بهدف محاولة اظهار إيران نفسها بأنها ما زالت هدفا مستمرا للتجسس وللارهاب الاسرائيلي ،وفي اطار التنافس لتسجيل نقاط لصالح وزارة المخابرات الايرانية في صراعها مع الأجهزة الإيرانية الاستخبارية الاخرى؛ لاسيما التابعة للحرس الثوري الايراني بعد سلسلة الاخفاقات والاختراقات التي تعرض لها الامن الايراني ،خاصة بعد بث فيديو يظهر عملية استجواب تعرض لها ضابط كبير للحرس الثوري من قبل عناصر للموساد الاسرائيلي وفي مكان احتجاز سري في العاصمة طهران ؛أعلنت وزارة المخابرات الايرانية تفكيك “خلية تجسس تابعة للموساد” واعتقال جميع افرادها قبل القيام بأي عمل ارهابي داخل البلاد ،وأضافت حسب بيان أفادت به وسائل الاعلام الايرانية الرسمية أن اعضاء الخلية الارهابية “كانوا على صلة بالموساد عبر دولة جارة قد دخلوا البلاد عبر منطقة كردستان العراق”.
وأضاف البيان، أن هؤلاء الإرهابيين كانوا بصدد التحضيرر لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة غير مسبوقة من خلال استخدام معدات حديثة ومتطورة وأقوى أنواع المتفجرات والاتصالات، لاستهداف مناطق حيوية وذات حساسية محددة مسبقا داخل البلاد.وتابع البيان، أن القوات بوزارة الأمن تمكنت في عمليات مزدوجة واستباقية من رصد تحركات عناصر الشبكة الإرهابية الصهيونية والقبض عليهم جميعا قبل أن يتمكنوا من تنفيذ عملياتهم في إيران.
ولفت البيان أيضا، إلى أن التحقيق جار للكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بشبكة التجسس التابعة للموساد، والجهات المحلية والخارجية المتواطئة مع هذه الخلية.
يذكر انه وفي شهر
مارس الماضي، أعلنت مديرية المخابرات الإيرانية في محافظة أذربيجان، تفكيك شبكة تجسّس تعمل لصالح “إسرائيل” غرب إيران. وكشفت المديرية أنّ شبكة التجسّس كانت تجنّد أشخاصاً “لتنفيذ عمليات تخريبية داخل ايران ، و أنّ “ضباطاً في الموساد حاولوا الوصول إلى أجهزة الطرد المركزي من نوع ir6 في منشأة فوردو النووية”.ووفق المعلومات التي تم تسريبها للاعلام في تلك الفترة ، فقد “جنّد الموساد أحد جيران عامل في منشأة فوردو، بحيث تم تدريبه وتسليمه تجهيزات خاصة”، وأن “الشبكة كانت تخطط من أجل تنفيذ مخططها قبل عيد النوروز”، واضافت التسريبات ان “أعضاء شبكة الموساد تمّ إلقاء القبض عليهم من جانب استخبارات حرس الثورة الإيرانية”، مؤكداً أن “جميع الدفوعات للمجندين تمّت عبر أموال نقدية تجنّباً لتعقّب مصادرها وكيفية دخولها “.
يذكر ان التسريبات الاعلامية الحالية قد اشارت الى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد وأجهزة الاتصالات المتطورة والمعقدة مختلفة عن العمليات السابفة .
تشكل هذه المعلومات ومحاولة تسريبها الى الاعلام -في حال صحتها – تصعيدا نوعيا ايرانيا ضد اسرائيل، بهدف ترسيخ معادلة الردع عبر استخدام هذه التسريبات وتوظيفها مستقبلا لمحاولة التصعيد ضد تل ابيب عبر وكلاء طهران في المنطقة .
لاشك بأن توقيت الاعلان يعكس كذلك محاولة طهران لممارسة المزيد من السياسات التصعيدية ضد الاكراد ، و يكون مقدمة لزيادة عمليات الاستهداف ضد المعارضة ، يتبعها عمليات قمع ضد الاحتجاجات التي تشكل ظاهرة شبه يوميه في هذه المناطق.
كذلك يشكل هذا الاعلان محاولة لاستعراض قدرات اجهزة المخابرات الايرانية على كشف عملية التجسس والتخريب والقدرة على رصدها ومتابعتها على الرغم من التشكيك بمثل هكذا تسريبات اعلامية نظرا لعمليات الاختراق والاستهداف الواسعة للموساد والتي طتلت منشأت حساسة ، اضافة الى عمليات اغتيال طالت نخب قيادية في الحرس الثوري وشخصيات امنية ، ونخب محسوبه على قطاعات مهمة كالنووي والصاروخي وبرنامج الطائرات المسيرة .
يحتمل ان زعم كشف طهران عن شبكة التجسس الاسرائيلي قد يتبعه اعلانها تفكيك المزيد من الشبكات التخريب ربما للارتباط فيما بينها، كذلك من المحتمل رفع الحرس الثوري من حالة التأهب والاستعداد عبر تكثيف عملياته العسكرية والامنية مستهدفا المحافظات الحدودية لاسيما الكردية والسنية التي يزعم دوما اعلان اجهزة الاستخبارات الايرانية تفكيك هذا النوع من الشبكات التجسسية.
كذلك قد تمهد عملية القبض على هذه الشبكة – في حال صدقها -الحصول على معلومات من شأنها الكشف عن خيوط العمليات التخريبية داخل ايران ، بهدف إرسال رسالة ردع لأجهزة الاستخبارات الأجنبية ، لاسيما الموساد الإسرائيلي لاثبات قدرات اجهزة الاستخبارات الايرانية رغم الظروف الاقتصادية والاجتماعيةوالسياسيةوالامنيةالصعبة التي تعيشها الدولة الايرانية والتحديات التي باتت تواجهها .
604