اوجاع العراقيين تتفاقم من انتخابات الى اخرى

مثلما كانت سمة انتخابات عام 2018 مليئة بالتزوير وبالأحداث والتطورات السياسية والأمنية فإن انتخابات 2021حملت معها تداعيات وأثقال ماسبقها من انتخابات في مشهد يعكس حال الاستقطاب الطائفي والتدخل الخارجي ويضع العرقيين امام معضلة أخرى تزيد من معاناتهم بعد فشل الطبقة السياسية التي انتجها الاحتلال في إدارة شؤون العراق وابقاءه رهينة المشروع الإيراني
وحفلت انتخابات 2021 الذي طعنت أحزاب الطغمة الحاكمة بنزاهتها في توالية سياسية تلقي بأحمالها على كاهل العراقيين وتطلعاتهم بوطن آمن ومستقر تسوده العدالة ويحكمه القانون
لقد وصفنا انتخابات 2021 قبل اجراءها بانها ستكون وصفة للفوضى والصراع السياسي بين مكونات الطغمة الحاكمة ومن يتحكم بإدارة شؤون العراق الذي اسقطتهم المقاطعة الشعبية ورفضها لعمليات الفساد والاقصاء والتهجير الطائفي

وطغت نتائج الانتخابات وتداعياتها على المشهد السياسي، وزادته تعقيدا من فرط الخلافات بين الكتل الفائزة، والخاسرة الأمر الذي سيزيد من حال الاستقطاب الإقليمي الذي كان واضحا في مسارها، غير أن اللافت خسارة اذناب ايران واذرعها العسكرية في انتخابات رغم انها مزورة الا انها عبرت عن رفض العراقيين لهذه الزمر الاجرامية التي حولت العراق الى ساحة للصراع والهيمنة على المجتمع

مقالات ذات صلة

لقد ضاق العراقيون ذرعا بالوجوه السياسية التي هيمنت على المشهد السياسي منذ احتلال العراق حتى لا تتكرر تجارب الانتخابات الماضية التي وضعت العراق في الخانق الذي يتخبط به، ما يتطلب رافعة وطنية تخرجه من هذا الخانق إلى فضاء الدولة المدنية العابرة للطائفة والعرق، غير أن نتائج الانتخابات وما سيعقبها الصراع على المناسب هي خيبة أمل للعراقيين وستزيد من أوجاعهم

وغداة انتخابات 2021 نقف أمام مشهد سيكرر تجارب الأعوام الماضية، ويعيد تدوير الوجوه السياسية من جديد من دون آمل الخروج من نفق الاستقطاب الطائفي والعرقي الذي أبقى العراق يتخبط في خانقه
والسؤال : ماهي ملامح المشهد السياسي الذي سيتشكل بعد الانتخابات؟
وأين تتجه بوصلة الصراع وموازين القوى في المعادلة على الأرض بين رموز منتج الاحتلال ومحركاتها في عملية الصراع؟
وحتى لانستغرق بالتفاصيل فقد استبقت ايران احتمالات الصراع بين اذرعها بعد اعلان نتائج الانتخابات بارسل قائد فيق القدس قااني الى بغداد من غير ان ينجح في التهدئة بين القوى الفائزة والخاسرة حيث طفت لغة السلاح ورفض نتائج الانتخابات من قبل ميليشيات ايران التي وصفت هذه النتائج بانها مدبرة ومدعومة من الخارج
وطبقا للراشح على الأرض فان اذرع ايران ادركت تماما ان رهانها على الدعم الإيراني وعلى دعم مؤيديها في العراق سقط وخاب ظنهم على الرهان لقلب وتصحيح معادلة الصراع على الأرض التي باتت تتجه لغير اذناب ايران ومشروعها التوسعي
اذا المشهد السياسي الذي سيتشكل بعد الانتخابات مليء بالمفاجئات والتطورات عنوانه لغة السلاح التي ستكون سمة هذا المشهد الذي سياخذ العراق الى الفوضى والمجهول

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى