شكلت نتائج الانتخابات اللبنانية صدمة لايران ومخالفة لتوقعاتها ، حيث اعتبرت ان كلاً من أميركا والسعودية والامارات واسرائيل قد بذلت جهودا حثيثة لتحويل هذه الإنتخابات الى معركة ضد المقاومة، واستهدافا لشرعية وقوة المقاومة وحلفائها التي ستبقى حاضرة وبقوة ، معتبرة ان حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل قادرون على تشكيل قوة أغلبية في البرلمان، خاصة وأن طهران تدعم حكومة شراكة وطنية رغم كل الضغوط الغربية والعربية والاسرائيلية من داخل لبنان وخارجه، و الضغوط الإقتصادية والمعيشية المفروضة على الشعب اللبناني.
على المقلب الاخر برزت هناك بعض التحليلات الايرانية تعتبر ان نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية تظهر
اعادة التأكيد على فوز حزب الله إلا أنها لم تنكر تراجع حصة الحزب في المقاعد البرلمانية، حيث وصفت الانتخابات بأنها “ليست انتصارا ولا هزيمة”، متخوفة أنه وفي حال تحالف المسيحيين مع منافسي حزب الله فمن الوارد أن يفقد حزب الله الأكثرية البرلمانية، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة لبنانيا واقليميا.
ثانيا : عبرت بعض المقالات الصحفية المحسوبة على استخبارات الحرس الثوري عن قلقها من تراجع نسبة مشاركة الشيعة في الانتخابات، وفقدان حزب الله لمقاعد له في البرلمان ورأت أن ذلك يشكل ناقوس خطر على تراجع نفوذ إيران في لبنان، محذرة من تداعيات ذلك على مصالحها السياسية والامنية ، مؤكدة على ضرورة التفاهم للوصول الى حكومة شراكة وطنية عبر تفاهم بين الكتل البرلمانية القديمة منها والكتلة الجديدة حفاظا على سلاح المقاومة، من هنا فان تحقيق التوازن يلزمه إنتظار الحوار لتشكيل أغلبية، وعلى القطعة -حسب الرؤية الايرانية – وعليه فأن حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل أقرب الى تشكيل هذه القوة وفرض حكومة شراكة وطنية ، اضافة الى كل ماسبق ترى هذه التحليلات اهمية فضح التدخلات السياسية والدبلوماسية لأميركا والسعودية والامارات وبشكل صريح عبر امتلاك حزب الله ملفا كاملا حول النشاط الدبلوماسي والاستخباري لهذه الدول ، وضرورة تقديم الدعم المالي والدعم اللوجستي والإداري والإعلامي والاستخبلري ، مما يشكل تدخلاً واسعاً وسافراً ، متعهدة
بافشال هذا المشروع الذي يستهدف نزع سلاح المقاومة ، ومحذرة من عودة حالة عدم الاستقرار ، واحتمالية عودة الاغتيالات لتطال شخصيات اعتبارية .