المحافظون يتهمون روحاني بالخيانة والجنون وخامنئي يقف على الحياد

مع اقتراح التفاوض المباشر بین حسن روحاني  ودونالد ترمب، صدرت ردود فعل متباينة  ،  بعد أن صرح روحاني أنه مستعد للقاء أي شخص والتفاوض معه “من أجل المصلحة الوطنية”، ورد ترمب أيضًا على اقتراح فرنسا في اجتماع مجموعة السبع، قا ً ئلا إنه “مستعد للتفاوض” مع روحاني  “إذا توفرت ظروف مناسبة”السجال لم يتوقف هنا بين الرجلين ؛ فقد دخل المحافظون على الخط بقوة  من خلال عدة تصريحات نارية ، كان أولها  إعادة بث مقاطع “رفض التفاوض” لخامنئي ، والتي يظهر فيها وهو  يرفض  مبدأ التفاوض مع الولايات المتحدة.

الأمر لم يقف عند هذا الحد فصحيفة  “كيهان” المقربة للمرشد خامنئي، فقد اتهمت روحاني بالجنون ، حيث وجه  رجل خامنئي القوي حسين شريعتمدارى ممثل المرشد في صحيفة “كيهان”، سؤاله للرئيس روحاني  هل أنت مجنون؟ “أي شخص أو أشخاص تقصد، عندما قلت إنك جاهز أن تفاوض أي شخص من أجل ازدهار البلد؟ “إذا كنت تقصد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، فمنوع عليك التعامل معهما، وإذا كنت تقصد ترمب وحده فيجب تذكيرك، بقولك عندما صرحت هل الدول مجنونة كي تتفق مع الولايات المتحدة التي تنتهك الاتفاقات  بسرعة؟، وفي ختام المقال الموجه لروحاني ، يقول شريعتمدارى  يجب أن تعلم، بعد أن منحنا كل هذه الامتيازات لأوروبا وأميركا، وأبرمنا الاتفاق النووي الذي عاد على ايران بخسائر هائلة، أن المفاوضات المقبلة لن تجلب إلا المزيد من الخسائر أيضا”.

مقالات ذات صلة

 الاتهامات الموجهه إلى روحاني عبر الإعلام المحافظ  لم تقف عند حد الاتهام بالجنون ، بل  بتوجيه تهمة الخيانة العظمى  لروحاني  ،  مطالبة رئيس الجمهورية بالإجابة عن التساؤلات التالية : هل محاولات التفاوض مع العدو الذي لا يرضى إلا بهدم قوة  النظام،  وهل المفاوضات  ستكون في  صالح إيران أم في صالح أميركا؟ محذرة  الحكومة من أن ترمب يحتاج إلى صورة تذكارية مع المسؤول الإيراني من أجل الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة ، متسائلة  “هل تريد حكومة روحا أن تمنح ترمب هذا الامتياز الكبير، مراهنة على عدم التعويل على  صمت المرشد  ، وأنه ليس  قبولا  عن محاولات الرئيس لتدشين مفاوضات مع واشنطن .

النتيجة أن الصحف المحافظة  لا زالت تصب جام  غضبها على روحاني ، معتبرة  أن التفاوض مع ترمب  لن يؤدي إلى ازدهار إيران ، موجهة الكلام  له   :  يا سيد روحاني “خلال الست سنوات الماضية، سعت حكومتكم إلى التقارب مع الغرب، دون أي إنجاز داخلي أو خارجي”،  و مخاطبة روحاني : “أوباما الذي وصفته بالرئيس المؤدب، لم ينفذ الاتفاق النووي واستمر بالعقوبات، والآن كيف تريد التفاوض مع ترمب بعد أن وصفت أي تفاوض معه بالجنون، مطالبة روحاني  بعدم التفاؤل  بأعداد خمسة زائد واحد، وسبعة زائد واحد، إلى متى لا تأخذ العبر من الهزائم المرة، وتفهم أن ازدهار البلد لا يتم  عبر لقاء هذا وذاك؟ .

 بموازاة ذلك كان للصحافة الإصلاحية  رؤية مختلفة تماماً ، مطالبة الحكومة   بقبول التفاوض ، معتبرة أن الظروف مواتية للمفاوضات الإيرانية الأميركية، لأن الشعب الإيراني  تأثر بشكل خطير بالعقوبات الأميركية، ومؤكدة على  عدم الالتفاف لما يقوله المتشددون في إيران ،  لأن  الواقع الاقتصادي المر  لا يمكن إنكاره، وأمن الدول الإيرانية وبقائها بات على المحك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى