حذر الاعلام الايراني المسؤولين الإيرانيين من محاولات روسيا الاستحواذ على أسواق النفط الإيرانية في الدول الآسيوية، مؤكدة أن الروس ومنذ فرض العقوبات الغربية عليها جراء غزوها لأوكرانيا توجهت في صادراتها النفطية إلى الدول الآسيوية كالصين والهند ،وأضافت انه”لو بقيت طهران مكتوفة الأيدي فإن الروس سيستحوذون على جميع أسواق النفط الإيرانية في آسيا، فالروس لا عهد لهم ولا وفاء”، حسب تعبير الصحف الايرانية موجهة خطابها للتيارات والأطراف الداخلية في إيران الذين يتصورون أن موسكو يمكن لها أن تصبح حليفا استراتيجيا لإيران، واضافت : “يجب أن ننصحكم بقراءة تاريخ روسيا قليلا لكي تعرفوا أن الروس دائما وأبدا كانوا يعتمدون أصلا واحدا؛ أنه لا يوجد أي مبادئ في علاقاتها مع الدول سوى مبدأ مصلحتها والوصول إلى غاياتها.
في قراءة متعمقة للتصريحات الايرانية لاشك بأن الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا يشير الى عمق الصراع والنزاع بين طهران وموسكو، وهو ما اثاره التأخر في توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وذلك بعد أن اشترطت موسكو لإحياء الاتفاق ضمانات مكتوبة من جانب واشنطن لحماية العلاقات الاقتصادية مع إيران من العقوبات التي فرضتها مؤخرا على موسكو عقب حربها على أوكرانيا.
وسائل الاعلام الايرانية المحافظة والاصلاحية تشن حاليا انتقادات لاذعة للموقف الروسي معتبرة أن الشروط الذي وضعته روسيا «غير بناء ومثيرة للاستغراب والاستهجان » ومن شأنها تقويض المفاوضات النووية برمتها،والتأثير بشكل خطير على المصالح القومية لايران في هذا التوقيت معتبرة أن موسكو لا ترى أن إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على إيران يصبّان في مصلحتها،بل يتعارضان معها .
الامور لم تقف الى هنا ، فقد اعتبرت بعض وسائل الاعلام الايرانية المواقف الروسية ومحاولة التنسيق مع الدول الخليجية بالامس لايصب في صالح ايران ، بل يهدد امنها الاقتصادي ، مذكرة بمواقف روسيه مشابهه اثرت بشكل كبير على مصالح ايران الحيوية خاصة من مواقف غير مفهومة ومبررة ادت الى محاولة استهداف طهران ومصالحها الاقليمية .بدورها، واصلت وسائل اعلاميه محسوبة على الحرس الثوري اتهام موسكو بالتآمر على إيران والسعي لعرقلة الطريق إلى إحياء الاتفاق، مما قد تُوقف محاولات إحياء الاتفاق النووي، مرجحة أن ايران أصبحت قاب قوسين أو أدنى من مرحلة الإعلان عن انهيار المفاوضات وفشلها بشكل نهائي،داعية إلى إعادة النظر في التعاون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خلفية الأخبار التي تفيد بوصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود،و متهمة الوكالة الدولية بنشر تقارير “غير بناءة” و”عدائية” حول نشاط إيران النووي، وأنها تقوم بتكرار “المزاعم” الإسرائيلية ضد طهران.
مضيفة الى أنه يتوجب على الدبلوماسية الإيرانية أن تعيد النظر في طريقة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي من المتوقع أن تكون التقارير الصادرة عنها “حجة” بيد مجلس الأمن الدولي لإصدار قرارات خطيرة ضد إيران،مقترحة مرة اخرى تبني مقاربة المفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، دون وساطة، لإفشال مؤامرة التي تحاك ضد ايران ، وحتى لا تقع مصالحها ضحيةمصالح روسيا، كما يحدث في الوقت الحاضر. خاصة بعد توقيف اميركا لناقلة النفط الايرانية في اليونان ، مما يشكل رسالة واضحة بحظر تصدير النفط للخارج بشكل شامل ،مذكرة ان عامل الوقت ليس لمصلحة ايران مطلقا .