نحن العراقيين اولاً من ايران الملالي وذيولها الذين دمروا الارض والانسان بدل المشاركة بحرب خارجية بعيدة عنا ولا ناقة لنا فيها او جمل. حان وقت نهوضنا وتنظيف بيتنا قبل خراب الامور اكثر وتذكروا اذا ما عملتم باخلاص لابد ان يكون النجاح حليفكم واعلموا ان الله دائماً معنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى