الشبكة الوطنية للانترنت والامن القومي الايراني

في اطار سعى النظام لعزل الشعب الايراني عن التأثيرات الخارجية و الحد من تداعياتها ،وبهدف ايجاد المبررات للمضي لإنجاز مشروع “الشبكة الوطنية للمعلومات” ،أكد أئمة الجمعة وممثلو المرشد في مختلف المدن الإيرانية، في تصريحات وبيانات مطولة ، على ضرورة تدشين شبكة الإنترنت الوطنية فورًا،معتبرين أن “العدو يتسلل إلى الأفكار ويوجه الفضاء الافتراضي”في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها ايران ، ومؤكدين انه بات من الضروري أن يتابع المسؤولون إطلاق شبكة الإنترنت الوطنية”، زاعمين أن إطلاق مثل هذه الشبكة “هو مطلب الشعب منذ زمن”.
كما اعتبروا كذلك أن حل العديد من المشاكل والمفاسد يكمن في إطلاق شبكة الإنترنت الوطنية وبنيتها التحتية التقنية، مضيفين : “ان هذا الأمر أوجب من القوت والغذاء اليومي”.
مخاوف ائمة الجمعة التي عرضوها في بيانهم ، تعتبر ان العدو الداخلي والخارجي يسعى إلى الإضرار بالبلاد عبر الفضاء الافتراضي، والتي تزايدت بفعل عدم اتخاذ إجراء في إطار شبكة الإنترنت الوطنية، مطالبين الحكومة الحالية بعدم الاعتماد نعتمد على الغرب في بلورة وصياغة الفكر الايراني والتاثير عليه ؛خاصة ، بعد أن استغل العدو الفضاء الافتراضي في عامي 2017 و2019 لتأجيج الفوضى وأعمال الشغب، مؤكدا البيان على اهمية استخدام الإمكانيات والطاقات الاجتماعية والنخب لتنظيم الفضاء الإلكتروني وإنشاء مركز محلي في المحافظات الايرانية لمراقبة الفضاء الافتراضي.

يذكر انه وفي وقت سابق هاجم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، منتقدي خطة الحكومة ومشروع ما يسمى “الشبكة الوطنية للمعلومات” ؛ مؤكدا على :

▪️ أن من ينتقد “الإنترنت الوطني” خائن ويسير في طريق الدعاية المعادية لإيران.

▪️ أهمية استمرار عمل الإنترنت إلا أنه أيد قطعها في “الظروف الأمنية”.

تتزامن جل هذه التصريحات مع تقديم بعض النواب مقترح “تنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي”.

المرجح انه وفي حال اعتماد المشروع سيخضع اعتماد وترخيص اصدار وتفعيل البرامج في الاجهزة الالكترونية المستوردة لموافقة الجيش والاجهزة الأمنية .

ومن المحتم كذلك ان هذه الاجراءات لن تكون ذات جدوى في ظل امكانية وجود تطبيقات لكسر عملية الحجب .
ستسهم هذه الشبكة في حال نجاح ايران بتطويرها عبر الاستعانة بخبرات صينية في التضييق على الحريات، وربما عزل ايران عن العالم الخارجي ؛واحكام السيطرة على شبكة الانترنت للحد من اية عمليات تأثير لتحريك الشارع الايراني على فرض انطلاق احتجاجات واسعة النطاق في ظل تقاعس الدول الغربية ؛وفي مقدمتها الادارة الامريكيةالتي كان بامكانها توفير بدائل للمحتجين عندما لجا السلطات الايرانية الى قطع الانترنت عن عموم المناطق الايرانية اثناء التظاهرات واسعة النطاق التي جرت خلال الاعوام السابقة والتي شكلت فرصة حقيقية للاطاحة بالنظام الايراني سلميا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى