المقاومة العراقية والغد المشرق

أ.د.محمد طاقة

انطلقت المقاومة العراقية كأسرع مقاومة في التاريخ الحديث العام ٢٠٠٣ ضد العدوان الأمريكي الصهيوني الإيراني على العراق واتخذت أشكالاً مختلفة ومتنوعة وحسب الظروف، التي مرت بها، بدءاً من تصدي الجيش العراقي الوطني البطل لقوات الاحتلال متمثلاً بالفرقة ٥١ البطلة، التي تصدت لقوات الاحتلال وكبدته خسائر جسيمة في ميناء أم قصر وشبه جزيرة الفاو والمعارك، التي خاضها أبطال الناصرية من الجيش الشعبي ومقاتلي فدائيي صدام، الذين اذاقوا المحتلين مرّ العذاب، وصولاً إلى معركتي المطار والفلوجة الأولى، التي تكبد فيهما العدو خسائر كبيرة جداً.
فِي اليوم الثاني من انتهاء المعارك العسكرية وانسحاب القوات العراقية من مواقعها، بدأت في يوم التاسع من نيسان ٢٠٠٣ صفحة جديدة من المقاومة العراقية الباسلة بنشاطها ضد قوات الاحتلال.
اندلعت المقاومة شرسة وعنيدة وشارك فيها جميع الوطنيين من أبناء الشعب العراقي وكبدوا العدو خسائر جسيمة مما أرغمته على الانسحاب من العراق.
تميزت فصائل المقاومة العراقية بالاعتدال ونبذ الطائفية والعرقية وعدم الاعتداء على العراقيين وباستهدافها قوات الاحتلال واذنابهم من عملاء وجواسيس فقط.
وبرغم الهجمة الشرسة، التي قادها الاحتلال وأذنابه ومليشيات إيران ضد المقاومة لتشويه سمعتها عبر تنفيذ أعمال تخريبية وتفجيرات داخل المدن وقتل الأبرياء ونسب هذه الأعمال الدنيئة إلى المقاومة.
وبعد خروج قوات الاحتلال، انتقلت المقاومة المسلحة الى مقاومة سلمية، سالكةً اُسلوب التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والعصيان المدني، كما حدث في العام ٢٠١١ في ساحة التحرير، حيث تم تشكيل المجلس السياسي العام لأحرار العراق ممثلاً للمقاومة العراقية
أخذت المقاومة أشكالا مختلفة، سياسية واعلامية وثقافية واقتصادية، وجُنّدَت لها جميع الإمكانيات وكان من بين أولوياتها مقاومة الطائفية والإثنية ومحاوله عدم تمزيق العراق وتمزيق قيمه.
وبرغم ما بذلته قوى الشر مجتمعة من جهود وما ابتكرته من مخططات خبيثة ضد العراق وشعبه العظيم ومقاومته الباسلة وتركيزها على ترسيخ الطائفية والعنصرية وتحطيم النسيج الاجتماعي والأمني والاقتصادي للبلد، إلا أن وحدة الشعب العراقي تجسدت في رفض أشكال الطائفية والتفرقة العنصرية البغيضة والهيمنة الإيرانية كلها بالمقاومة السلمية عبر التظاهرات والاعتصامات، التي انبثقت من معاناة الشعب العراقي من الجوع والمرض والقهر والحرمان والاضطهاد واستخدام العنف وصولاً الى ثورة تشرين المباركة.
ومن هنا اتخذت المقاومة العراقية منحى ثورياً جديداً وغير مسبوق جعل هذه الثورة تتجاوز الكثير من الثورات في العالم، حتى الثورة الفرنسية ومكنها من قلب المقاييس المعروفة والمطروقة كلها عالمياً، بظهور شباب يتحدون الموت ويستقبلون الرصاص الحي بصدورهم من أجل الكرامة، ومن اجل الوطن، ومن أجل العراق وتحريره من المحتلين والمرتزقة والجواسيس والعملاء.
هذا هو الشكل الذي اتخذته المقاومة العراقية، مع استعدادها لرفع السلاح، إذا تطلب الامر، فهي مهيأة لذلك لكن ثورة الشباب السلمية ولدت وولدت معها عوامل نصرها وظفرها.

                وثورة حتى النصر

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى