يبدو أن العراق ليس قضية في خطة القوى السياسية عموماً ! وان المواطنين ليسوا موضوع اهتمام ومتابعة . فالعراق مجرد جغرافية ، وليس قضية شعب منكوب . أليس هذا ما دفع بالآف العراقيين للتظاهر مطالبين با وطنِ وكرامة ” .
العراق سيصلح أمره عندما تأتي حكومة وطنية باشخاص “ فرسان ” لهم خبرة واخلاص ، اشخاص مشهود لنزاهتهم ووطنيتهم وتجردهم وولائهم ، اشخاص ليس لهم طموحات شخصية او فئوية أو اجندات مشبوهة ، اشخاص يبذلون جهودهم من اجل انهاض وطن وخدمة أبنائه ، وعندما تنتهي العقلية الطائفية وثقافة المحاصصة ، هذا الوباء الذي نخر جسم العراق . هذا حلم ، نأمل أن يتحقق .
لذا على العراقيين جميعاً في هذا الظرف المصيري والتاريخي ان يتركوا صراعاتهم ومصالحهم للم الشمل والتضامن لصد العدو المشترك ” فيروس كورونا ” ، الذي يهدد حياتهم واقتصادهم وعلاقاتهم الاجتماعية والدينية . وليشكلوا حكومة وطنية تبني وطناً سيد نفسه وقراره ، وممسكا بثروته . حكومة تلبي طلبات الشعب من توفير فرص عمل وخدمات . نتمنى أن يؤخذ هذا النداء على محمل الجد ، باعتباره سكة انقاذ البلد على حافة الانهيار . بالنسبة للمسيحيين فقد غدوا ” مزهرية بسبب الاضطهاد والاقصاء والتهجير والهجرة .
لقد عانوا ويعانون من التطرف والتكفير والارهاب . لقد هجر أكثر من مليون مسيحي ، وفجرت وأحرقت كنائسهم وأديرتهم ، واستولي على بيوتهم وممتلكاتهم . ولدينا احصائيات دقيقة . والخوف كل الخوف من ان يفقدوا مستقبلاً ارضهم وجذورهم التاريخية وهويتهم ويتيهوا في أربع جهات المعمورة . هنا أود أن أذكر مثالاً عن التهميش ، أن من يُرَشح لمجلس النواب او للوزارة ، انما يتم ترشيحه من قبل كتلة سياسية ينتمي إليها .
لذا نسأل لماذا لا يُرشح صراحة باسم كتلته ، فيحترم أكثر ؟ ولماذا يرشح باسم المكوّن المسيحي وهي “ اكذوبة ” ، وبالنتيجة سيكون اهتمامه ومتابعته لمصالح من دعَمَه ، وليس للعراق ولا للمسيحيين ، ولن يتركوه يقدم شيئاً لهم ! اننا نشعر بمرارة !
اللهم إحفظ العراق والعراقيين من فيروس كورونا ” وكل اشكال الفيروسات ” ليخرج من هذه الأزمات أصح واقوى …