المتوجسون من ظهور رغد صدام حسين

اطلت على شاشة الفضائية العربية رغد ابنة الرئيس الراحل صدام حسين بحلتها و رصانتها العراقية الاصيلة تحاكي المشاهدين عن مشوار حياتها بعد هجرتين احداها في التسعينات بصحبة زوجها و اخوته و اخرى بعد غزو العراق في 2003.

و كشفت بعض الحقائق الخافية عن الجمهور و بحيادية شبه تامة وانسياب عواطفها تجاه من افتقدتهم من عائلتها (والدها و اخوتها) وقبل ذلك عائلة زوجها.

 و هو حق طبيعي استكثره عليها المتصيدين وهو حق لامثالها و كل نجوم المجتمعات في المنطقة و العالم الا انه و بمجرد استضافتها من قبل مقدم البرنامج بامكانية ممارستها العمل السياسي و اجابتها (كل شيء وارد في المرحلة اللي احنا فيها و المراحل المقبلة) و هذا يدل على عقم المنظومة السياسية التي تتحكم في شؤون العراق و اهتزاز ثقتها بمستقبلها السياسي و هشاشة الارضية التي تقف عليها و فقدان بوصلة رؤاها بسبب ثقل المساوئ التي تحملها من فساد و انغمارها في الحصول على المكاسب و المتاجرة بدماء الابرياء من مواطنيهم و تاكل شعاراتهم  قبل التسلق على سلالم السلطة و الجاه و ادى ذلك الى ان يكونون (بواد و جماهيرهم بواد اخر).

هذه الجماهير التي ثارت عليهم بتظاهرات غاضبة انقضى عليها عدة اشهر سالت فيها دماء غزيرة وغالية  بمقتل 800 شهيد و تغيب اكثر من مائة واصابة  و تعوق ما يقارب 30 الف شاب جلهم من ابناء الفرات الاوسط و الجنوب.
و اذا كانت الطبقة السياسية الماسكة بتلباب السلطة و الموغلة  في كل قنواتها الامنية و الاقتصادية و السياسية و الجاثمة على صدور العراقيين منذ 18 سنة تتخادم المصالح العابرة للمكونات بالسر و تتراشق الاتهامات اعلاميا قد تعودت على سماع الاصوات الخانعة و المثقلة بالتبعية و السحت الحرام من مكونها و المكونات الاخرى.

فانه يضيرها سماع صوت مختلف لامرأة من خارج السرب و متطلعة للمستقبل و تركت اهوال الماضي الحزين وراء ظهرها و لم تستطع  اي حركة او حزب احتواءها.

فقد انبرت غربان السوء تهدد و تنبش عن القوانين الجائرة التي  زرعها الاحتلال و جذرها اركان العملية السياسية و يتنافسون على الانتقام و قطع ارزاق بناة العراق و مصادرة  مساكنهم و يتبارون مع منافسيهم السياسيين على مغانم السلطة غير مكترثين بهموم الشعب و معاناته الدائمة.

بل ان البعض يستكثر بروز امرأة في مجتمع ذكوري ان تبرز و تتقدم  في الصفوف لخدمة شعبها سلميا في وقت شهد العالم بروز سيدات في اوروبا غيرن مجرى تأريخ بلادهم امثال ميركل في المانيا و تاتشر و تريزا ماي في بريطانيا و قيادة مؤسسات الاتحاد الاوربي و جوليا غوليارد في استراليا و زوران  في كرواتيا بل سبق ذلك قيام سيدات في اسيا امثال اندريا غاندي في الهند و حسيبة و حليمة في بنغلادش و بنازير بوتو في باكستان و حليمة يعقوب في سنغافورة و الاخريات في دول اسلامية اسيوية في العالم الثالث.

و تكفي ردود شجاعة على من يخشى من كلمة تفوهت بها رغد  في المقابلة تتعلق (بالجينات الوراثية).
ان شباب  تشرين الذين عمدوا مطاليبهم بالدم ولم تنحني هاماتهم امام نيران قوى الشر لديهم قدرة في التمييز بين الذين يتوسدون شعارات اثبتت عقمها في المحافظة على وحدة الوطن و حل مشاكله  ولن يأبه  للذين يعتاشون على ثارات الماضي وتحفيزعوامل الانتقام لتبرير لاستمرار هيمنتهم و قطع الطريق على ان تشرق ازهار التغيير و فتح افاق جديدة لمستقبل بلادهم و مستقبل جيلهم و يرتشفون كل ما هو ايجابي من محطات الماضي و رموزه و لنا في دول اوربا الشرقية و القيادة الكردية في التصرف مع المتغيرات و اسدال الستار على محطات الماضي وفق مبدأ ( عفى الله عما سلف).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى