ايران تحتفل بيوم الجيش :رسائل تحذير للداخل والخارج

في مؤشر لرفع الاستعدادات العسكرية والامنية وجاهزية الجيش ، القى ابراهيم رئيسي كلمة بمناسبة يوم الجيش موجها رسائل دعم لما وصفه بالاصدقاء وردع للاعداء، مشيدا بدفاع الجيش عن مبادئ وقيم الثورة الاسلامية ،واكد رئيسي في كلمته ان على  الأعداء أن يعلموا أن الجيش الإيراني يرصد كل تحركاتهم ومستعد للرد على أدنى تحرك لهم، مضيفا: نقول للصهاينة إذا كنتم تسعون إلى تطبيع العلاقات مع دول المنطقة فلتعلموا إننا نرصد تحركاتكم بدقةوبوعي مدركين مخاطر ذلك ، والثمن الذي سيدفعونه.
تأتي هذه التصريحات وتتزامن مع عدد من الجوانب الإشكالية الخطيرة بعد انتخاب رئيسي وفرض وزير دفاع على الجيش محسوب على الحرس الثوري، اضافة الى اجراء تغييرات على قيادات الجيش هدفها اقصاء المنافسين والخصوم للحرس الثوري ؛ وقد تزامن ذلك بعد تصاعد خطير لحدة التهديدات ضد ايران والتي تسبب بها الحرس بعد هجومه بطائرات مسيرة على كردستان العراق قبل شهر ، وقبلها دفع الحوثيين استهداف ارامكو في المملكة العربية السعودية، اضافة الى السفينة الاسرائيلية التي قد تورط الجيش في مواجهة مع ضربات اسرائيلية اكبر من قدراته اضافة الى ما يعانية المشهد الداخلي للايراني من تهديدات عديدة بسبب طبيعة الاختراق الذي تعانيه إيران حاليا والذي يقف وراء حملة التخريب والعنف الراهنة. هل هو اختراق للمؤسسة العسكرية بشقيها الجيش والحرس والاجهزة الامنية ذاتها، أم هل هو جماعات سرية تم زرعها وتعمل داخل إيران؟خاصة مع وجود تهديد خطير عبر وجود طائرات مسيرة شبحية تنطلق من طهران لتشن ضرباتها ضد المنشأت الحساسة لاسيما النووية منها وتعود دون ان يتم اكتشافها مما يشكل خرقا كبيرا روج لفكرة سهولة استهداف شخص خامنئي نفسه مما جعل الحرس الثوري يعيد تموضع منظومات الدفاع الجوي حول مناطق عديدة في طهران وكلا الحالتين لها مخاطرهما، لكنها تكشفان عن ضعف كبير وخطير في أنظمة الأمن والتأمين للقطاعات الحيوية والاستراتيجية في الدولة.
اضافة الى نمط الاستجابة المتوقعة من قبل الجيش اولا و الحرس ثانيا على هذا التحديات داخليا وخارجيا. ويقع في القلب من هذا التساؤل وهل سيضطر النظام لإجراء تغييرات جوهرية في القيادات العسكرية والامنية بعد هذا الاختراق الواضح، وهل يسعى الحرس للتصعيد إقليميا عبر وكلائه ولكن هذا الخيار يواجه حقيقة الوضع المتراجع لأغلب هؤلاء الوكلاء. مع سهولة استهداف العمق الايراني ما حدا بالحرس الى افتعال حرب السفن والناقلات ولتحسين شروط التفاوض مع الغرب ، خاصة بعد مرور ٥٤ يوم على الحرب الاوكرانية ، وجمود التوصل الى اتفاق نووي ، وخشية طهران من استغلال موسكو للمساومة على الملف النووي على حساب المصالح الايرانية ، وتعالي الاصوات بضرورة فتح حوار مباشر مع واشنطن خشية افلاس الاقتصاد الايراني.
ما يجري في ايران يتزامن مع رأي عام يحذر من تبعات ونتائج هيمنة الجناح المتشدد على كل مفاصل الدولة تجنبا لبروز حركة معارضة من داخل النظام، ولتمهيد عملية الانتقال الى موقع الارشاد ، مما افقد السياسة الايرانية تبادل الادوار والمساومة خاصة على الصعيد الخارجي .
كل هذه السياسات تم التوسل بها برأي الاعلام الاصلاحي لإجبار واشنطن على إما القبول بالتفاوض معه أو خوض مواجهة شاملة مع إيران خاصة مع المخاوف النووية والتسليحية التي ستتصاعد حال الاستمرار في سياسة حافة الهاوية التي قد تتوسل بها طهران قريبا ، وربما يكون دفع الجهاد الاسلامي وحماس اولى بوادرها مستغلة مسلسل اقتحام المسجد الافصى المبارك .

هذا عدا عن الأسباب المحتملة لعودة المواجهات البحرية خاصة مع تسريبات اعلامية ايرانية بضرورة وقف حركة السفن الكورية الجنوبية وربما احتجازها ، لمساومة سيؤل الافراج عن الارصدة الايرانية المجمدة .

مقالات ذات صلة

لاشك بأن أحد خيارات إيران هو تصعيد كبير الاستمرار في سياسة حافة الهاوية لتسريع التفاوض مع واشنطن و لإضعاف فرص تل ابيب التي دخلت على خط التخريب .
كذلك تسعى طهران على ما يبدو لمحاولة الحد من التطبيع بين إسرائيل والامارات
لتقليص قدرت تل ابيب على التصعيد من جهة، ولإيصال رسالة لابوظبي أن الضغط للحيلولة دون التنسيق مع تل ابيب بخصوص ايران ، وكلف ذلك عليهما حيث قد يترتب عليه عمليات استهداف مستمرة ضدهما .

تدرك طهران ان استمرار الضربات والتخريب داخل ايران هدفه إحراج النظام الإيراني، وخاصة الحرس الثوري مما يمكن أن يشجع أي حركات معارضة أو تمرد عنيفة ضد النظام، وقد يكون ذلك هو المرحلة الثانية من تلك الحملة خاصة مع تطور مسار الاحتجاجات في ايران خاصة الاحواز والمحافظات الحدودية ، الى جانب محاولة هذه الدول إيصال رسالة للداخل والخارج بهشاشة البنية الداخلية للدولة والجيش والحرس، ومن ثم دفعه نحو إعادة التفكير في خيار مقاومة الضغوط بالرهان على قدرات الحرس الآخذة في التآكل إقليميا وغير القادرة على تأمين قدراته العسكرية والبرنامج النووي في الداخل وهذا ما حصل بالفعل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى