البرزاني والصدر والحلبوسي الفائزين بالانتخابات الاخيرة لهم الدور الكبير في بدء التغير المنشود لعراق المستقبل. كل العراقيين ومنهم المعارضين للنظام وبكل اتجاهاتهم واهدافهم وبضمنهم حزب البعث ودول الجوار العربي ودول العالم التي شاركت في عملية تغير النظام في ٢٠٠٣، يأملون الكثير من هؤلاء الفائزين في تحقيق الانقلاب نحو الاستقرار السياسي واحترام القانون ونزع السلاح المنفلت وبناء وطن الجميع.
البرزاني مواقفه واضحة وسره وعلنه وآحد، الرجل يريد نظام سياسي فيه الجميع يحترم القانون والدستور وللعراق سيادته الوطنية على ارضه، ولكردستان اقليمها الوطني الشبه مستقل.
الحلبوسي شخصية تجمع الطموح والسياسة المرنة والنخوة الانبارية البدوية، الرجل يحلم بجمع الغربية في اقليم واحد، اذ لم يستطيع توحيد العراق كله.
الصدر قائد بين أهله ومريديه، واضح بأفكاره، ومصر على مبادئه، شجاع ووطني وعروبي اكثر من كل سياسي الجنوب الذين يقودون العمل السياسي بأطار ديني اليوم، وهو الوحيد الذي لم يخذله اتباعه من كل قيادي العرب العراقيين، عمل تنظيم مقارب لتنظيم حزب البعث ورفع شعارات “لا شرقية ولا غربية” الذي يعنيه لا ايران ولا الغرب بل عراقية مستقلة ذات سيادة و “الميلشيات الوقحة” الذي اراد بها جمع السلاح المنفلت واعادة الاحترام للقانون.
المطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى ان تتوحد قوى الفائزين والسير نحو حكومة اغلبية وطنية تجمع الفائزين ومعارضة برلمانية فيها مجموعات مثل الاطار وغيرهم اتباع النظام الايراني ومنفذي اجندته في العراق. هؤلاء المعارضة سوف لن ينجحوا بتمرير اجندتهم القادمة من ايران اذا ما استمر الفائزين بوحدتهم. الحراك العراقي وكل القوى الوطنية العراقية مستمرة في مراقبة هؤلاء الفائزين وستقف مع من يستمر في احترام شعاراته التي رفعها للشعب قبل الانتخابات الاخيرة. العراق في محنة وعلى الفائزين ان يعرفوا ان هذه فرصتهم الاخيرة لتحقيق دولة لها احترامها الدولي وفي داخلها شعب سعيد ومترف وغني ان شاء الله.
سحب الثقة من البرلمان لهوشيار زيباري في ال ٢٠١٦ لمنصبه كوزير مالية، لا يعني في اي دولة حرة بالعالم ان يصبح اساس قانوني لمنعه من الترشيح في منصب حكومي اخر. القرار كان اقالة لوزير من منصبه لا اكثر وليس قراراً جرمياً. المفروض ان يترك له الفسحة الديمقراطية للترشيح كما يحدث في كل بقاع الارض كعراقي ويترك له الدفاع عن نفسه في البرلمان الجديد اذا كان هناك اعتراض عليه لتسلم المنصب الجديد ليدافع عن نفسه في اي قضية كانت، وبعدها يطرح على التصويت واذا ما حصل على الاصوات المطلوبة يصبح قانونياً مزكى من اعلى سلطة تشريعية في البلد.
الديمقراطي الكوردستاني رشح ربير احمد وزير الداخلية الحالي لاقليم كردستان لرئاسة العراق وقبل ترشيحه خلال الاربع سنين القادمة بديلاً لهوشيار زيباري، وهو متخرج من كلية هندسة صلاح الدين وله سيرة طيبة وممتازة في الوسط الكردي، مهني ممتاز ويحترم الواجب ويعطيه حقه، يتكلم العربية بطلاقة بالاضافة للكردية واربع لغات اخرى. كل المعلومات القادمة من المطبخ السياسي العراقي والدولي تأكد على تمريره في الاجتماع القادم للبرلمان. الحراك العراقي يتمنى له كحافظ للدستور النجاح في مهمته الوطنية لعراق يحتاج اليوم رجالاً مثله يحفظون سيادته وشعبه وثرواته ومن الله التوفيق.
المحكمة الاتحادية اصبحت حقاً احدى ادوات الحرس الثوري الايراني في العراق بعد اصدارها العديد من القرارات السياسية بامتياز من اجل مصالح ايران وليس العراق. حان وقت حلها وتأسيسها على اسس وطنية احترافية والا فالمحكمة ستفاجئنا يوماً ما بحكم ان العراق محافظة من محافظات ايران الملالي. على الشعب ان يوقف مهزلة المحكمة الاتحادية اذا اراد للعراق الخير والتقدم.
معارك ميسان الاخيرة التي راح ضحيتها عناصر قيادية من مليشيات العصائب وسرايا السلام هدفها الوحيد هو تهديد الصدر وتوصيل رسالة واضحة له من ايران الملالي على انهم سوف لن ينسحبوا من المعركة بهدوء بدون قتال. الصدر عليه ان يعرف ذلك عندما خطا خطوة شجاعة من اجل العراق وسيادته، لان عملاء ايران في العراق سوف لن يسمحوا له ان ينفرد بحكومة اغلبية حتى لو فاز بالانتخابات. على الصدر ان يستعد للمعركة لانها قادمة لا محاله عند تشكيل حكومة الاغلبية وعليه ان يعرف جيداً انه سيخرج منها منتصراً. شعب العراق وكما قلنا اعلاه وبكل طوائفه واعراقه يريدون الخروج من مأزق اللا دولة واللا قانون والانتقال الى دولة ذات سيادة ومهابة من دول الجوار كلها. دول العالم الكبرى تريد ان تتعامل مع دولة وحكومة قوية تحترم القانون الدولي وتحكم شعبها باحترام كما هو موجود في كل دول العالم اليوم. حكومة العتاكة حان وقت زوالها وعلى الفائزين آن يبدوا الخطوة الاولى والله والشعب والعالم سيقف معهم.
الحرب الروسية الاوكرانية على الابواب، والعالم كله بدء بالاستعداد لما سيحدث اثناء الحرب ونتائج ما بعدها فهل هناك في العراق من يفكر بذلك ويخطط لحماية الشعب والوطن من تداعيات هذه الحرب وهل من وضع الخطط بين سيناريوا محدودة واخرى عالمية وكيف الاستعداد لها. هل تم مناقشة هذا الملف في مجلس الوزراء الحالي للاستعداد لما هو الاسوء؟. الحرب القادمة بين هذين الدولتين اذا ما تتطورت، فتصدير النفط سيتوقف نهائياً لان خطوط الملاحة البحرية ستتأثر بشكل كبير وستتعطل معظم المصانع المهمة نتيجة الضربات المتبادلة وسوف لن يخرج احد من هذه الحرب العالمية سالماً الا من استعد وخطط لها. الحكومات الوطنية في العالم تتحرك وتتهيأ لاحداث دولية كبرى وهذه الحرب سوف لن تكون حرب خاطفة وسريعة رغم ان روسيا دولة كبرى ولكن ستجابه بأوكرانيا ومعها ثلاث دول كبرى وعشرات الدول الاوربية القوية الاخرى ولا نعرف ما تخطط روسيا بالكامل ولا نعرف ما سيحدث بعد البدء. الله في عون العراق وشعبه والموت لعتاكة بغداد عملاء ايران الملالي وكلابها.
اسعار النفط التي وصلت الى ٩٢ دولار وميزانية العراق التي تأخذ في حسابتها على اساس السعر ٤٥ دولار، فهل من يوضح لنا اين سيذهب الفرق المساوي ٤٧ دولار وألى من؟ وألى اي مرجعية قذرة سارقة للمال العام؟ هذا الفرق فقط يكفي لاغناء كل العراقيين وبناء الخدمات كلها واعادة العراق لقوته وهيبته بالمنطقة والعالم. هناك عصيان مدني كبير ستقوم به قوى وطنية عراقية تطالب بتغير النظام الى رئاسي الرئيس والبرلمان ينتخبون بشكل نزيه من الشعب، وحكومة لا طائفية ولا عرقية بل حكومة محترفين تحترم الدستور وشعبها وتعمل من اجله، لا للعملاء ولا للفساد ويحيا الوطن والشعب وادعموا هذا العصيان وتذكروا دائماً ان الله معنا.
