في مؤشر إلى تزايد المخاوف الايرانية من نتائج مؤتمر النقب الذي احتضنته اسرائيل مؤخرا ، واثره من خلال انتهاج استراتيجية جديدة عنوانه اتساع رقعة الهجمات الاسرائيلية على ايران وحلفائها في الاقليم ؛ حيث حذر الحرس الثوري الايراني من وجود مخطط إقليمي واسع تتزعمه اسرائيل لزيادة وتيرة استهداف قوى “المقاومة “في سوريا ولبنان تمهيدا لاستدراج ايران لهذه المواجهة .
المرجح أن إيران باتت تتحسب لاي تحدي استراتيجي خطير للعديد من ركائز رؤيتها لأمنها القومي في حال كان التوقع الايراني في محله من خلال توازن القوى الاقليمية حيث من المحتمل ان ايران باتت تخشى من أن ينتج الاتفاق مع بعض الدول الخليجية خاصة بعد قمة “النقب”تحولات بالنسبة للأزمة السورية من خلال تعزيز قدرات اسرائيل بشكل جوهري لمواجهة النفوذ الايراني في سوريا ولبنان عبر زيادة وتيرة تعاونها مع بعض الدول الخليجية التي لها دور مهم ومحوري في هذه الأزمة ، و ربما وجود معلومات استخبارية إيرانية لسعي اسرائيلي بالتعاون مع دول المنطقة،وربما تقصد الدول التي اقامة العلاقات معها لاسيما (مصر والامارات والبحرين )أو في طريقها الى ذلك (السعودية )والتي تعتبرها طهران ضمنا منخرطة في التعاون مع اسرائيل ضدها ، للمساعدة في توسيع نطاق عملياتها العسكرية ونوعيتها لتدمير كل مقومات الوجود الإيراني العسكري في سوريا،وربما لاحقا في لبنان .
رغم عدم ترجيح قيام هذه الدول بضربات مشتركة لاستهداف الوجود الايراني ووكلاء طهران في سوريا ؛إلا أن الجانب الايراني ربما يخشى من تعاون اسرائيلي مع هذه الدول في مجال الاستخبارات والمساعدة في التمويل والتعاون مع حلفاء هذه الدول على الأرض لمساعدة الجانب الاسرائيلي لتحقيق أهدافه.
لا شك بأن هناك بالمقابل خشية ايرانية من تزايد التعاون والنشاط الاستخباري الخليجي الاسرائيلي ضد مصالح بما يسهم في التأثير على خطوط الامداد والدعم الايراني لوكلائها في سوريا .
التخوف الايراني يعكس من ان تسهم هذه الاسترانيجية حال استمرارها ونجاحها في تعزيز مكانة رئيس الوزراء بينيت ، وبالتالي تعزيز مكانة اسرائيل استراتيجيا ضمن المحيط العربي .
وهذا قد يسهم في محاولة إحباط قدرات وكلائها ؛خاصة مع إحجام الأخيرة عن الرد ، الى جانب التأثير على النظام السوري والايحاء باستمرار ضرر الوجود الايراني عليه؛خاصة مع احتمالية قيام اسرائيل بسلسلة من عمليات التخريب الممنهج الجديدة في سوريا على غرار ما حدث في ايران مؤخرا .
الثابت ادراك طهران أن صمت روسيا معناه رضاها ربما عن الاستراتيجية الاسرائيلية ضدها ، وليس امام طهران سوى اتخاذ المزيد من الخطوات التصعيدية او العقابية الاستباقية ضد بعض الدول الخليجية ربما لاتوازي الفعل الإسرائيلي من خلال
توجيه اذرع ايران ووكلائها للتصعيد لاسيما الحوثي للانتقام من التعاون الخليجي مع اسرائيل ، و تشجيع وكلائها وخلاياها استهداف المصالح الخليجية الخارجية وسفاراتها ودبلوماسيها ، وربما شن هجمات سيبرانية ضد مؤسسات دول الخليج وقطاعاتها الداخلية .
المرجح ان تستغل ايران الترويج لذلك اعلاميا لمحاولة رفع جاهزية وكلائها ومحاولة تعزيز قوتهم ورسم استراتيجية زاضحة للتعامل مع اية مستجدات .
رغم التخوف الايراني من اية خطوات تصعيدية الا ان ايران قد تسعى الى فتح خطوط للتواصل مع الدول الخليجية بما فيها السعودية لمحاولة دفع هذه الدول لعدم التعاون مع اسرائيل ومنع نشوب توتر خطير بين الطرفين ، وربما قد تسعى ايران ربما توظيف وسطاء خليجيين كسلطنة عمان لتخفيف حدة التوتر مع هذه الدول ولضمان عدم دعم اية انشطة اسرائيلية معادية لايران في سوريا ولبنان.