المعروف ان امريكا اقوى دولة في العالم عسكريا و اقتصاديا و اعلاميا ولها تواجد و نفوذ واسع في قارات و دول عدة من خلال قواعدها البرية و البحرية والجوية و تحاول عدم فقدانها او اضعافها مع وجود دول تحاول منافستها كروسيا والصين، ومع امتلاك امريكا هذه القوة فإنها تقع احيانا في مطبات او مشاكل بسبب سياستها و نفوذها الواسع يستعصي عليها حلها كتدخلها في فيتنام و كوريا الشمالية، و مشكلتها في العراق و ما تعرضت له من خسائر مادية و بشرية بفعل المقاومة الوطنية العراقية الباسلة فلجأت الى إيران كمحاولة لاعتقادها اضعاف المقاومة العراقية مما دفع ايران استغلال وضع امريكا المرتبك و التغول من خلال احزابها و مليشياتها الطائفية حتى اصبحت تتصور انها ندا قويا لأمريكا ووضعتها في حالة حرجة للتجاوزات الايرانية على القواعد العسكرية الامريكية و تهديد واضح مستمر لمصالحها و لربما تهديد ( صوري) لابراز عضلاتها التي لاتقارن مع قوة امريكا، و مع تسارع حملات التصادم الاعلامي و تصاعد لهجة اللجوء الى الحرب بين الطرفين ولخلاص امريكا من مأزقها في العراق لجأت الى شريكها بريطانيا للتدخل في الشأن العراقي كرديف لها وتنفيذ سياستها ليس في العراق فقط و انما في المنطقة العربية على اعتبار ان بريطانيا لها تجربة كبيرة في العراق منذ الانتداب البريطاني و امتلاكها معلومات سياسية و اجتماعية فكان الخيار على ( الكاظمي) مع افتقاد هذا الرجل حضور او قدرة او امكانيات سياسية او ثقافية او اجتماعية لايمكن مقارنته بنوري سعيد او فاضل الجمالي بدهائهما السياسي ايام الحقبة الملكية قبل عام 1958م او ناجي طالب او عبد الرحمن البزاز ايام حكم عبد السلام و عبد الرحمن رحمهم الله جميعا.
ان تلويح (ترامب) ووزير خارجيته بومبيو والتصريح علنا بأستخدام العصا الغليظة ضد ايران و احزابها و مليشياتها في العراق و دخول بريطانيا على الساحة السياسية جعلها ترضخ لرئاسة (الكاظمي) مع عدم سماع تصريح او اشارة عن رفضهم له حيث جاء بأتفاق بريطاني امريكي و ترضية ايرانية مع غرق البارجة الحربية الايرانية (كنارك) بصاروخ كروز في بحر عمان ادى الى غرقها و وفاة طاقمها واعلان ايران انها اصيبت بنيران صديقة ؟؟ لتبرير استهدافها و لتفادي وقوع ضربة عسكرية امريكية حقيقية ماحقة عليها و لذيولها كأجراء تكتيكي مرحلي حتى ينجلي الموقف بين الطرفين… فالكاظمي امام امتحان بريطاني امريكي و املائاتهما السياسية و الاصلاحات التي وعدها للشعب العراقي بحصر سلاح المليشيات بيد الدولة وفيما اذ ستكون بالطرق السياسية ام العسكرية و تطهير وزارة الداخلية من ضباط الدمج و الفاسدين كما في لقاء وزير داخليته عند اجتماعه مع ضباط الوزارة و محاسبة سراق المال العام، والسؤال الذي يمكن طرحه ماهي امكانية الكاظمي لتحقيق ما وعد به، و هل هي تهدئة لكسب الوقت امام الشعب الثائر و قواه الوطنية في ساحات التحرير و المحافظات الاخرى و المطالبة بحقوقهم الانسانية و كيفية تعامله مع هذا الوضع؟؟ كل هذه الاشكاليات والملفات هل سيفشل كما فشل قبل سابقه (حيدر العبادي) الذي دعمته بريطانيا و بعض دول الخليج و تأملها بأنتهاجه سياسة مغايرة لما قبله (نوري المالكي) فالشعب العراقي يترقب كيفية ادارته للملف العراقي و من ورائه ساسة لندن ام سيتكرر الحال امتداد و استكمال نهج طائفي مدعوم امريكيا و ان اختلفت اساليب و طرق تنفيذه. فالرئاسة التي سيكون فيها (الكاظمي) فترة هدوء نسبي و حالة ضبابية الى ان تكون الصورة اكثر وضوحا مع استبعادنا من عدم حدوث اصطدام بينما تعهد به الكاظمي عند التنفيذ و الاحزاب الفاسدة و دخول ايران طرفا فيها حتى يحين لبريطانيا استبداله بشخص آخر يمتلك قدرات شخصية و سياسية و عسكرية اكثر إداء و لربما هيأته لمرحلة قادمة لتمرير سياستها مع امريكا بعد استنفاذ الكاظمي و احتمالية تلقيه ضربات ايرانية مع انه مواليا لها و لكن المنصب يكون اكثر اغراء وبهرجة تجعله يترك عمالته لإيران
768
تعليق واحد