نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن قررت سحب 8 بطاريات صواريخ باتريوت من دول بينها السعودية والكويت والأردن والعراق.
وأشارت الصحيفة نقلا عن المسؤولين قولهم، إن “إدارة الرئيس جو بايدن تقلل بشكل حاد من عدد الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط، في خطوة لإعادة تنظيم تواجدها العسكري في المنطقة، حيث تركزالقوات المسلحة على التحديات من الصين وروسيا”.
وأضاف المسؤولون: “سيسحب البنتاغون ما يقرب من 8 بطاريات باتريوت من دول بينها العراق والكويت والأردن والسعودية، ومنظومة (ثاد) من السعودية، وسيتم كذلك تقليص أسراب المقاتلات المخصصة للمنطقة”.
وتشمل إعادة الانتشار مئات الجنود في الوحدات التي تشغل أو تدعم تلك الأنظمة، والخطوة تأتي في الوقت الذي يخطط فيه الجيش الأمريكي للانسحاب الكامل من أفغانستان بحلول الصيف، وبعد أن خفضت الولايات المتحدة في الخريف الماضي قواتها في العراق بواقع النصف أو 2500 جندي، على اساس الزعم بان القوات العراقية يمكنها تأمين البلاد !بينما العراق يشهد انفلاتاً أمنياً واضحاً يتمثل في مواصلة قصف الصواريخ على مواقع يتواجد فيها امريكان مثل قادة عين الاسد ، هاذا ناهيك عن مواصلة اعمال الخطف والقتل التي تطال ناشطي تشرين .
وأوضح المسؤولون، أن “التخفيضات الأخيرة التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، عقب مكالمة هاتفية في الـ2 من يونيو أبلغ فيها وزير الدفاع لويد أوستن ولي العهد السعودي الأمير محمدبن سلمان بالتغييرات”، مشيرين إلى أن “معظم المعدات العسكرية التي يتم تفكيكها ونقلها هي منصوبة في السعودية”.
ومن الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة نقلت منظومات “باتريوت” إلى العراق، عقب تعرض قواتها المتمركزة في قاعدة “عين الأسد” في الانبار غربي بغداد لصواريخ أطلقتها إيران في يناير من العام الماضي، ردا على اغتيال قائد لواء “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد.
القرار بتخفيف الوجود العسكري في المنطقة العربية يتزامن مع قرب الاتفاق مع ايران حول الملف النووي ، وقد تواترت الاخبار بان مسودة الاتفاق تتضمن الغاء 1500 نوع من انواع العقوبات مقابل عودة ايران والتزامها بنسبة التخصيب عام 2015 وبما لايتجاوز 2,67 % .
ولابد من التذكير هنا بان الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير خارجيته انطوني بلنكن اكدا مراراً وفي مناسبات عدة بان الولايات المتحدة في مفاوضاتها المقبلة مع ايران لن تكتفي باجبار ايران على احترام التزاماتها بناء على الاتفاق النووي بل ستوسع دائرة المفاوضات لتشمل الترسانة الصاروخية المتقدمة الى جانب الحد من نشاط ايران الاقليمي الذي يوصف بأنه المزعزع للاستقرار ، واية قراءة لمسودة الاتفاق في فيينا نستطيع التأكيد ان المفاوضات حتى اللحظة انحصرت في الملف النووي ولم تتجاوزه الى مواضيع اخرى ، في موقف جديد تتنصل فيه الادارة الامريكية عن التزاماتها امام العرب ولا سيما الخليجيين منهم ، في الوقت الذي بات المشروع التوسعي الايراني يطرق ابواب عواصم جديدة بعد ان كان قد مد نفوذه في العراق وسوريا واليمن ولبنان .
في العلاقات الدولية ، عادة الاحتكام للمصالح وليس العواطف ، والمصالح إنما هي امانة تسعى لحمايتها الدول ذات الصلة بنفسها ولا توكلها لدول اخرى كما فعلنا نحن .
المطلوب إذاً قراءة جديدة للمصالح واستراتيجية واقعية لحمايتها مبنية على الاعتماد على الذات .

687