تتسارع الأحداث والتطورات السياسية داخل إيران ، فما بين الحملات الممنهجة لاقصاء صادق لاريجاني عن منصب الارشاد ، وتسليط منهج لوسائل الاعلام المختلفة – لاسيما المحافظة – لتوجيه برامج تلفزيونية موجهة هدفها الأساس الاطاحة به ، وبكل عائلة لاريجاني ، بموازاة ذلك يخرج علينا عبر الاعلام الإيراني ” رجل المرحلة ” ” بطل مكافحة الفساد ” ” المنقذ” كما وصفته بعض وسائل الاعلام الايرانية التي تسابقت لكيل المديح لرئيس السلطة القضائية الحالي إبراهيم رئيسي من خلال فتحه لمافيا السيارات.. و اعتقال مدير عام شركة “إيران خودرو” لصناعة السيارات، هاشم يكه زارع، ومنع مدير عام شركة “سايبا” لصناعة السيارات من السفر للخارج، حيث لقي هذا الاجراء ترحيباً واسعاً منقطع النظير من الصحافة الإيرانية التي وصفته بالخطوة الموفقة ، مطالبة بالمزيد من الاجراءات لمحاربة الفساد.
في نفس التوقيت تستمر حالة الجدل غير المسبوق بين آية الله يزدي، وآية الله صادق لاريجاني ، رئيس السلطة القضائية السابق، حيث لا تزال المواقف والتصريحات تباعا على الصفحات الأولى لبعض الصحف ، مطالبة بعدم وقفها ، ومناشدة إبراهيم رئيسي مواجهة الجرائم المحتملة المرتكبة من لاريجاني ويزدي واللذين تم تعينهما من المرشد في مناصب مهمة، والتشديد على ضرورة الرقابة الخاصة على كبار رجال الدولة ، وفتح ملفات الفساد الكبيرة التي اتهموا بها .
بدوره دخل الرئيس حسن روحاني على خط خلافة المرشد خامنئي، حيث عرض خارطة طريق سياسية واقتصادية واجتماعية لإخراج إيران من عنق الزجاجة ، عرضها أثناء لقائه مسئولي وزارة الخارجية الإيرانية ، حيث جاء هذا اللقاء بمناسبة التعبير عن دعمه لظريف بعد إدراج الأخير على قائمة العقوبات الأميركية، وقد شكل ذلك فرصة لتقديم “خارطة طريق ” لخلافة خامنئي ولإنقاذ البلد من الأزمة.
الخطة اشتملت قضايا مهمة من خلال المزج بين البراغماتية والواقعية فيما يتعلق بمعالجة قضايا مثل علاقات إيران الدولية والإقليمية ، والتواصل مع العالم من منطلق القوة والاقتدار ، والاعتماد على الدبلوماسية الذكية، وتصفير الخلافات مع الخارج، وتجنب التوترات في علاقات إيران الدولية ، وضرورة تبني إستراتيجية دمج كل مؤسسات والقوات في هرم سلطة الدولة،في اشارة واضحة إلى الحرس الثوري الإيراني ، وأهمية الدخول في مفاوضات عاجلة ومباشرة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق شامل، و الاعتماد على تفعيل الباب الخامس من الدستور الإيراني من خلال الاعتماد على الاستفتاء المباشر حول القضايا المحورية والحساسة للنظام الإيراني ، لا سيما ما يتعلق منها بموضوع تحديد مصیر البرنامج النووي الإيراني .
في ختام خارطة الطريق التي تبناها روحاني أكد على أهمية تبني هذه الخطة لتجنب خطر الانهيار ، ومنع تفكك الدولة الإيرانية ، ربما أن روحاني بدأ يستشعر أن منصب الارشاد قد حسم أصلاً ، وهو يعلم أن الإعلان عن خارطة طريق هدفها ليس إلا لرفع شعبية روحاني المتهالكة ، وإن كان إعلانه يمثل ترشحاً صورياً سابقاً لأوانه لخلافة خامنئي ، ويمكن أن يؤدي فقط إلى موت سياسي مبكر، خاصة مع اغتيال رفسنجاني ، وإقصاء صادق لاريجاني عن سباق الترشح ، ودخول إيران في سجل سياسي غير مسبوق صاحبه سطوع نجم ابراهيم رئيسي كمنقذ لإيران ، والمرشح الأوفر لخلافة خامنئي .