شدد المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، الأربعاء، على ضرورة إعادة النازحين إلى مناطقهم والوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون، فيما أكد أن “الكتل السياسية اذا لم تغير من منهجها في التعاطي مع قضايا البلد فانه لن تكون هناك فرصة حقيقية لحل الازمات الراهنة”.
جاء ذلك خلال استقباله اليوم، ممثلة الأمم المتحدة الجديدة في العراق جینین ھینیس بلاسخارت، والتي عبرت خلال مؤتمر صحفي بعد زيارتها السيستاني، في النجف، عن سعادتها بلقاء المرجع الديني الاعلى، فيما اشارت الى انه اكد على ضرورة اعادة النازحين.
وأضافت بلاسخارت، قائلة “سعدنا بلقاء السيد السيستاني الذي يمثل صوت العقل والحكمة”، مبينة انه “اعرب عن امله ان يرى ملامح القوة في الحكومة لاسيما في مكافحة الفساد”.
وأوضحت أن “السيستاني شدد على ضرورة تحسين الخدمات، كما بين أن الصراع على المكتسبات بين السياسيين لن يسمح بالتقدم”.
وتابعت ان “السيستاني اكد على اهمية اعادة النازحين وإعادة اعمار المناطق المحررة والتي يجب ان تكون من اولوية الحكومة”، مشيرة إلى انه “شدد على اهمية الوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون ضد المجموعات او الأفراد ومتابعة الفاعلين من قبل الحكومة والقضاء”.
واكدت بلاسخارت ان “العراق يطمح بعلاقات مع جميع طالما تحترم سيادة العراق، ويرفض ان يكون محطة لالحاق الاذى بالآخرين”.
من جانبه ذكر مكتب السيستاني على الانترنت، في بيان اليوم، ان المرجع الديني استقبل قبل ظهر اليوم “جينين هينيس بلاسخارت” الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثتها في العراق، حيث رحب بجهود المنظمة الدولية في مساعدة العراقيين لتجاوز المشاكل التي يعاني منها البلد، متمنيا لها التوفيق في اداء مهمتها.
وأكد السيستاني أن “الحكومة العراقية الجديدة أمامها مهام كبيرة وينبغي ان تظهر ملامح التقدم والنجاح في عملها في وقت قريب وبالخصوص في ملف مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وتخفيف معاناة المواطنين ولا سيما في محافظة البصرة” مشددا على ان “الكتل السياسية اذا لم تغير من منهجها في التعاطي مع قضايا البلد فانه لن تكون هناك فرصة حقيقية لحل الازمات الراهنة”.
واوضح ان “العراقيين دفعوا ثمنا باهظا في دحر الارهاب الداعشي تمثل في اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والمعاقين وخراب مناطق واسعة من البلد وكلفة مالية هائلة، وهناك حاجة ماسة الى اعادة إعمار المناطق المتضررة بالحرب وارجاع النازحين اليها بعد القيام بتأهيلها، ويجب أن يكون هذا من اولويات الحكومة وهو مما يساهم في تقليل خطر تنامي الفكر المتطرف في هذه المناطق مرة اخرى”.
وأشار البيان إلى ان “السيستاني شدد أيضا على ضرورة تطبيق القانون على جميع المواطنين والمقيمين بلا استثناء وحصر السلاح بيد الحكومة والوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون ـ ومنها عمليات الاغتيال والخطف ـ ومحاسبة فاعليها بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية”.
واكد السيستاني خلال اللقاء، ان” العراق يطمح الى ان تكون له علاقات طيبة ومتوازنة مع جميع دول الجوار وسائر الحكومات المحبة للسلام على اساس المصالح المشتركة من دون التدخل في شؤونه الداخلية او المساس بسيادته واستقلاله، كما انه يرفض أن يكون محطة لتوجيه الأذى لأي بلد آخر”.
وكانت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جینین ھینیس بلاسخارت، زارت الأربعاء، محافظة النجف للقاء المرجع الديني الأعلى علي السيستاني.