فاز المكون الصدري بانتخابات ٢٠٢١ وخسر الاخرين، فازوا لانهم الاكثر تنظيماً وولاءً لقائدهم، فازوا لان الاخرين اما فاسدين أكثر منهم او عملاء لإيران والشعب رفضهم، واما لم يشاركوا بالانتخابات وهو عموم الشعب كموقف وطني رافض للنظام وقادته العتاكة أجمعين، بالاضافة الى التزوير المستمر من ٢٠٠٥ الى يومنا هذا وعلى كافة الاصعدة الانتخابية او غيرها.
نقول مكون صدري لانهم حقاً ليس شيعة ايران او شيعة السيستاني بل هم مكون بعيد كل البعد عن الدين او المذهب، فوضوي، غير متعلم، جاهل، غير عقائدي ولكنه وطني ويحب العراق ويدافع عنه ولا يحترم او يتبع الخامنئي او المرجعيات الاجنبية الاخرى في النجف أو غير النجف. لهم مرجع واحد هو مقتدى الصدر العربي العراقي الغير فقيه بالدين، المخلص لأتباعه وبطريقته الشعبية البسيطة البعيدة على ثقافة اهل بغداد الاكثر تحضراً ونمواً ورقي.
الغريب جداً بهذه الانتخابات، ان المكون الصدري وحده حصد مقاعد اكثر من كل المكون السني العربي الذي يمثل نصف العراق، وهذا ما يجعل الانتخابات مشكوك بها حتى لو بررناه واعطينا سبب عزوف اكثرية أهل السنة من المشاركة بالانتخابات. الانتخابات وكما في سابقاتها مزورة لأن من غير المعقول فوز صدري او شيعي من الاخرين في دائره كل ساكنيها سنة عرب بالمطلق ويخسر السنة. العراقيين جميعاً والعالم معنا يعرفون حجم التزوير الذي يحصل في كل انتخابات وليس في هذه الانتخابات فقط، ولهذا بدل البكاء والعويل على ما جرى وكأنه شيء جديد في حياتنا ما بعد ٢٠٠٣، علينا بالعصيان المدني الشامل والثورة الشعبية لاسقاط النظام كله وتحرير الوطن والشعب من كارثة ما بعد ٢٠٠٣، واذا اراد الصدريون المشاركة بهذه الثورة فأهلاً وسهلاً بهم ما عداها فالجميع مشمولون بالازاحة الكاملة بعون الله.
اذا ما بقى الحال كما هو، وتشكلت حكومة جديدة توافقية يعود فيها كل الفاسدين والعملاء لقيادة البلاد لاربع سنوات قادمة شبيه بما قبلها، فعلا المكون “السني” ان يتحرر من عقدة الانتظار لتغير دولي ويدخل الانتخابات القادمة بكل ثقله وينتخب من مكونه الذي يرتضيه لانه ما بقى له هو صراع وجود وعيش كريم. السنة العرب في صراع مع الذات وتأنيب الضمير لان اعدائهم الدوليين والمحليين اقنعوهم انهم من أوصل العراق لمجزرة دولية تسمى تحرير العراق في ٢٠٠٣، وعليهم ان يفهموا انهم لم يكونوا يوماً طائفيين او ضد الاديان الاخرى او شوفينين بل كانوا رجال دولة يحترمون الاخر ويعملون بالدستور ويحافظون على القانون، متعلمين ويحبون التطور والرقي ووطنين للنخاع. عليهم ان يعيدوا امجاد العراق مع اخوانهم العقلاء والمتحررين من المكونات الوطنية الاخرى وان لا يتركوا اي طريق لوصولهم لهذا الهدف السامي والعريق، فالامل بهم وهم أهله.
اذا ما انتصر الصدر في معركته الوطنية ضد عملاء العراق وعاد الكاظمي مرة اخرى لحكم العراق في الاربع سنين القادمة(وهذا ما نعتقده) والدفع ببرنامج الصدر القاضي بتصفية المليشيات وما يسمى بالحشد وغيره من العصابات المنفلتة والعمل بالدستور والانفتاح على المكونات الاخرى واعطاء حقها والخروج من سامراء (اللا مقدسة) والمناطق الغربية كلها واعادة الحق لاهلها، والانفتاح على العالم العربي وجيراننا القريبن منهم والتعامل مع دول العالم الاخرى ومن ضمنها امريكا وايران وتركيا على اساس التعاون واحترام الاخر وعدم الاعتداء، واعادة السيادة الوطنية وتحرير العراق من الهيمنة اللا شرعية لخامنئي وعملائه وعدم التدخل في شؤون الاخر، فعلى كل وطني العراق دعمهم والسير معهم في بناء الوطن واعادة اللحمة الوطنية والسير للامام.
المالكي لن يعود مرة اخرى لان العالم كله وليس العراقيين فقط لا يرغبون بعودة نظام الطائفية والتفرقة والتميز بين المواطنيين، نظام الحروب الاهلية والفساد والجريمة المنظمة. المالكي ورغم استخدامه المال الفاسد من اجل الرجوع للسلطة ورغم اعطائه الوعود بدون حساب لكل من يسئله، ولكن الجميع اتفق على ان لا يعطى فرصة اخرى له والدفع باتجاه حكومة جديدة تعطي الامل للعراقيين جميعاً وخاصة المقاطعين للانتخابات والذي تجاوزوا الثمانيين بالمئة من الشعب (سنة وشيعة ومسيح وصائبة وايزيدين، عرب واكراد وتركمان).
الانتخابات الاخيرة اثبتت لنا كعراقيين وعالم ان ديمقراطية العراق الفتية لا يمكنها ان تقف وتتقدم الا بمساندة دولية فاعلة لان اعداء العراق المحليين كثر وايران الملالي لا تتركه ينهض لان قوة العراق من ضعفها، وحان وقت النهوض والاتحاد من ثوار تشرين والغربية وكل وطني العراق الابطال ليعيدوا التحضر والتقدم والرقي لعراق اليوم ضمن وطن واحد وشعب واحد والى امام والله دائماً معنا.