الصفقة النووية وسياسة كسب الوقت

تقول إيران انها ليست في عجلة من أمرها للرد على المقترح الأوروبي للاتفاق النووي، لأنها بحاجة لدراسته بشكل جيد على مختلف المستويات الاستراتيجية و السياسية والامنية والتقنية ، معتبرة إلى أنّ كلا الجانبين الإيراني والأميركي يمتنعان عن التعليق على النص الذي اقترحه الأوروبيون بهدف كسر الجمود، وذلك لاسباب ودواقع يتعذر شرحها او القاء الضوء حولها .
تعتقد ايران ان بعض العوامل ستجعل مرور الوقت ، ومحاولة كسبه ورقة إيرانية، كزيادة الأسعار وعواقبها السياسية والاقتصادية والأمنية، واهمية توظيف ” عوامل القوة المحلية الايرانية ” في تحييد العقوبات، وفتح العلاقات مع دول خارج الكتلة الغربية، هي ايضا بمثابة متغيرات مهمة ينبغي توظيفها الى اقصى درجة ، خدمة لاستراتيجية ايران الوطنية ، لجهة تحقيق اكبر قدر من المكاسب والنقاط ، خاصة أنّ استمرار معاناة أوروبا من أزمة الطاقة إثر الحرب على أوكرانيا يجعلها أكثر إصراراً على توقيع الاتفاق النووي للاستفادة من إيران، في حين ستكون الأخيرة قادرة على المساومة أكثر مع تلقي المزيد من الأسهم من سوق الطاقة الأوروبية من أجل الحصول على المزيد من الامتيازات.
تقول طهران أنّها لا تجيب على مطالب اميركا ورغبات اوروبا بهذا الشكل، لانه لازال لديها بعض التحفظات، خاصة عندما يقول الجانب الغربي إنه ليس لديه المزيد من الوقت للتفاوض، في حين أنّ الجانب الإيراني لا يقبل الموعد النهائي، والتهديد بالفرصة الاخيرة ، وترى أنه لا يزال هناك مجال للتفاوض، وربما ضرورة إجراء المزيد من المحادثات والمفاوضات ، وان على الغرب ان ينتظر ما تقرره طهران .
لاشك بأنّ تشديد العقوبات ،وخلق العقبات أمام بيع وتصدير النفط الإيراني هو جانب آخر من جوانب النهج الذي من المحتمل أن يتخذه الغرب ضد إيران في حال فشل المفاوضات الحالية، بالمقابل فانّ تعزيز وتسريع عملية التخصيب،والمضي بخطى ثابته نحو تطوير البرنامج النووي ، وفرض المزيد من العقوبات على رقابة الوكالة من قبل إيران من هي أهم الاحتمالات التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة ذلك .
بالمجمل فانّ الوقت الذي يمر على مسار المحادثات النووية هو لصالح إيران بالنظر إلى كل المتغيرات والظروف و”التطورات الدولية” ، خاصة مع احتمالية تفجر ملف تايوان ، والذي هو حتما لصالح طهران ، وانّ النقطة المهمة جداً لدى الجانب الإيراني تكمن من خلال التحالف الذي تحاول طهران تشكيله مع موسكو وبكين، حيث اختارت إيران ربط مصالحها مع هاتين الدولتين في مختلف المجالات، لذا فهي تبحث عن اتفاق لا يُفَسَّرُ على أنه نأي بنفسها عن هذين البلدين، كما يأخذ مصالحهما بعين الاعتبار، كذلك فان فتح مساحات دبلوماسية اوسع مع الدول الاقليمية ، لاسيما السعودية وتركيا وباكستان ، كلها متغيرات تصب في صالح عدم التعجل لعدم ابرام اتفاق نووي بشكل عاجل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى