تمت الموافقة على الميزانية الانفجارية الطويلة المدى (الوحيدة بالعالم لثلاث سنيين وليس لسنة واحدة كما متبع) لحكومة العراق الحالية من قبل برلمان “الوتس اب” العراقي الجاهل الأمي ليس علماً وثقافة فقط بل قرائة وكتابة ايضا (قسم كبير من اعضاء البرلمان لا يجيدون القرائة والكتابة العربية فكيف سيفهمون ابواب ميزانية انفجارية لاكثر من ٤٥٠ مليار دولار امريكي). نالت الحيتان التي استوردتهم امريكا من الجارة العزيزة ايران، حصتهم الترليونية الدينارية من ابواب خاصة بالفساد والصرف. حددت هذه الميزانية المعجزة بعض من ابوابها التي لم تجدها في اي ميزانية اخرى بالعالم (سرقة علنية وفي عز النهار) مثل سلع وخدمات ١٥ ترليون، زيارات دينية ٥٠ مليار، صيانة الموجودات ١٥ ترليون( أي موجودات …الموجودات كلها تم سرقتها من قبلكم) ،٢٣ مليار لمنح مجهولة العناوين، والفاجعة الاكبر هي تخصيص ١٠٠ مليار دولار امريكي لاطفاء سلف اعضاء الرئاسات الثلاثة والحكومة واعضاء مجلس النواب واخرين الله يعلم منو ( حدث تاريخي لم يحدث في تاريخ البرلمانات منذ ما خلق الله الديمقراطية) ومع تهديدات من كل الاطراف المسلحة الاطارية بالموافقة عليها، بالاضافة الى تهديد وزيرة المالية الاطارية الحازم أيضاً الى البرلمان والتي قالت لهم في حالة عدم التصديق على هذه الموازنة الرائعة او تغير اي من ابوابها، “سألجأ لضرائب جديدة اخرى اكثر مما تم الاتفاق عليه”؛ كضرائب السفر لخارج العراق وزيادة اسعار وقود السيارات وبكل انوعه، واسعار اعلى للماء والكهرباء حتى اذا انعدم وصولهم. الميزانية خرافية وغير علمية ووضعت من قبل اناس بعضهم جهلة وبعضهم جواسيس يمثلون مصالح دول اخرى وبعضهم لاضعاف وافلاس العراق ومن ثم تقسيمه الى ثلاث دول كما يحاول اعداء العراق عمله ومنذ ٢٠٠٣.
الميزانية الجديد جائت مع تحليل مسنود بأدلة استخباراتية من مجلة الفورين بولسي الامريكية نشر الاسبوع الماضي وبقلم المقرب للبيت الابيض ومن اليسار الامريكي الحاكم هذه الايام السيد مايكل نايتس تحت عنوان “العراق يتداعى بهدوء والميليشيات المدعومة من إيران تمزق احشاءه”; حيث بدء تقريره بقوله “ان العراق هادئا إلا أنه يدخل مرحلة خطيرة، فقد حقق حلفاء إيران سيطرة غير مسبوقة على البرلمان والقضاء والفرع التنفيذي ويقومون بالتلاعب في النظام السياسي لصالحهم ونهب مصادر الدولة” . بالاضافة الى ان الكاتب يؤكد أن العراق الجديد (الامريكي الصنع والايراني في التبني ) لم يرى حكما بدون رقابة او محاسبة ومنذ سقوط نظام صدام حسين ( ٢٠٠٣). ويؤكد الكاتب “أنه صحيح ان رئيس الوزراء السوداني لديه سجل في الخدمة العامة إلا أنه يحكم العراق بالإسم، ويتحكم حلفاء طهران بالسلطة ولا يحترمونه”.
وتعتقد الفورين بولسي الامريكية أيضاً ان الاطار قاد مجلس النواب العراقي للموافقة على أكبر ميزانية في تاريخ العراق تقدر بـ 150 مليار دولار سنوياً، أي أكبر بنسبة 50% من تلك التي اقترحت عام 2021، وسيتم الحفاظ على هذا المستوى من الإنفاق لثلاث سنوات متعاقبة، أي حتى انتخابات 2025. ويتجاهل هذا الإنفاق المتهور تحذيرات الولايات المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي طالب العراق بالحد من حجم قطاعه العام المتضخم. وبهذا العمل يقوم الإطار التنسيقي بزيادة أعباء الدولة المالية، ويعبد الطريق أمام عدم الإستقرار، فلو انخفض سعر برميل النفط فإن بغداد ستفلس سريعا. وعندما عانى العراق عام 2014 من أزمة مالية خطيرة سارع العالم للدعم لأنه مهم في قتال تنظيم الدولة، لكن الحكومة العراقية لا تستطيع التعويل على سخاء كهذا في المستقبل. وتعتقد هذه الصحيفة أن الهدوء في أمريكا نحو العراق ليس جديدا، فهو الهدوء الذي يسبق العاصفة. ويعلق نايتس ان خراب العراق بهذا الشكل المتسارع يعود لسبب أن السلطة الحقيقية في يد ثلاثة أمراء حرب وكلهم مرتبطون بقوة بإيران، وهم قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق والمصنف أمريكيا كإرهابي، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي وزعيم منظمة بدر هادي العامري، وبدعم واضح من فائق زيدان الذي في ظل قيادته تدخلت المحكمة العليا في السياسة وحبذت مصالح الميليشيات. وعندما أراد الإطار التنسيقي منع الصدر “الفائز بالانتخابات” عام 2021 من تشكيل الحكومة تدخل القضاء وغير قواعد تشكيل الحكومة. وحصلت هذه المجموعة الموالية لإيران على ما تريد من رئيس الوزراء السوداني، الذي أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 عن إنشاء شركة المهندس العامة للمقاولات الإنشائية والهندسية والميكانيكية والزراعية والصناعية التي ستستحوذ على كل المال المخصص للاستثمار في الميزانية، وهذا هو خراب ما تبقى من دولة كانت تسمى العراق.
الولايات المتحدة تجني ما فعلته قبل عشرين عام حيث اصبح شغلها الاساسي هذه الايام في الشرق الاوسط المتعب لها، هو كيفية عمل استقرار العراق الامني واستقلال قراره السياسي من ايران ليتمكن ان يقف على قدميه والتحرك نحو الامام في بناء مجتمع قادر ان ينهض ويبني حاضره ومستقبله.
حيث قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي ان الهدوء الامني الحالي بالعراق جاء بما اسماه باستخدام ” توأمة الدبلوماسية والردع” والتي كانت سببا في تراجع الهجمات على المصالح الأمريكية. معناه أيضاً “العصى والجزرة” التي تقوم وتلوح بها سفيرة امريكا بالعراق الينا رومانوسكي من اليوم الاول لوصلها الى بغداد. هذا يؤكد ان امريكا ستعمل ماتستطيع لخلق عراق مستقل عن ايران وذو سيادة والا فأنها مستعدة للذهاب لخيار التقسيم. وهنا وكما اكدنا مراراً ان العالم مستعد للمساعدة وخاصة العراق الذي دمر بقرار دولي مجحف وخاطئ اذا ما قرر العراقيون الاحرار الخروج للشوارع واعلان العصيان المدني لتعطيل مؤسسات الدولة والتي بضمنها المليشيات الايرانية. خروجكم الى الشوارع بهذا الصيف الذي سيكون حار جداً مرة اخرى مع تأكيدات جديدة من قبل الساسة الغير منتخبين من قبلكم، “ان العام القادم سنصدر الكهرباء الى العالم كله وبضمنها امريكا”. حان الوقت للتوكل على الله وايقاف هذه المهزلة التي طال وقتها ونحن في الحراك العراقي ومجموعة العمل العراقية وعشرات من الحركات الوطنية المستقلة معكم الى نهاية الطريق في تحرير وطننا العزيز واعادة الحرية والسيادة والتقدم وتذكروا دائماً ان الله معنا.