اللقطة الأخيرة/ شهادة تأبى النسيان لعقدين في الاسر الإيراني

يكاد يكون الاسير العراقي الوحيد الذي دون تفاصيل واحداث ماجرى في سجون الاسر الايرانية انه الاسير والسياسي الدكتور نزار السامرائي الذي استعرض تجربته و ما اختزنت ذاكرته خلال سنوات الاسر التي دامت نحو عشرين عاما في قصور ايات الله في استعاضة ذكية
والدكتور نزار السامرائي لقب بعميد الاسرى العراقيين في ايران لخص تجربته في الاسر بكتابه الموسوم/في قصور ايات الله/ بادق تفاصيلها واحداثها محاولا ان يتجاوز صفة المذكرات التقليدية بعرضها باسلوب واقعي وحي ومشوق اشبه بالبانروما التي تضع القارئ امام خلجات الاسير ومعاناته ويومياته وهو يمضي حياته بين جدران السجون الايرانية


ووظف السامرائي شهادته وتجربته في الاسر من خلال خبرته الاعلامية والسياسية التي اعطتها نكهة جديدة هي مزيج من ادب الاسر والسرد التاريخي كشاهد حي دون ماسمع وشاهد من احداث ومحن ومواقف مثيرة واختزنها في ذاكرته وليس على الورق
وهنا تكمن اهمية تجربة الدكتور نزار السامرائي وشهادته الحية على فترة عقدين من الزمن في قصور ايات الله
وعلى الرغم من معاناة اسره وتعرضه لابشع أنواع التعذيب من جلادية خلال عقدين من الزمن الا انه بقي صامدا ومحتسبا في مواجهة هؤلاء الأشرار ومازال متمسكا بإرادته الوطنية
ان اللقطة الأخيرة في لحظة اطلاق سراحه الدكتور نزار السامرائي كانت معبرة عن حبه لوطنه ورفضه تدنيس ارضه الطاهرة عندما رفض ان تطأ قدماه ارض الوطن وهو يحتذي البسطال الإيراني واصر على تركه في موضع تبادل الاسرى الايراني في موقف وطني يلخص إرادة العراقي ومجسدا لعروبته
في مواجهة المشروع الإيراني الساعي لسلخ العراق عن عمقه العربي وهويته العربية وهي بمثابة رد على من يحاول الإساءة لهذا العنوان الوطني الكبير
وهكذا شخصية عروبية متمسكة بموقفها الثابت من قضية فلسطين وقدسها الشريف التي غرست في عقله ووجدانه منذ نعومة اضفاره وحتى الان تستحق التقدير رغم سهام الغدر القذرة التي تحاول النيل من موقفه من قضية فلسطين من قبل عملاء ايران واذنابهم الذي انكشف خذلانهم وعجزهم وارتباطهم بالمشروع الفارسي وأهدافه الشريرة وجرائمهم في العراق ولبنان واليمن وسوريا

تعليق واحد

  1. لحظات مرّة
    ودقائق سريعة
    وأيام عرجاء
    وسنوات طويلة مكتنزة بالألم.
    ترى متى ستنقلب الساعة؟
    ويرتدّ الزمن الوضيع
    لنضحك كثيراً
    ونبكي كثيراً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى